Tuesday 10/12/2013 Issue 15048 الثلاثاء 06 صفر 1435 العدد

بحضور عدد من أصحاب السمو والفضيلة والمعالي ووجهاء وأعيان المجتمع

ولي العهد يرعى حفل تكريم الفائزين بجائزة الملك خالد

الجزيرة - عبدالرحمن المصيبيح - ليلى مجرشي:

توّج صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الفائزين بجائزة الملك خالد في دورتها لهذا العام بفروعها الثلاثة، - مدينة الرياض- «شركاء التنمية» و»التميّز للمنظمات غير الربحية» و»التنافسية المسؤولة»، خلال حفل أُقيم في فندق فورسيزونز بمدينة الرياض مساء أول أمس الأحد، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبد العزيز أمير منطقة عسير رئيس مجلس أمناء مؤسسة الملك خالد الخيرية رئيس هيئة جائزة الملك خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز أمير المنطقة الشرقية، بالإضافة إلى حشد كبير من أصحاب السمو الملكي الأمراء والمعالي الوزراء والعلماء وكبار المسؤولين.

ولدى وصول سمو ولي العهد يرافقه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان سمو ولي العهد المستشار الخاص لسموه، وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلمان بن عبدالعزيز، كان في استقبال سموه صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، وصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز، أمير منطقة عسير رئيس هيئة جائزة الملك خالد، وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز، أمير المنطقة الشرقية، والأمين العام للجائزة رياض بن محمد العبدالكريم.

وفور وصول سمو ولي العهد عُزف السلام الملكي.

وألقى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز كلمة خلال الحفل، قال فيها:

«يشرفني أن أكون بينكم في هذه الليلة السعيدة التي تحمل اسم المغفور له الملك خالد -رحمه الله-، وأشكر أبناء وبنات الملك خالد على عنايتهم بهذه الجائزة وأخص الأمير فيصل على جهوده المستمرة في هذه الجائزة.

أيها الإخوة والأخوات.. أيها الأبناء والبنات.. نحن والحمد لله والشكر له «عز وجل» أن جعلنا في هذا البلد نعمل لخير مواطنينا وإنشاء المؤسسات الخيرية التنموية، حتى تقوم بواجبها في هذا المجتمع المسلم العربي، الملك خالد -رحمه الله- عمل بإخلاص واجتهاد، ولا يمكن أن ننسى إنجازاته في فترة حكمه، الملك خالد تميز بالصدق والإخلاص وصلاح النية والحرص على مصالح الوطن، هذا ما أعرفه خلال ما عشته معه -رحمه الله-، وهذا النهج سار عليه ملوك هذه البلاد منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز إلى أبنائه الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد، والملك عبدالله، وولي عهدهم الأمير سلطان -رحمه الله-، والأمير نايف -رحمه الله-، وهذا ليس بمستغرب، فالبلاد -والحمد لله- قامت على العقيدة الإسلامية وقامت ونبتت من بذور هذه الأرض، من أولها الشيخ محمد بن سعود حتى الدولة الثالثة الإمام تركي بن عبدالله، وهذه التي نحن فيها الآن التي أقامها الملك عبدالعزيز، وبدأها كما تعلمون من الرياض والحمد لله تحققت الوحدة، لهذه البلاد واجتماع شمل هذا الشعب، ونحن الآن نرى، وأرى أمامي أبناء وطن من كل أقاليمه.

يا إخوة يا أبناء يا أخوات يا بنات.. نحن، والحمد لله نعيش في ظل الشريعة الإسلامية في بلد آمن، شعب متطور والحمد لله، شعب يشعر كل منهم بالأخوة للآخر، والملك عبدالله -سلمه الله- يوصينا ويعتني بخدمة شعبه ووطنه وعقيدته قبل كل شيء ونحن

-والحمد لله- كما أقول لكم في أمن وأمان ومؤسسات خيرية تعمل في كل أنحاء المملكة، لذلك، أشكر الابن فيصل وأبناء الملك خالد وبناته على مجهودهم، وأقول: أنتم والحمد لله تسيرون على نهج آبائكم وأجدادكم، وأسأل الله «عز وجل» أن يوفق الجميع لما فيه خير ديننا وبلادنا وشعبنا.

وأكرر وأقول الأمير نايف هو الأخ والصديق منذ الصغر أسأل الله له المغفرة.. وأشكركم على جهودكم في هذه الجائزة».

كما ألقى صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بن عبدالعزيز كلمة قال فيها: «ففي مؤسسة الملك خالد الخيرية، وفي غيرها من نظائرها، وفي كل فعل وطني رسمي أو أهلي.. جماعيّ أو فردي، تبرز إجابات واضحة وشافية عن أسئلة ليس لها وجود إلا في أذهان مبتكريها من المرجفين الواهمين، فرغم الأحداث والقلاقل، ورُغم الأقاويل والأراجيف والإشاعات، ورُغم ما يحيطُ برسوخنا من تحولات عاتية، نبقى عاكفينَ على تنمية وطننَا، ونواصلُ بناءَنا وبناءَ ما بينَ أيدينا، لتكونَ الإجابةُ الرئيسيةُ: إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيها الحالمونَ الواهمون.. إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيّها المتربّصون.. إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ أيها النّاكرون.. وهي أكبرُ من أوهامكُمْ، وأقوى من أفعالكم، وأعظمُ من أنْ تتأثرَ بأمثالكم من ذوي الأفكار الضيّقة، والعقول الصغيرة، والرؤى الحزبية التي لا تقومُ على مبدأ، ولا تنطلقُ من إحساس بالمسؤولية».

وأضاف: «نعمْ، إنَّها المملكةُ الراسخةُ مُنْذُ توحيدها على يد مؤسّسها العبقريّ عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل -رحمه الله- وجزاه خير الجزاء حتى عهد قائدها المُخلص الصَّادق عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله وأيده-، وأَزيدُ فأقول: نعم، إنَّها المملكةُ العربيةُ السعوديةُ، تلك الصامدةُ في وجه كلّ عاصفة تَمُرُّ منْ حولها، غيرَ قادرة على أنْ تغيرَ رسوخَها شبراً واحداً.. نعم، هذه بلادُ عبدالله الذي يفعلُ من أجْلها وشعبها ما يفُوقُ التَّوَقَّعات، ويتجاوزُ الطموحات، وهذه بلادُ سلمانَ الذي يَعرف عنها ومنها أدَقَّ التفاصيل، فيعملُ مُرْتَكزا على قاعدة معرفيّة تاريخية وفكرية وسياسية وإدارية، ليكون قيادياً أنموذجاً، بعدَ أنْ قدم الكثير يعملُ في كلّ اتجاه.. فهل تملكُ الدنيا قيادةً مثل عبدالله وسلمان؟ لا والله.. فالحمدُ لله حمْداً يليقُ بعظمته وجلاله».

وأردف قائلا: «منْ خلال العمل المؤسسيّ المُنَظَّم، نسعى في مؤسسة الملك خالد الخيرية إلى تكريس قيم الملك خالد -رحمه الله تعالى- الذي كانَ أنموذجاً للصدق في التعامل، والإخلاص في العمل، والعطاء الذي ليس له حدود. وعليه، وتأسيساً على أنَّ قاعدةَ عَمَلنا في هذه المؤسسة هي تطويرُ العمل الخيريّ ودعمُه ونشرُ ثقافته بوصفها ممارسةً مَدنيَّةً حضارية، كانتْ جائزةُ الملك خالد بفروعها التي تتعدد وتتحد في الوقت نفسه، تتعدد في المستهدفات والأنواع وتَتَّحدُ في اتّكائها على فكرة رئيسية هي: الرُّقيُّ بالمؤسسات الاجتماعية بوصفها ركيزةَ التنمية المُستدامة ومُنْطَلقَ تنمية الإنسان.

وأمامَ هذا الواقع، كانَ على جائزة الملك خالد، أنْ تَلْتَفتَ إلى رجال سبقُونَا إلى جوار الربّ الكريم، لكنهم أبقوا فينا الكثيرَ والكثير.. أبقوا فينا الكثيرَ من الأفعال والآثار والقيم، ولهم علينا وفاء لا يوازي ما قدَّمُوه، ولذا -وبناءً على المعايير الدقيقة- رأت الجائزةُ في هذا العام أنْ تَشْرُفَ باسم نايف بن عبدالعزيز - رحمه اللهُ تعالى- واسمُه كاف عن ذكْر مآثره وخصَاله وأعْماله، لأنَّها كالشَّمْس التي لنْ يزيدَها التعريفُ بها تعريفاً.. كما لا يفوتنا أن نهنئ الفائزين بالجائزة الذين ساهموا بأعمالهم في تقديم إنجازات وطنية متميزة، أسهمت في رقي وخدمة الوطن والمواطن».

واختتم يقول: «تَعْجَزُ اللغةُ عن أنْ تُعبّرَ عن أسمى وأبلغ آيات الشكر والامتنان والعرفان، إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وإلى سموّ سيدي وليّ عهده الأمين سلمان بن عبدالعزيز، وإلى سموّ النائب الثاني، على رعايتهم الكريمة لهذه المؤسسة، ولهذه الجائزة، وعلى دعمهم أعمالَ الخير في كلّ اتجاه.. حفظهُمُ اللهُ جميعاً.. وأدامَ اللهُ علينا وحدتَنا وأمنَنَا، وأعادَ كَيْدَ الكائدينَ إلى نحورهم».

ثم ألقى الأمين العام للجائزة رياض العبدالكريم كلمة، أكد خلالها حرص الجائزة على توخي الحيادية التامة في جميع الخطوات التنفيذية لمسارها، مبينا أن فروع جائزة الملك خالد تشمل شركاء التنمية، حيث تُمنح لتكريم الإنجازات التي تسهم في تعزيز مفهوم الحس الذاتي بالمسؤولية للأفراد والمجموعات الرائدة والمتميزة، وهي الجائزة الوطنية الأولى التي يشارك المجتمع بترشيح المتقدمين لها، وفقاً لمعاييرها المعتمدة، ويتحدد الفائز بالجائزة على ضوء تصويت المجتمع، وقد فاز بها بدر بن عبدالمحسن العُمري عن مبادرته: (دمج فئة الصم في المجتمع السعودي).

وبيّن أن جائزة الملك خالد للتميز للمنظمات غير الربحية تمنح للمنظمات ذات الأداء الإداري المتميز من (جمعيات ومؤسسات خيرية, ومراكز ولجان التنمية)، المسجلة رسميا في وزاره الشؤون الاجتماعية وفقاً لمعايير محددة، حيث فاز بالمركز الأول فيها (جمعية عنيزة للتنمية)، والخدمات الإنسانية والمركز الثاني جمعية النهضة النسائية والمركز الثالث: الجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض (إنسان).

وأفاد أن جائزة الملك خالد للتنافسية المسؤولة تمنح لمنشآت القطاع الخاص التي تقدم أفضل الممارسات في دعم التنمية المستدامة والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية وفقاً لمعايير تقاس عليها، وقد فاز بالمركز الأول فيها مستشفى الدكتور سليمان فقيه بجدة والمركز الثاني: الشركة الوطنية لصناعات البتروكيماوية (ناتبت) والمركز الثالث: شركة المياه الوطنية.

وأبان أن جائزة الملك خالد التقديرية تمنح لشخصية بارزة أثرت الوطن بعطائها وإنجازاتها، وقد منحت هذا العام لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- وفاءً وعرفاناً لما قدمه لوطنه ومواطنيه من عطاءات وإنجازات غير محدودة في مختلف المجالات.

ثم ألقى صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية كلمة رحب فيها بسمو ولي العهد والحضور، وقال: «يشرفني في هذا المساء أن أقف بينكم جميعاً لأتحدث عن أحد رجالات هذه الدولة الذين دأبوا على بذل الغالي والنفيس منذ توحيد هذه البلاد على يد الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -رحمه الله- مروراً بمن خلفه من بعده من أبنائه وساروا على نهجه حتى وصلنا إلى هذا العهد الزاهر بقيادة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسموكم يا سيدي وسمو النائب الثاني -حفظكم الله-، فما نعيشه من تطور ونمو وازدهار لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله ثم جهد الرجال المخلصين، ابتداءً من مرحلة التوحيد مروراً بالمراحل المتلاحقة من البناء والتشييد والتطور حتى أصبحت المملكة تتسنم مراتب متقدمه في الكثير من المجالات».

وأضاف قائلاً: «يشرفني أن أقف بين يديكم لأتحدث عن سيدي ووالدي صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله رحمة واسعة- مع أني أجد صعوبة في هذا الأمر، فليس من السهل الحديث عن الأمير نايف بن عبدالعزيز، فمهما قلت لن أوفيه حقه، فقد تعلمنا منه -رحمه الله- التحلي والتمثل بتعاليم الدين الحنيف وطاعة ومحبة أولي الأمر، وإنصاف الجميع والوفاء لهذا الوطن وقادته، فقد كان العين الساهرة ورجل الأمن الأول وحقق الكثير من النجاحات بتوفيق من الله في مكافحة الإرهاب والقضاء على هذه الآفة لينعم هذا البلد بالأمن والآمان الذي نعيش فيه والحمد لله، كما كان يحرص على المواطنين جميعاً ليأخذوا حقوقهم بالعدل والمساواة مع العزم والحزم الذي عرف به -رحمه الله- في جميع أموره، ورؤيته الصائبة الحكيمة في حل كل ما يعترض هذا الوطن من عقبات تواجهه بمسؤولية وبقامات عالية، حيث كان يؤمن بأن المواطن هو رجل الأمن الأول وأنه من يعتمد عليه بعد الله في حماية الوطن».

وأكد سموه أنه لتعاضد صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- مع القيادة الرشيدة الكثير من مواقف النُبل والعطاء لأبناء هذا الوطن رسمت الصورة الناصعة لقيادة هذا البلد الغالي.

وقال: «إن الأمير نايف بن عبدالعزيز حقق بنظره الثاقب إستراتيجية الأمن الفكري للوقوف سداً منيعاً أمام محاولات تعكير أمن الوطن والمواطن وكانت مواقفه الخيرة -رحمه الله- تصل إلى كل من يطلب العون».

ورفع صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز عنه ونيابة عن أبناء وبنات الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- في ختام كلمته الشكر لسمو ولي العهد على رعايته لهذا الحفل، كما قدّم شكره لأبناء الملك خالد بن عبدالعزيز آل سعود -رحمه الله- على مبادرتهم الوفية ومنح الأمير نايف بن عبدالعزيز هذه الجائزة.

عقب ذلك تفضل سمو ولي العهد بتسليم الجوائز على الفائزين في فروع الجائزة.

ثم شرَّف سمو الأمير سلمان بن عبدالعزيز والحضور مأدبة العشاء المقامة بهذه المناسبة.

حضر الحفل ومأدبة العشاء صاحب السمو الأمير بندر بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير بندر بن خالد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الأمير خالد بن فهد بن خالد وصاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل وصاحب السمو الأمير فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل وصاحب السمو الأمير محمد بن عبدالله بن محمد بن عبدالرحمن وصاحب السمو الملكي الأمير سعود العبدالله الفيصل وصاحب السمو الملكي الأمير سعود بن سعد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير خالد بن سعد بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان بن عبدالعزيز أمير منطقة تبوك وصاحب السمو الأمير خالد بن سعد بن فهد وصاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز وزير الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سطام بن سعود بن عبدالعزيز وأصحاب السمو الأمراء والمعالي الوزراء وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين.

وفي ختام الحفل عُزف السلام الملكي، ثم غادر سمو ولي العهد الحفل مودعاً بمثل استقبل به من حفاوة وتكريم.