Sunday 08/12/2013 Issue 15046 الأحد 04 صفر 1435 العدد
08-12-2013

تحسن نسبي عالمي لطلابنا

لا بد لي أن أذكر هنا بالفخر والاعتزاز أن بلادنا حققت مؤخرا تحسنا ملحوظا في ترتيبها بين الدول التي يتنافس طلابها تعليميا. ويجب أن نسجل هنا الشكر والتقدير لوزارة التربية ولفرق العمل المتخصصة تحديدا التي أسهمت في تحقيق هذا التحسن النسبي. والشكر كذلك مستحق قبل ذلك لآباء الطلاب الذين كانوا أيضا خلف هذا الإنجاز، وهنا أتوقع أن وزير التربية قد وجه خطابات شكر لآباء الطلاب الذين حققوا أداء مرتفعا (نسبياً) في الاختبارات الدولية.

الحقيقة التي لا مجال لإنكارها هنا هي أن الآباء والعائلات أصبحت تنافس المدرسة (إن لم تتجاوزها أحيانا) في قدرتها على إحداث تغيير نوعي في إنجازات الطلاب. فقد أثبتت دراسة لكولمان في تقرير شهير عرف “بتقرير كولمان” أن أثر المجتمع على تحصيل الطلاب يفوق أثر المدرسة نفسها. من جهة أخرى تؤكد كل الدراسات أن كل الدول التي حقق طلابها انجازات تعليمية عالمية مميزة حققوا في المقابل تحسنا اقتصاديا عاليا. وليس أدل على ذلك من سنغافورة وكوريا وهونج كونج واليابان التي تتنامى اقتصاداتها مقابل تحسن الانجازات الدولية التعليمية لطلابها. الولايات المتحدة قلقة اليوم من ذلك التراجع الواضح في أداء طلابها على المستوى الدولي لعلمها المؤكد أن ذلك سيؤدي مستقبلاً بالضرورة إلى تراجع اقتصادي إن لم يتداركوا الأمر.

أستاذ التربية بجامعة الملك سعود

مقالات أخرى للكاتب