Saturday 14/12/2013 Issue 15052 السبت 11 صفر 1435 العدد
14-12-2013

مشكلات الرياض والمتابعة الميدانية

الرياض عاصمتنا الغالية، لها مكانتها السامية في نفوسنا جميعًا، فهي منطلق توحيد بلادنا التي نعتزُّ بانتمائنا إليها، ومنها بدأت مسيرة تأسيس هذا الكيان الكبير الذي علا صرحه، وتوطّدت دعائمه على يد الملك المؤسس عبدالعزيز -رحمه الله-.. والرياض هي درة العواصم العربية، وأسرع المدن نموًا في العالم، فقد شهدت خلال فترة وجيزة من الزمن نهضة غير مسبوقة في تاريخ تطوّر المدن، بما حظيت به من اهتمامٍ ورعايةٍ وجهودٍ مخلصة بذلها أصحاب السمو الملكي الأمراء الذين تعاقبوا على إمارة منطقة الرياض، فأحاطوا مدينة الرياض بكل فكرٍ مستنير وجهد دؤوب، وبذلوا من الوقت في المتابعة والتوجيه ما جعل هذه العاصمة تتبوّأ مكانتها المعروفة بين المدن في عالم اليوم.

وها نحن اليوم نرى الرياض بفعل التطور العمراني الكبير الذي تشهده، والمساحة الممتدة الكبيرة لها، والنمو السكاني الذي جعلها تحتضن حوالي ستة ملايين نسمة من أبناء الوطن وغيرهم، ممن تطلَّبت برامج التنمية والنهضة التي تعيشها المملكة وجودهم معنا هنا على أرض الرياض ومختلف مدن المملكة، ها نحن نرى الرياض، وقد أخذت بعض المشكلات تبرز فيها واضحة للعيان، وتعمل الجهات المختصة على مواجهتها، لتستمر مسيرة البناء والتنمية والعطاء التي غطَّت مختلف مناحي الحياة فيها، وها هو صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض، ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن عبدالله بن عبدالعزيز، لا يألون جهدًا في مواجهة ما ظهر أو يبرز من مشكلات، معبرين عن حقيقة أن الرياض تظل دائمًا محظوظة بقلوب ترعاها، وعيون ساهرة على خدمتها، وقيادة تدرك، ما للوطن من آمال، وما لأبنائه من تطلعات، فتسير هذه القيادة على نهج سديد خطَّه من سبقوهم إليه من قيادات، ويضيفون إليه من خبراتهم وتجاربهم وتطلعاتهم ما يسعد الرياض وأبناءها ومَن يقيمون على أرضها ولقد أثبتت الأيام الماضية التي شاهدنا فيها هطول المطر الغزير على الرياض، وعلى بقية أنحاء الوطن أن مرحلة عمل جديدة قد بدأت تشهدها العاصمة الغالية، من خلال المتابعة الميدانية لأميرها، الذي حرص على أن تكون المتابعة الميدانية الحقيقية هي سبيله، لتلمُّس المشكلات والوقوف على أبعادها وحجمها الحقيقي، ووضع الأسس الكفيلة بتفاديها والقضاء عليها، واتخاذ الحلول الآنية لتخفيف حدّة المشكلات وحسم آثارها قبل أن تستفحل الأمور، مع وضع الخطط التنفيذية اللازمة لتفادي هذه المشكلات وغيرها في المستقبل.

ولقد سعدنا ونحن نشاهد أمير منطقة الرياض وهو يتابع ويناقش مشكلات تصريف السيول، وسعدنا أكثر وهو يؤكد على محاسبة المقصرين، أينما وُجدوا في الشركات والمؤسسات التي كان لتقصيرها دوره وأثره في الأضرار التي حدثت جرَّاء سقوط الأمطار الغزيرة على الرياض، وظهور مشكلاتٍ في تصريفها، فقد أكَّد أن تلك المحاسبة ستتم بعد إجراء تحقيقات ستُعلن نتائجها بكل شفافية ونزاهة.

وبمثل هذه الصراحة، كان الموقف الواضح لسموّه الذي يتَّسم بصفات الحزم والحسم المعروفة عنه يحفظه الله منذ أن أتقن مهارات القيادة التي عايشها ومارسها في حياته العسكرية، والتي عمَّقها وصقلها ما يتحلّى به من أخلاق إنسانية نبيلة. انعكست في عديد من المواقف، وليس ببعيد عن الأذهان حينما رأيناه يتابع بنفسه أحوال المخالفين من العمالة الإثيوبية في أماكن إيوائهم، مما كان له بالغ الأثر في تفادي واجتياز ما كان يمكن أن ينتج عن ذلك من مشكلات.

ولسنا هنا في مجال تعداد تلك المتابعات الميدانية لصاحب السموّ الملكي أمير منطقة الرياض، غير أن تلك الأمثلة تجعلنا على يقين أن المشروعات الخدمية والتنموية التي ستشهدها الرياض، ستكون محاطة بهذه الهمَّة الواعية من المتابعة والنشاط والمحاسبة، وسيكون لها آثارها الجيدة على المؤسسات والشركات المنفذة لتلك المشروعات، لتصبح على قدر المسؤولية التي ستُناط بهم، وبخاصة أننا نتطلَّع إلى مشروعات النقل والمواصلات بالرياض، وعلى رأسها قطار الرياض، ليأتي على أحدث المواصفات، وليتم تنفيذه كما خُطط له، كما يتطلع أبناء الرياض إلى تطوير الأحياء القديمة بها، والتي يُوليها سموّه اهتمامه، ليُعاد تخطيطها حتى تصبح متناسبة مع واقع مدينة الرياض: تنميةً وحضارةً وازدهاراً.

فتحية من القلب لجهوده المباركة التي تبعث دائمًا على الأمل مهما برز من مشكلات، أو صعوبات، فهي في النهاية ستُواجه بحزم رجلٍ يجعل يده دائماً على نبض الأحداث، ليواجهها بما تستحقه من حسم وصراحة، وحزم ووضوح في هذا العهد الزاهر بقيادة خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد الأمين وسمو النائب الثاني -يحفظهم الله-، حتى تستمر مسيرة العطاء متجددة في منطقة الرياض وسائر أنحاء المملكة.

وكيل الوزارة بوزارة الثقافة والإعلام سابقاً

مقالات أخرى للكاتب