Saturday 07/12/2013 Issue 15045 السبت 03 صفر 1435 العدد
07-12-2013

أدريانو جالياني بين المطرقة والسندان

هي قضية الأسبوع الشائكة على مستوى الإعلام الأوروبي بشكل عام والإعلام الإيطالي بشكل خاص، حيث تتواتر الأخبار يومياً عبر الصحف في القارة العجوز حول قضية أدريانو جالياني المدير التنفيذي والمسؤول الأول عن التعاقدات في نادي إيه سي ميلان الإيطالي، واليد اليمنى للرئيس الإيطالي الشهير سيليفو برلسكوني منذ عام 1986م وحتى يومنا الحاضر، وتتمحور القضية التي يتناولها الإعلام هذه الأيام حول سياسة التغيير التي أتت بها السيدة باربرا برلسكوني ابنة رئيس النادي والمسؤولة الإدارية الأولى عن الكثير من القطاعات داخل النادي، ويشهد «الروسونيرو» حالياً ما يسمى بصراع الأجيال بين القادة القدامى (وهم الذين رسموا سياسة النادي مع الرئيس برلسكوني عصراً من العصور الذهبية) وبين القادة الجدد (وهم الشباب المتعطش للعمل، الذين يتطلعون لبناء سياسة جديدة تواكب التطورات الحديثة في عالم الرياضة والاستثمار).

** جالياني الذي عُرف عنه خلال 28 عاماً قضاها بين جنبات النادي الإيطالي العملاق مبدأ السرية التامة في العمل وعدم خروج مشاكل الفريق مهما بلغ حجمها ليتناولها الإعلام. رفض بكل قوة الطريقة التي استخدمتها باربرا لتزيحه عن منصبه، وقال جالياني لصحيفة ريبوبليكا: «صبري على ما يحدث تخطى الحدود، أنا أعتبر واحداً من أفضل المديرين التنفيذيين على مستوى العالم، ولا أتقبل أن تتم مهاجمتي علناً». في إشارة واضحة من الإداري الخبير والمحنك لوجوب المحافظة على سرية قضايا الفريق ومشاكله وعدم ظهورها على السطح بشكل يؤثر على مستويات الفريق ونتائجه.

** من جهتها طالبت باربرا برلسكوني من والدها أن يتخذ قرار إقالة جالياني وبريدا وكل من يعمل معهم والاعتماد على أسماء جديدة مثل باولو مالديني وديمتريو ألبرتيني، وكذلك أليساندرو نيستا كمساعد.

وقد لا تتاح الفرصة لألبرتيني لارتباطه بعقد عمل مع الاتحاد الإيطالي لكرة القدم، ويبرز أيضاً اسم السيد شون سوليانو (المدير التنفيذي لنادي فيرونا) للانضمام لطاقم باربرا، فيما نجحت مساعي باربرا في إبعاد «أريدو بريدا» بعد أن قدم استقالته ليترك مكانه لأحد الأسماء المرشحة من قبل باربرا كحل مبدئي للحرب الإدارية القائمة.

** لم يتم البت بنسبة كاملة في القضية الشائكة بعد، رغم أن الرئيس برلسكوني رفض ابتعاد جالياني وطالب ابنته برسم السياسة المناسبة للعمل معاً بطريقة تخدم النادي ومستقبله، على أن يتولى جالياني الأمور الكروية كاملة، وأن تتولى ابنته الأمور الإدارية للقطاعات الأخرى كافة، وقال برلسكونى في بيان رسمي لوكالات الأنباء: «اليوم نعلن عن توصلنا لاتفاق نهائي وتام حول طريقة تنظيم النادي، سيكون هناك مديرو عموم للنادي، الأول هو أدريانو جاليانى، وسيتولى القطاع الرياضي، والثاني هي باربرا التي ستتولى باقي القطاعات، وبالأصالة عن نفسي، لقد وعدت بالبقاء قريباً من النادي والفريق لحل كل المشاكل الأخيرة».

** أعتقد أن استمرار جالياني (الذي انهالت عليه العروض من الأندية الأوروبية لتولي منصب المدير التنفيذي) هو خطوة للأمام لنادي ميلان، خاصة أن الرجل نجح في صنع الكثير من الإنجازات، وحقق الكثير من الصفقات التي جعلت النادي الأكثر تتويجاً بالألقاب الخارجية على مستوى العالم، وبالعودة لتاريخ الأندية في العالم أجمع فإنك خلال 28 عاماً مضت لن تجد ناديا تعاقد مع أسماء لاعبين وأساطير خلدوا أسماءهم في صفحات التاريخ مثل نادي إيه سي ميلان.

** أن تأتي باربرا بمؤهلات الفلسفة التي حصلت عليها وتدخل أروقة النادي في شهر ديسمبر من العام2010 -كالسوسة التي تنخر في عظام الفريق- وتفرض على والدها -كمرحلة أولى- عدم دفع الأموال للتعاقد مع المواهب الشابة مثل صفقات سابقة: كشيفشنكو وكاكا وباتو -عندما كانوا في بداياتهم-. (لتقيد بذلك تحركات جالياني وتشل أنامله في السوق الكروية) ومن ثم تطالب -كمرحلة ثانية- بالاعتماد على مدرسة النادي التي لم تفلح في تقديم النجوم اللامعة والقادرة على حمل لواء الفريق البطل، لتختتم خطواتها وفلسفلتها -كمرحلة ثالثة- بطرد الرجل الذي يتواجد بشكل مستمر مع النادي في كل مباراة يخوضها، وأن تسعى للقضاء على مسيرته الذهبية وعشقه الميلاني الكبير الذي سبق أن حذره الأطباء منه وخاصة عند تسجيل الأهداف، حيث إن فرحته الجنونية التي نشاهدها على شاشات التلفزة قد تتسبب له بسكتة قلبية كما أوضح جالياني بنفسه، وهو ما يدفعه أحياناً لترك مقعده والابتعاد عن المشاهدة في الدقائق الأخيرة من المباريات الحاسمة خوفاً من شبح الموت الذي يحوم حوله مع تسجيل ميلان العريق لأي هدف.

مقالات أخرى للكاتب