Sunday 15/12/2013 Issue 15053 الأحد 12 صفر 1435 العدد
15-12-2013

كذابو الزفة

لم يعد للإعلام الواقعي والحقيقي وجود في هذه الأيام بعد دخول التقنية الحديثة التي تكذب الصادق وتصدق الكاذب.. إن وسائل التقنية الحديثة بكافة أشكالها وألوانها قد ساعدت بشكل مباشر أو غير مباشر في فبركة وتزييف كثير من الأمور وساعدت على انتشار الشائعات المغلوطة وأحياناً المدمرة سواء على مستوى الأفراد والجماعات أو الحكومات والدول، إذ إن كثيراً من الوقائع والحوادث التي تقع في أغلب البلدان العربية وغير العربية تبث مزوّرة ومحرّفة ومفتعلة لإحداث البلبلة والتشويش وقلب الحقائق وهي معاناة ستستمر طويلاً في عصرنا الحاضر، بل قد تسير الأمور في المجالات الإعلامية إلى الأسوأ نتيجة هذه التقنية واستخدامها في غير مهامها الحقيقية الشاهد فيما أقول هو الأحداث التي مرت بها المملكة العربية السعودية مع بداية التصحيح لمخالفي نظام الإقامة وخلافها، فقد نُقلت صورٌ كاذبة وفبركات إعلامية عالمية غير صحيحة ومحاولات يائسة للنيل من مصداقية هذا البلد وما يقوم به من عمل هو من صميم واجبه في تنظيف البلد من كل الشوائب وهو العمل الذي تقوم به كافة دول العامة صغيرها وكبيرها لحماية أمنها واستقرارها.. اتصل بي أحد الأصدقاء الأمريكان في الأسبوع الماضي ومع بداية حملات التصحيح يقول: «هل بدأ الربيع عندكم؟ قلت له ماذا تقصد؟ قال: الربيع العربي قلت من الذي قال لك ذلك؟! قال: هنالك برنامج يبث أمامي الآن في القنوات الأمريكية في ولاية ايوا والمراسلة من السعودية تنقل عبر البرنامج أن الربيع العربي قد بدأ في الرياض.. فقلت يا صديقي كذبت وكذب البرنامج هذا ربيع المخالفين والمتخلفين يا صديقي من الإثيوبيين وغيرهم ممن ليس لديهم إقامة نظامية ودخلوا البلد بطريق غير مشروعة.. هل تقبل الحكومة الأمريكية لديكم انتظار شخص انتهت إقامته أن يبقى أو تسمح لشخص دخل دخول غير مشروع أن يبقى قال: لا قلت الحكومة لدينا أعطت مهلة ثم مهلة ثم مهلة لكل مخالف لتصحيح وضعه أو العودة إلى بلده بدون عقوبات وكانت الدولة الوحيدة التي تقوم بمثل هذا العمل ورغم ذلك رفض كثير منهم المغادرة وأصر على البقاء ومخالفة النظام المعمول به في البلد وارتكاب كثير من الجرائم التي تخل بالأمن وتهدد حياة المواطنين فوجب ترحيلهم إلى بلدانهم قال: هذا حقكم ولكن لماذا الجهات المعنية لديكم تسمح للمراسلين بمثل هذه الأخبار على أجهزة الرأي العالمية؟ قلت يبدو أن هنالك غفوة في ساعات ما استغلها التربصون لإرسال مثل هذه الفبركات! قال لي: وأين إعلامكم وكتّابكم عن الرد على ما يكتبه بعض الإعلاميين الأمريكان لدينا مثل ماكتبه الدكتور فريد زكريا الصحفي والإعلامي الأمريكي المعروف في مجلة التايم عن السعودية؟ وأين كتّابكم وأقلامكم عمّا كتبه الدكتور أحمد سويّه أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ايوا في صحيفة ايوا بريس سيتزن Iowa press citizen عن المملكة، حيث صورها بأنها المحرك الأول للإرهاب الدولي وأنها من تعرقل السلم العالمي... إلخ.. وهو يكذب والمعروف باتجاهاته الفكرية والعقائدية التي لا تتفق مع الإسلام الحقيقي وميوله السياسية المعروفة عنه.. فأخذتني الغيرة وكتبت مقال أرد فيه على فبركات فريد زكريا نشرته صحيفة ايوا بريس سيتزن Iowa press citizen في 13 نوفمبر 2013 في صفحة الرأي وكتبت مقال آخر رديت فيه على هرطقات الدكتور أحمد سويّه وأكاذيبه وتجنيه على المملكة نشر في ذات الصحيفة الأمريكية وفي نفس الصفحة التي نشر فيها مقاله.. الحقيقة أنني أتأسف لهذا السبات العميق الذي أصاب الملحق الإعلامي هناك أين ملاحظاته وكذلك كتّاب الرأي المتمكنين الذين يتناولون المواضيع الإستراتيجية وما يقال ويصدر من خارج الوطن ضد المملكة ولقد لقي مقالي الأول استحسان بعض القراء الأمريكان وعقّب عليه بالقبول والمنطق لما ذكرت.. وفي المقابل تلقيت من أحد الإثيوبيين الأمريكان والذي أنشأ موقعاً يهتم بشأن المهاجرين يقول لي فيه: أنا أتفق معك في بعض الأمور ولكن ما رأيك في حوادث القتل والاغتصاب التي ترتكب ضد الإثيوبيين في بلدكم لديه فلم يثبت ذلك. قلت: هذه أخبار كاذبة ومفبركة والفيلم أو أي صور نقلت مكذوبة ومؤدلجة للتشويش على أعمال نظامية تقوم بها المملكة لحماية مواطنيها وإقرار النظام.. ونحن نتعامل معهم بكل أدب ونودعهم بالورود ونقدّم لهم الغذاء والكساء والإيواء حتى رحيلهم والذي لديه إقامة نظامية لا أحد يسأله أين يذهب ويعيش بسلام في أرض السلام, القصد من هذا كله أن كذابي الزفة استغلوا هذه الأحداث للإساءة فقط والإعلام الكاذب أخذ دوره ووسائل التقنية الحديثة نقلت أخباراً غير حقيقية وزادت في التشويش ونشر الشائعات ولم نجد منها إلا المشاكل.. لذا وجب علينا جميعًا نحن المواطنين أن نتنبه لما يحاك ضد هذا البلد وحكامه من كيد ومن محاولات لزعزعة أمنه واستقراره لأن وطننا أغاظ كثيرًا من الحساد والأعداء لما يتمتع به من نعم واستقرار علىلصعيد المحلي والعالمي وكل ذي نعمة محسود ولكن هل ندرك ذلك ويقوم كل منا بواجبه أفراد وجامعات عسكريين ومدنيين كتاب وصحفيين شعراء وإعلاميين. يجب أن نساند ما تقوم به المملكة لإزاحة الهموم عن كواهلنا ونقف معها موقف الشرفاء لا موقف الخونة والجبناء والضعفاء فهم أولى أن نحاربهم قبل أن نحارب الآخرين وأن نكشف كل متستر وعابث وخائن للأمانة حتى تشرق الشمس في كل مكان من أرجاء الوطن والله الهادي إلى سواء السبيل...

alfrrajmf@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب