Friday 06/12/2013 Issue 15044 الجمعة 02 صفر 1435 العدد
06-12-2013

سجن المطلقات

فاصلة:

((العدل والجور لا ينجمان عن الطبيعة بل عن القانون))

- حكمة عالمية -

لا يستطيع كائنٌ من كان وإن تعاطف مع أحوال المطلقات أن يدرك إلى أي مدى تعاني المطلقة في مجتمع ذكوري محافظ.

تبدأ النظرة الدونية للمطلقة منذ اللحظة التي اتخذت فيها قرار إنهاء حياتها الزوجية، فالمجتمع ينظر إليها وفق نظرته القاصرة إلى حقوقها، فيلمح لها بمسؤوليتها في إنهاء مؤسسة الزواج، وإن كانت مؤسسة فاشلة كل معطياتها تؤكد انهيارها مهما طال الزمان.

وتأتي المرحلة الأخرى حينما تحاول المطلقة المطالبة بحقوقها عبر البوابة القانونية، فتجد الصعوبات إما من الأهل الذين لا يصح أن تُمس سمعتهم بدخول ابنتهم إلى المحاكم، مع أن المرأة يمكن أن تدخل المحاكم نفسها في قضايا أخرى مثل الورث مثلاً!!

وإما من قلق المطلقة من التعامل مع بعض القضاة في مجتمع ذكوري إلا من رحمَ ربي.

وإن فكرت المطلقة في الزواج مرة ثانية، بدأ المجتمع باستثارة ضميرها تجاه أبنائها، حيث يلمح إليها بأن تفكيرها في مستقبلها هو خطوة أنانية، إذ إن عليها أن تحافظ على الصورة المثالية كونها أماً تفني زهرة شبابها في تربية أبنائها، وعلى الوجه الآخر فإن الأب غير مُطالب بهذا الدور ويستطيع أن يمارس حياته بحرية، وأكثر من ذلك يتفنن في الإساءة إلى أبنائه بالمنع عن منحهم حقوقهم دون رقيب.

مشكلة المطلقة في نظرة المجتمع الدونية إليها، والمشككة في حكمتها والتي تجردها من حقوقها الإنسانية.

كل ذلك يفعله المجتمع وأكثر مع المطلقات في غياب عن الوعي الديني بحق المطلقة في عيش حياة كريمة وعدم وصمها بتجربة سابقة ربما مسؤوليتها تكمن في سوء الاختيار فقط.

إنما لأن المجتمع يقسو عليها فهو لا يرى إلا من خلال نظرة دونية قاصرة.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب