Friday 13/12/2013 Issue 15051 الجمعة 10 صفر 1435 العدد

أدوات

كيف تحافظ على كيانك من تدخلاتهم؟!

كتبت ا.إسراء الردايدة حول تدخل الآخرين في قراراتنا موضحة ومتسائلة: هل يبدي كل من حولك رأيهم فيما تفعله وبكل ما تقرره، ودائما يتدخلون فيه، ويلقون بملاحظتهم حول ذلك، وكأنهم هم من يفعله، بقولهم لو كنت مكانك لفعلت كذا وكذا؟

أهلك وأصدقاؤك وشريكك، لكل منهم رأيه الخاص فيما تفعله، رغم عدم سؤالهم، إلا أنهم فجأة يشعرون أن لديهم رأيا يحبون أن يصرحوا به، ومشاركة خبراتهم الشخصية وتفضيلاتهم، ليمنحوا حكمتهم الخاصة لمن حولهم، وسط اعتقادات بأنها الأنسب لوضعك الذي يكونون قد مروا بما شابهه، وقد يكونون متحيزين ويسببون لك التوتر سواء عن قصد أم لا.

التعامل مع هذا الوضع يتطلب التغيير نحو السرية في الخطوات المقبلة، وحماية هذه الخصوصية بطريقة مختلفة لا تجعلك تظهر، وكأنك تخفي شيئا لحماية نفسك مما تريد فعله وترغب به، كونه أمرا خاصا ومميزا ويلامس حياتك وذاتك الشخصية، وعليه فإن ما يمكن فعله لحماية نفسك خلال إجراء هذه التغييرات يتضمن ما يلي:

- ابنِ فقاعة للطاقة، حسنا بما أننا كائنات نشيطة جدا سواء علمنا بمدى الطاقة التي نملكها أم لا، فإن أفضل وقت نعرف فيه مدى طاقاتنا هو حين نستجيب لشخص سلبي، وكلنا نتأثر به حتى حين يحاول أن يكون إيجابيا، لأن طاقاته السلبية تبقى قائمة في محيطه، وسنشعر بأن أمرا ما ليس على ما يرام.

لذا قبل أن تتوجه لمخاطبة أي أحد، خذ وقتا لتتأكد من نفسك وكيف تشعر حيال أي قرار اتخذته أو ما ستقدم عليه، هل أنت مطمئن ومتحمس أم تشعر بالرهبة، مهما كان شعورك، فقط أغلق عينيك للحظة، وفكر بشعورك واختر ما تريده تحديدا منها. هذه الطريقة هي تجربة رائعة تساعدك على اختبار الإيجابية فيما تشعره من عواطف وطاقة، وتخيل أن هذه الطاقة كلها أشبه بفقاعة تعيش بداخلها أو غرفة تحملها معك أينما ذهبت، وأنت جالس فيها أو تمشي مبتسما كدرع وقاية من السلبية المحيطة، وأشبه بكرة مشعة بما تريده وليس ما يريده الآخرون وما تظنه وليس ما يظنونه أو يريدون أن يقترحونه عليك، بما أنك مصمم عليه.

وفي الوقت الذي تحتك فيه بأحد السلبيين وتتلقى استجابة منه بعكس ما تشعر، فستحس بقوة تلك الفقاعة، التي خلقتها حول نفسك وبطاقتها الإيجابية التي تجعل من السلبية المحيطة أشبه بكرة مرتدة تصطدم بجدارك الإيجابي الواقي، فالأمر يعود لك بأن تسمح له بالتأثير بك أو تتجاهله طواعية.

- افصل نفسك عن الاستجابة لهم: تذكر رأيهم واستند وتمسك بتفضيلاتك الشخصية والخلفية التي تريدها والخبرات والمعتقدات كافة التي تؤمن بها. لذا بما أنك تبقي على هذا الوضع في بالك ومدرك له، فمن المستحيل لأي كلمة من الخارج أن تؤثر بك، فطريقة انفعال من حولك هي انعكاس منهم وليس منك وتعكس رأيهم وطاقاتهم.

فمثلا لو لم تتلق الدعم من والديك، فهذا لا يعني أن الخطأ منك، فوحدك المدرك ما الخطوة التالية، والحركة التي ستقدم عليها على أن تتذكر أنهم يحبونك ويحبون لك الخير ويدعمونك 100 في المائة في فعل ما هو أفضل لك، إلا أنهم يبقون قلقين إزاء ما يرونه مناسبا لك وما يشمل احتياجاتك ويلبيها، ويقلقون فيما يتعلق بانعدام الأمن أو الاحتفاظ بما يصلح لك، وهم غالبا ما يجتمعون على ما هو أفضل لك.

- الاحتفاظ بما يصلح لك، وتجاهل الباقي: دائما استخدم عامل التصفية للتخلص من الأمور الكثيرة التي لا حاجة لها، وهذا يشمل الأشخاص أيضا؛ فإدارة الناس تتطلب الإبقاء على معلومات مهمة من أماكن متعددة، أو أن تحصل على نصيحة من ذوي الصلة المباشرة والمفيدين فيما يتعلق بموضوع مهم، بمعنى ابق على من تحتاج إليهم فعلا قريبين منك، وتجاهل ما لا يضيف لك أي فائدة سوى الانتقاد اللامنطقي.

فمثلا، والدتك قد تثير نقطة مهمة فيما يتعلق بتغيير وظيفتك وما تفكر به، وحينها تقوم بالبحث حول الموضوع وتفكر به، وهو أمر رائع، ولكن رأيها فيما يتعلق أنك أفضل حالا فيما أنت عليه، لا علاقة له بالموضوع، فكيف لها أن تعرف؟ فهي ليست أنت.

وأبقِ حدسك مغلقا وبداخلك، حين تتحدث مع الآخرين، وستعرف أي معلومة قيمة وأيها لا فائدة فيها، فإن أثارت فضولك ستطرق بابها وستبحث عن تفاصيلها بشكل لاإرادي، في حين إن لم ترحك ستجد نفسك متوتراً وستثار ريبتك.

في المحصلة، هذه العملية كلها بهدف أن تتذكر أنك وحدك المهم، وأنك من يعرف ما يناسبك، ومن المستحيل على أي فرد أن يدرك ذلك مهما كان قريبا منك، ومهما شاركت أمورك معه، فإنه لا يعرف حدسك وأحلامك وآمالك، لذا دوما استمع للصوت بداخلك والرغبة التي تشعر بها فيما تريد تحقيقه وما تريده أنت لا ما يردونه من حولك.