Tuesday 10/12/2013 Issue 15048 الثلاثاء 06 صفر 1435 العدد

خلال رعاية سموه حفل إطلاق مشروع برنامج الجينوم البشري

سمو النائب الثاني: الدولة لا تألو جهداً في دعم البرامج العلمية التي تحقق التقدم والازدهار لأبنائنا المواطنين السعوديين

الجزيرة - واس:

رعى صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبد العزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين أمس ، حفل إطلاق مشروع برنامج الجينوم البشري السعودي في مقر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، أحد المشروعات العلمية الضخمة التي تنفذها المدينة ضمن خططها الإستراتيجية من أجل استثمار فرص التطور التقني والتكنولوجي في المجالات كافة لخدمة أغراض التنمية بالمملكة.

ولدى وصول سموه مقر الحفل يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن عبد الرحمن بن ناصر بن عبد العزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن فهد بن مقرن بن عبد العزيز ومعالي المستشار والمشرف على مكتب سمو النائب الثاني الأستاذ عبد العزيز بن صالح الحواس كان في استقباله صاحب السمو الأمير فيصل بن عبد الله بن محمد وزير التربية والتعليم ومعالي رئيس المدينة الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، وصاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد نائب رئيس المدينة لمعاهد البحوث.

وبعد أن أخذ سموه مكانه, بدأ الحفل المعد لهذه المناسبة بتلاوة آيات من القرآن الكريم . ثم ألقى سمو النائب الثاني كلمة فيما يلي نصها : «أصحاب السمو الأمراء، أصحاب المعالي، والسعادة ، إخواني وأخواتي .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد : يشرفني ويسعدني أن أقف اليوم بينكم في صرح من صروح العلم والمعرفة لإطلاق برنامجٍ علمي ٍ متميزٍ هو « البرنامج السعودي للجينوم «، حيث يهدف هذا البرنامج إلى تحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والخطيرة بالمملكة العربية السعودية، ودراسة البيئة الوراثية لبعض أمراض الدماغ المنتشرة، ومحاولة الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال توفير قاعدة معلومات وراثية متكاملة .

ويمثل هذا البرنامج نقلة نوعية في مجال البحوث والدراسات العلمية لما له من أثر - إن شاء الله - في تطور ورقي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين مستقبلاً وللأجيال القادمة - بمشيئة الله - . كما أن هذا البرنامج سيسهم في تعزيز الروابط العلمية بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وبين المجموعات العلمية الأخرى في الداخل والخارج . وما سينتج عن ذلك من نقلة نوعية في مجال تشخيص الأمراض . وفي هذا المقام نودُ الإشادة بجهود جميع أبنائنا الباحثين الذين بذلوا جُهوداً مشكورة، ومازالوا يُقدمون العديد من البحوث والدراسات، التي نالت إعجاب واستحسان العديد من مراكز البحوث العالمية، ونحثهم على بذل وتقديم المزيد من العطاء خدمة للعلمْ، وصولاً لتحقيق المزيد من الرفاهية والتقدم لأبنائنا المواطنين، والارتقاء بسمعة المملكة العربية السعودية وما تقدمه من بحوث في شتى المجالات العلمية . ولا تفوتني الإشارة إلى أن الدولة - أعزها الله - بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لا تألو جهداً في سبيل دعم ورعاية العلم والعلماء، ورعاية مثل هذه البرامج لما لها من أثر في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار لأبنائنا المواطنين . كما لا يفوتنا شكر معالي الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، وسمو الأمير تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس المدينة لشؤون المعاهد، وجميع العاملين بالمدينة والباحثين المتعاونين معهم، على ما يقومون به من جهود وبرامج علمية، ونخص بالشكر رئيس البرنامج الدكتور سلطان بن تركي السديري، وفريق الباحثين في هذا المشروع المبارك من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية، ومن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، وهم كل من الدكتور إبراهيم المسلم، والدكتور عبد الله العواد، والدكتور محمد الفقيه، والدكتورة ندى الطاسان، والدكتور مزهور الدوسري، والدكتورة همسه طيب، ونحث الجميع على تقديم المزيد من العطاء في شتى المجالات العلمية . وختاماً نسأل المولى - عز وجل - أن ينفع بهذا العمل . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ثم ألقى معالي رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية كلمة تطرق فيها للجهود التي تبذلها المملكة في مجال الموروثات من خلال حرصها على إيجاد إستراتيجية فعالة للاستفادة من أحدث التطورات العلمية في هذا المجال، إلى جانب تبنيها للتقنية الحيوية كإحدى التقنيات الإستراتيجية المتقدمة في الخطة الوطنية الشاملة للعلوم والتقنية والابتكار . وبين معاليه أن المدينة قامت ببلورة خطة إستراتيجية إدراكاً منها لأهمية الأبحاث الصحية بشكل عام، حيث شارك في صياغتها عدد من المختصين من القطاعات الصحية المختلفة، مشيراً إلى أن الخطة تعتمد على ثلاثة محاور هي، إنشاء بنية تحتية لتقنية متقدمة في مجال الأبحاث الطبية، وإعداد وتدريب المختصين في هذا المجال، إضافة إلى دعم العديد من المشروعات والبحوث في هذا المجال التي من أهمها الدعم لإنشاء مركز وطني للتقنية الحيوية في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ودعم إنشاء بنك للمواد الحيوية في الشؤون الصحية بوزارة الحرس الوطني .

واستعرض دعم مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية لعدد من مراكز البحوث بمجالات مختلفة في عدد من الجامعات، مفيدًا أنها دعمت أكثر من «500» بحث في مجالات صحية مختلفة بتكلفة فاقت مليار ريال . وألمح إلى أن أبرز ملامح مشروع برنامج الجينوم البشري السعودي هي تكوين فريق وطني للقيام بنشاط التسلسل القاعدي، وإنشاء مختبر مركزي على أعلى المستويات التقنية، وإنشاء مختبر مرجعي للتدريب وإعداد الكوادر السعودية، إلى جانب إنشاء موقع إلكتروني يحوي جميع المعلومات والضوابط العلمية والأخلاقية الخاصة بهذا النشاط، وإنشاء وحدة وطنية للحاسب الآلي في مجال المعلومات الحياتية لتحليل الكم الكبير من المعلومات البيولوجية الصحية، إضافة إلى استكمال ما بدأته المدينة من إنشاء عدد من المختبرات الطرفية في عدد من المراكز الصحية في أنحاء مختلف من المملكة ورفع معالي رئيس مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - على دعمهم غير المحدود للمدينة.

عقب ذلك ألقى الرئيس التنفيذي لمركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي الدكتور سلطان السديري كلمة استعرض فيها تاريخ علم الجينوم، مبيناً أنه تم الإعلان قبل عشر سنوات عن كامل الشفرة الوراثية للإنسان « Genome « المكونة من ثلاثة بلايين قاعدة مكوناً ما يقارب 30 ألف موروث، وبتكلفة تقدر بأكثر من ثلاثة بلايين دولار، لعمل دام أكثر من « 13 « عاماً، مشيراً إلى أن هذا الإنجاز أوجد سباقاً بين الأمم المتقدمة لتكوين قواعد بيانات ضخمة عن تتابع الجينوم البشري في الصحة والمرض في مجتمعاتهم لإحداث نقلة نوعية في مجال الرعاية الصحية، معلناً بداية عهد جديد في الطب مبنياً على شخصنة العلاج. وأكد الدكتور السديري أن مشروع الجينوم السعودي سيضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في مجال العلاج الشخصي، مفيداً أن البرنامج يعتمد على استثمار قدرات سعودية ذات كفاءة طبية وعلمية في جهات أكاديمية وصحية من مختلف مناطق المملكة متسلحين بأحدث الأدوات البحثية والتقنيات المساندة، ليعملوا كفريق واحد ملتزم بأعلى المعايير العلمية والأخلاقيات البحثية لإنجاز هذا المشروع، من خلال استقطاب وسائل التعرف على التسلسل القاعدي الوراثي باستخدام أحدث التقنيات وأبان أن البرنامج يهدف إلى إنشاء قاعدة بيانات سريرية تشكل مرجعاً معلوماتياً مصنفاً خصائص الأمراض والصفات الجسمانية والحياتية، إلى جانب إنشاء وتطوير القدرات الحاسوبية للمعلومات الطبية الحيوية لبلورة قاعدة معلومات وطنية شاملة تمكن الأطباء والعلماء من تحليل البيانات وتطوير أدوات تشخيصية وعلاجية مقننة.

وثمن السديري الجهود التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو النائب الثاني - حفظهم الله - لاستخدام مخرجات الأبحاث لرفع مستوى الخدمات الصحية للمواطنين.

إثر ذلك دشن سمو الأمير مقرن بن عبد العزيز الموقع الإلكتروني لمركز المورثات « الجينوم « السعودي الذي يعرض العديد من التبويبات التي تتضمن معلومات دقيقة عن برنامج الجينوم البشري السعودي ، كما يعرض جميع الأنظمة والضوابط الأخلاقية التي تحكم العمل في مجال الجينوم البشري.

ثم رعى سمو النائب الثاني مراسم توقيع وثيقة التعاون لتفعيل العمل في البرنامج الوطني الجينوم البشري بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية ووزارة الصحة ممثلة في مجلس الخدمة الصحية وجامعة الملك سعود وجامعة حائل وجامعة الملك عبد العزيز وجامعة طيبة وجامعة الملك فيصل وجامعة أم القرى.

عقب ذلك اطلع سموه على جهاز الجينوم البشري والجهاز المتنقل الذي يستخدمه برنامج المورثات (الجينوم البشري السعودي). بعد ذلك غادر سموه الحفل مودعاً بالحفاوة والتكريم.

حضر الحفل معالي الخدمة المدينة الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله البراك ومعالي وزير الإسكان شويش بن سعود الضويحي ومعالي رئيس ديوان المراقبة العامة الأستاذ أسامة بن جعفر فقيه ومعالي مدير جامعة الملك سعود الدكتور بدران بن عبد الرحمن العمر ومعالي مدير جامعة حائل الدكتور خليل بن إبراهيم البراهيم ومعالي نائب وزير الصحة للتخطيط والتطوير الدكتور محمد خشيم ووكلاء وزارة الصحة والتعليم العالي والجامعات وكبار المسؤولين والمختصين في المجالات الصحية والبحثية في عدد من القطاعات الحكومية والخاصة والعديد من الخبراء والباحثين الدوليين.