Friday 13/12/2013 Issue 15051 الجمعة 10 صفر 1435 العدد
13-12-2013

زيادة الاحتياطي النفطي العالمي

استمرارا لمقال الاسبوع الماضي بعنوان «البحث والتطوير في صناعة النفط تعطل ذروة النفط»، ووفقا لما ذُكر في تقرير المراجعة الإحصائية للطاقة العالمية لعام 2013 الصادر من شركة البترول البريطانية، ازدادت احتياطيات العالم النفطية بمقدار 15 مليار برميل في عام 2012 ليصل إلى ما مجموعه 1،669 مليار برميل بحلول نهاية عام 2012. وبلغت هذه الإضافات للاحتياطي العالمي 647 مليار برميل بين عامي 2002 و 2012، وهي أعلى نسبة في العقود القليلة الماضية.

وقد تحقق هذا الارتفاع المضطرد على الرغم من ارتفاع الاستهلاك العالمي التراكمي للنفط الذي يقدر بأكثر من 300 مليار برميل خلال نفس الفترة.

ومن الجدير بالذكر هنا أن 50% من هذه الاحتياطيات العالمية تقع في منطقة الشرق الأوسط وأكثر من 72% منها تمتلكها دول أوبك. نستطيع ربط هذه الزيادة في احتياطيات العالم النفطية (26%) في العشر سنوات الماضية مباشرة بارتفاع معدلات استثمارات شركات النفط الوطنية والعالمية والخدمية في مجال البحث والتطوير.

على الرغم من افتقار الساحة إلى تقارير ودراسات تقيس بدقة مجموع استثمارات البحث والتطوير في القطاع النفطي العالمي، إلا أن هناك بعض التقارير غير الرسمية التي تشير الى زيادة كبيرة في هذه الاستثمارات في السنوات الـ 10 الماضية. فعلى سبيل المثال أشار تقرير بعنوان «لوحات الأداء الصناعية لعام 2010» أن صناعة النفط والغاز العالمية قد استثمرت أكثر من 6 مليارات جنيه في عام 2010.

وأظهر تقرير آخر غير رسمي تحت عنوان «لوحات النتائج الصناعية للاتحاد الأوروبي عام 2012» أن صناعة النفط والغاز العالمية استثمرت أكثر من 11 مليار دولار في عام 2011. تشير هذه التقارير غير الرسمية اتجاها لزيادة في كمية الأموال التي تنفق من قبل صناعة النفط لتطوير تقنيات جديدة ومتطورة لمساعدة هذا القطاع على إضافة المزيد من الاحتياطيات من خلال اكتشافات جديدة ورفع معدلات الإنتاج. كما أنه من المتوقع أن تستمر هذه الزيادة في السنوات القادمة لتصل ربما إلى عشرات المليارات سنوياً.

نتيجة لهذه الاستثمارات، استطاع هذا القطاع الحيوي من تطوير الكثير من التقنيات المتقدمة في السنوات الـ 10 الماضية التي ساعدته على زيادة الاحتياطيات ورفع الإنتاج ومنها ما يلي:

1 – تقنيات السيزولوجي عالي الكثافة والتقدم في عمليات تحليل هذه القراءات السيزولوجية مما ساعد هذه الصناعة لاكتشاف الحقول البحرية العميقة الصعبة.

2 – تقنيات الحفر العميق ومتعدد الأطراف التي ساعدت للوصول للمكامن العميقة والصعبة.

3 - تقنيات توجيه عمليات الحفر الدقيق عن بعد والتي ساعدت على تطوير وإنتاج المكامن الرقيقة.

4 – تقنيات الاستخلاص المعزز للنفط التي من شأنها زيادة معدلات الاستخلاص من الحقول الشبه ناضبة.

5 - تقنيات الحقول الذكية التي ساعدت هذه الصناعة لرفع الإنتاج وخفض التكاليف.

6 – تقنيات التكسير الهيدروليكي التي ساعدت هذه الصناعة لتطوير موارد النفط والغاز الغير تقليدية مثل النفط والغاز الصخري.

7 - التقدم في إنتاج النفط الرملي في كندا التي لديها القدرة على أن تكون أحد أكبر احتياطي النفط في العالم.

8 – تقنيات محاكات حقول ومكامن النفط والتطور في صناعة الكمبيوترات العملاقة التي ساعدت صناعة النفط على عمل دراسات دقيقة لمحاكات المكامن وحقول النفط والتي من شأنها تحقق أقصى قدر من الإنتاج، ...إلخ

فبالرغم من نجاح قطاع النفط العالمي من تعطيل نظرية الوصول لذروة الإنتاج من خلال رفع احتياطياته النفطية لكي تكون كافية لتلبية ما يقارب من 53 عاما من الاستهلاك العالمي، إلا أن صناعة النفط تحتاج إلى مواصلة زيادة الاستثمارات في مجال البحث والتطوير لاكتشاف وإنتاج المزيد من النفط لتلبية زيادة الطلب المضطرد على النفط نتيجة لزيادة عدد السكان والنمو الاقتصادي العالمي على المدى البعيد.

www.saudienergy.net

Twitter: @neaimsa

مقالات أخرى للكاتب