Saturday 07/12/2013 Issue 15045 السبت 03 صفر 1435 العدد
07-12-2013

إنها الإدارة، ولا غيرها

يحلم كل مواطن بحياة هادئة مطمئنة، ينام آمناً مطمئناً في بيت يمتلكه، لا في بيوت الآخرين، المؤجرين الذين يطرقون باب منزله كي يدفع قيمة الإيجار!

في البدء قلنا بأن الإسكان وزارة جديدة، ولا بد من منحها الوقت الكافي كي تعمل، ونقطف ثمار عملها، لكن السنوات مرت، والمشروعات يعلن عنها، ولا يراها المواطن المحتاج، الذي ينتظر حلمه في منزل!

في البدء كانت الشكوى أن ميزانية الوزارة لا تكفي لإقامة وحدات سكنية، ثم تحولت الشكوى إلى عدم توفر الأرض السكنية، وحين منحت الوزارة أرضا كبيرة في الجهة الغربية الشمالية من مطار الملك خالد الدولي، أصبحت الشكوى أن الأرض خام، وتحتاج إلى تجهيزها بالبنى التحتية أولا، قبل البدء بمشروع الوحدات والفلل السكنية، ثم عرفنا أن تنفيذ مشروع ضخم يحتاج إلى سنوات وسنوات من العمل والانتظار والملل، وهكذا نكتشف أن ثمة خللا كبيرا وواضحا في أي مشروع ننجزه، يتمثل في الإدارة، الإدارة فقط!

حينما نحصل على إداريين أكفاء، سيسير العمل بدقة متناهية، وستنتهي المشروعات في وقتها، ولكي نعرف أهمية الإدارة والدقة في العمل، دعونا ننظر في مشروعين، أحدهما صغير ومتعثر، والآخر كبير وانتهى، أو أوشك على الانتهاء، وأعني بذلك، مشروع مدرجات إضافية في استاد عبدالله الفيصل بجدة، ومشروع مدينة الملك عبدالله الرياضية في جدة. لماذا تعثر الأول وتأخر رغم بساطته، وانطلق الآخر بحرفية عالية؟ إنها الإدارة، ولا غيرها.

حينما تتوفر لدى الدولة كفاءات شبابية عالية في الإدارة، لكنها بلا فرص حقيقية، لاستلام مشروعات قيد التنفيذ، بينما تمنح عشرات الفرص لمن لا يعرف كيف يدير فصلا دراسيا، لابد أن نتوقف عن الحركة، أو نتحرك ببطء شديد، بينما الآخرون من حولنا يسيرون بسرعة الصاروخ، ينجزون في سنة ما ننجزه في عشر سنوات، لذلك تزداد المسافة بيننا، وبين الدول المحيطة، طالما أننا لم نجد في الإدارة في كافة قطاعات الدولة.

مقالات أخرى للكاتب