Tuesday 10/12/2013 Issue 15048 الثلاثاء 06 صفر 1435 العدد
10-12-2013

احترام إنسانية النزلاء!

في قضية مقطع الفيديو الذي انتشر عن سوء التعامل غير الإنساني مع نزلاء مركز التأهيل الشامل بوادي الدواسر، وقبل فرض عقوبات على مدير المركز وموظفين آخرين، صرح المتحدث الرسمي بوزارة الشؤون الاجتماعية بتشكيل لجنة سرية (لا أعرف كيف تكون سرية ويعلن عنها) ومهمة هذه اللجنة تقصي الحقائق وتحليل المقطع ومعرفة من تعمد نشره بطريقة كيدية سواء كان أحد العمالة في المركز أو من الموظفين السعوديين!

للأسف كان المهم لدى الوزارة من الذي تعمد نشر المقطع (بطريقة كيدية) لا لماذا حدث ما في المقطع من سلوك لا ينتمي للإنسانية، ولا لديننا الذي يحض على الرأفة والإحسان، ولا كيف تعتذر الوزارة للنزلاء أولا، وللمواطنين ثانيا، لقاء ما حدث في مركز تشرف هي عليه، وهي المسؤولة أولا وأخيرا عن هذه المراكز التي لو كانت تخضع للرقابة الدورية المنتظمة، الرقابة المفاجئة، الرقابة المسؤولة، لما حدث ما حدث في أحد مراكزها.

فهل يعقل أن تحدث كل هذه الأفعال البشعة للنزلاء الذين لا حول لهم ولا قوة، من ربطهم بالأسرّة وعلى السلالم، واستحمامهم بطريقة جماعية، والجلوس مع بعضهم عراة تماماً، وتناولهم الطعام بشكل غير صحي، وفي مملكة الإنسانية؟

بالطبع نشيد بقرارات الوزارة التي اتخذتها في هذه القضية، من إعفاء مدير المركز من منصبه، وحسم راتب شهر منه، وحسم راتب شهر لستة موظفين آخرين، وتغريم الشركة المشغلة بمبلغ 533 ألف ريال، وإجراء تدوير وظيفي شامل للمركز بالكامل، وهي أقل ما يجب اتخاذه، لكن ذلك لا يكفي، إذا كانت الوزارة لا تريد حدوث ذلك مستقبلا، ولا تريد تكراره بأي حال من الأحوال.

فمن أجل ضبط عمل مراكز التأهيل الشاملة في المملكة، لا يكفي تشكيل لجنة سرية، أو لجان مختلفة، وعند حدوث المصيبة فقط، فما عمل الإدارة المشرفة على المراكز إذن؟ أليست هي المسؤولة عن متابعة ومراقبة أداء هذه المراكز؟ ألا يجب عليها إرسال مفتشين سريين، وبشكل متكرر ومفاجئ؟ للوقوف على ما يحدث في هذه المراكز، قبل أن يحدث هذا الأمر، ويتم تصويره، وتناقله في مواقع التواصل الاجتماعي!

السؤال الآن، هل مراكز التأهيل الشاملة في جميع المحافظات والمدن تعمل بشكل لائق إنسانياً؟ هل تضمن الوزارة أنه لا يوجد فيها ما هو مهين ومؤذ للنزلاء؟ أم ستصدر تعميما بعدم دخول جوال الكاميرا إلى هذه المراكزكي لا تنتقل الصورة المخزية للعالم الخارجي؟

أعتقد أن مسؤولية الوزارة، بدءا من الوزير، والوكلاء، ومديري العموم، والأقسام أيضاً، هي العمل بضمير وإخلاص، لأن محور عمل هذه الوزارة بالذات، هو المحور الإنساني، لذا على كل من ينتسب لها، ولفروعها، ولمراكزها، الشعور بالرضا أولاً، قبل الحصول على المرتب الشهري، لأنهم يقدمون عملا إنسانيا نبيلا، يتمنى معظمنا أن يقوم به، ولو متطوعا، فكيف إذا كان موظفا يتقاضى مرتبا شهرياً لقاء عمل إنساني شريف!

مقالات أخرى للكاتب