Friday 13/12/2013 Issue 15051 الجمعة 10 صفر 1435 العدد
13-12-2013

غياب المعلومات إهدار للإمكانات!

المعلومات والإحصاءات أداة مهمة في عملية اتخاذ القرار، وفي سير العمل وبناء الخطط والإستراتيجية الطويلة أو قصيرة المدى. وغياب المعلومة الدقيقة أو نقصانها سيؤدي إلى بناء تصورات خاطئة وخطط غير سليمة، وسيهدر بذلك وقت وجهد ومال كان بالإمكان توفيره فيما لو تم توافر المعلومات الدقيقة والمناسبة.

هذه مقدمة وتعليق سريع بعد تصفحي لإهداء كريم تلقيته من معالي رئيس هيئة المساحة الجيولوجية السعودية الأستاذ الدكتور زهير بن عبدالحفيظ نواب، بعنوان: «المملكة العربية السعودية.. حقائق وأرقام» الطبعة الأولى عام 1433هـ، وكم كنت أتمنى أن يصل هذا الكتاب لأكبر شريحة من المسؤولين في الدوائر الحكومية والجهات ذات العلاقة بالمشروعات في بلادنا للاطلاع على ما توافر في هذا الكتاب من بيانات وقواعد معلومات متخصصة، لا غنى لكل من يخطط لبرامج ومشروعات عن الاطلاع عليها، وعلى ما لدى الجهات الأخرى المختصة، كمصلحة الإحصاءات العامة من معلومات يتم بناء العمل عليها والاستناد عليها والاسترشاد بها.

إن غياب المعلومة سيؤدي بكل تأكيد إلى قصور في الأداء، ومن الطبيعي أن تكون الأعمال المبنية على المعلومات غير الدقيقة غير صائبة، فهي لن تخلو من زيادة مفرطة أو قصور عن الواقع وعن الحاجة الفعلية، وبالتالي نشوء خلل في الأداء وهدر للأموال والطاقات والإمكانات.

وجاء هذا الكتاب، كما يشار في خاتمته، أن الهيئة - واستشعاراً منها بواجبها كجهة علمية متخصصة في علوم الأرض المختلفة، وبما يتوافر لديها من معلومات وإحصاءات، وكنتاج لأعمالها الحقلية في أراضي المملكة المختلفة - قامت بإصدار هذا الكتاب من خلال جمع المعلومات والإحصاءات في مصدر واحد وتدقيقها ليكون مرجعاً يخدم الجهات الحكومية والباحثين وشرائح المجتمع كافة، وبقدر ما سعدت بالاطلاع على معلومات دقيقة وحديثة عن موقع المملكة، ومساحتها، ومناطقها الإدارية، وحدودها وسكانها، وتكوينها الجيولوجي، ومظاهر السطح المختلفة، وخطوط الأساس لمناطقها البحرية، والطرق والخرائط التوضيحية.

أتمنى تعميم نشر هذه المعلومات لتصل لجميع الجهات حتى تطلع على هذه المعلومات المهمة، وتستفيد منها، وتتفاعل هي الأخرى لتقوم بتزويد هذه الجهة العلمية وغيرها، بما يتوافر لديها من معلومات، يمكن إضافتها حتى تحقق الفوائد الكثيرة من هذا العمل.

وهذا لن يتأتى إلا بتعاون الجميع في رصد المعلومات، والعمل على تحديثها، والحرص على سهولة استخدامها ونشرها، سواء عن طريق النشر الكتابي أو التقني.

إنني ما زلت أتذكر قصة مضحكة محزنة لأحد رؤساء التحرير خارج منطقة الرياض، وقبل ثلاثين عاماً، حينما سألني عن محافظة داخل القصيم، وقال لي: كم تبعد هذه البلدة عن القصيم؟ وعند إجابته بالمعلومة. قال لي: إنه كان يظن أن القصيم مدينة، وأعتقد أن أمثال هذا الرجال وفي بعض المواقع لا يزال يجهل كثيراً عن مسميات المدن والمناطق، على الرغم من أنه يدير أعمالاً ومسؤوليات في هذه المناطق تستوجب منه معرفة أدق الأشياء من حيث تعداد السكان والأحوال المعيشية والاقتصادية وغيرها، وإلا كان عمله وبرامجه وما هو تحت مسؤوليته يقع في نطاق العشوائية؛ لأنها أعمال لم ترتبط بمعلومات دقيقة.

نقاط سريعة:

مما حفل به الكتاب من معلومات جيدة وجميلة في هذا الكتاب أنقل لكم بعضاً منها:

- أكثر مناطق المملكة في عدد السكان، منطقة مكة المكرمة، إذ يبلغ عدد سكانها (6.915.006) يُمثَّلون 25.5% من سكان المملكة، وأقلها منطقة الحدود الشمالية إذ يبلغ سكانها (320.524) يمثلون (1.2%) من السكان.

- تضم المملكة أربع مدن مليونية من حيث عدد السكان هي: الرياض (5.188.286 ) نسمة، وجدَّة (3.430.697) نسمة، ومكة المكرمة (1.534.731) نسمة، والمدينة المنورة (1.100.093) نسمة.

- تبلغ نسبة الذكور السعوديين من مجمل السكان 50.9% في حين أن الإناث 49.1%.

- أوسع الفوهات البركانية في المملكة، فوهة هرمة، إذ يبلغ قطرها نحو (7000) متر، أما أعمقها فهي فوهة الوعبة، إذ يصل عمقها 220 مترا عن سطح البحر.

- أطول الأودية في المملكة، وادي الرُّمَة، وطوله 510 كلم، يليه وادي بيشة 460 كلم، ثم وادي الحمض 400 كلم.

- يبلغ طول سواحل المملكة على خليج العقبة والبحر الأحمر والخليج العربي 2600 كلم.

- يبلغ طول شبكة الطرق المعبدة في المملكة بأنواعها حتى عام 1432هـ نحو 58.000 كلم.

- عدد المطارات في المملكة سبعة وعشرين مطاراً.

- عدد الجامعات في المملكة 34 جامعة، منها 24 جامعة حكومية.

alomari1420@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب