Sunday 15/12/2013 Issue 15053 الأحد 12 صفر 1435 العدد
15-12-2013

السعوديات في قمة البرلمانيات 2

حضرت خمس شوريات قمة البرلمانيات في بروكسل كوفد رسمي من المملكة العربية السعودية.

وليس في انعقاد مؤتمر عالمي حول أي موضوع مشترك أمر جديد إلا ما يختص بحضور المرأة السعودية كبرلمانية.

وأن تكون قمة برلمانية نسائية فهو أمر تختلف المشاعر حوله لأسباب متعددة : كثير من الحاضرات يعرفن بعضهن لعقود من الزمن.

ومنهن من تذكرن وذكرننا بالمؤتمرات الأسبق في نيروبي وبيجين التي ركزت على حقوق المرأة وتلك الاتفاقية - المأزومة وربما المظلومة - التي اختزلها البعض في تسفيه وتجريم نوايا «السيداو» واتهامها بأنها تستهدف المرأة المسلمة بالذات.

لن أضيف شرحا عن الانحصار في النظرة التآمرية والخوف من التغريبية، بل اختصر فأقول «رحم الله امرأ عرف قدر نفسه وقدر الآخرين», وترفع عن الشك في النيات.

أما وقد اختيرت المملكة العربية السعودية عضوا في حقوق الإنسان العالمية فلم يعد هناك ما يمنع أن نشارك في أي مؤتمر ونوضح مواقفنا ونوصل تفاصيل ما يتم عندنا من مستجدات إيجابية لأسماع ومعرفة الجميع, بما في ذلك من يستهدف العرب والمسلمين والسعودية بالذات.

وما حك جلدك مثل ظفرك..

وليسمعوا موقفنا منا وجها لوجه.

عدا الجلسات العامة التي تحضرها كل المشاركات والفرق المساندة لهن, حضرنا أيضاً الجلسات المتخصصة التي يتم اختيار حضورها بانتقائية واهتمام فردي، حيث تتعمق مناقشة القضايا والموضوعات في محاور مختارة وبحضور متخصصات فاعلات ومسؤولات في كل حقل بعينه على أرض الواقع ومن موقع ميداني؛ منها مثلا جلسات القطاعات العالمية جغرافيا وقضايا البيئة والصحة العامة والعلاجية والوقائية، والقضايا الاقتصادية كالبنك الدولي والاستثمار والفساد، وقضايا الشباب والأسرة, وقضايا العمالة والبطالة والهجرة وقضايا العنف ضد الأنثى والأطفال بالذات.

شخصيا اخترت جلسة العنف ضد المرأة ، وجلسة الفساد وأصغيت لما تستعرضه الباحثات المسلحات بمعلومات وتفاصيل إحصائية دقيقة.

الفساد والعنف ظاهرة ممارسة كونية لا تعترف بجنسية أو نظام حكم بعينه أو حدود جغرافية أو انتماء لدين أو مذهب بعينه.

ظاهريا قد يبدو في بعض ما نسمع ما يمسنا نحن في أوطاننا بالذات, ثم اكتشفت أننا كلنا في الهم والتجاوزات بشر قابلون لتناسي المثاليات وتهميش القيم والتعايش مع المصالح والأنانية الفردية وتقبلها عرفيا كممارسة عامة.

ومع هذا ما زالت مشاركاتنا الخارجية بتنظيم مدروس مؤسساتيا في بدايات المسيرة.

ولا يجب أن نحضر هناك لإعلان حروب أو رفض اتهامات واستعداء، أو حتى الانتشاء ببطولات فردية تتوج أي منا «سيدة المحافل» الأكثر بلاغة أو أناقة أو عدوانية.

المشاركة لابد أن تبقى في إطارها الرسمي العام حوارات بناء جسور وتثقيف وتقارب..

وفرصة للتعلم من الناجحين في حلول المشكلات الملتصقة بكل مجتمع.

كل وطن ومنطقة لهما مع الآخرين مشترك بشري وإنساني عام ولهما ظروف مكانية وزمانية خاصة.

في النهاية هل كان لمشاركتنا في هذه القمة نتائج تحسب لصالح الوطن والمواطنين؟ بالتأكيد!! حين نطلع على تاريخ الآخرين ومعاناتهم, ندرك أننا نشترك معهم في الكثير منها, وأننا نتعلم من تجاربهم من حيث الحلول الناجحة والفاشلة التي مروا بها لنطور ما يناسبنا في أوضاعنا المميزة بتفردنا, على الرغم من اشتراكنا في مجمل معاناة الإنسانية, ولنتجنب ما أثبت فشله.

مقالات أخرى للكاتب