Monday 16/12/2013 Issue 15054 الأثنين 13 صفر 1435 العدد
16-12-2013

نشرات الجهات الخدمية

من يتأمل النشرات والمطويات والكتيبات التي تقدمها بعض الجهات الخدمية بطريقتها الورقية يجدها وقد انقسمت في مضمونها ومحتواها إلى قسمين، أولها النشرات التي لا تزال قائمة على التقليد المتبع والمألوف في تلك الجهات، فلم يتم تطويرها بعد إلى مفهوم تقديم الرؤية الخبرية المواكبة، أو التقرير المفيد عن ما يحدث في هذه الجهات التي لها علاقات مباشرة مع الجمهور، إذ يتطلب منها التواصل والتعريف بكل جديد لديها، وليس إعادة ما تم نشره، أو استرجاع ما يروق لبعض القائم على شؤونها من أخبار أو تقارير تحطب بحبل التجمل أمام الجمهور، وإظهار الأرقام والتباهي بها.

أما القسم الثاني من هذه المنظومة فهي الكتب، أو الكتيبات التي تأتي في أغلبها من قبيل التقارير المعدة سلفا، والمفروغ منها منذ عام مضى، فلا فائدة هنا من هذه الإحصائيات، ولن تضيف شيئا للقارئ الذي يبحث عن ما يطلبه من خطط ومشاريع وتطوير جاد للمرافق، وما الذي حققته وما لم تحققه؟ لتصبح هذه الكتب أو المطويات مجرد شكليات، تعزف على وتر التواصل من خلال عرض أرقام ومعلومات لا تقدم أو تؤخر.

ولا يمكن للإعلام أن يستسقي من هذه النشرات أو الكتيبات أي معلومة، أو يأخذ منها أي رقم صحيح يعول عليه في تقاريره وأخباره، فهناك من يقلبها ذات اليمين وذات الشمال، فلا يجد فيها ما يفيد القارئ، فهي أعمال لا جدوى منها، أو في حكم منتهية الصلاحية، لتبقى فقط مجرد إشادة معلبة بما قد تم من نشاط، بل تتغافل بعض هذه الجهات عن أمر مهم يتمثل في أن ما تقدمه هو جزء من واجبها، يجب أن لا تشكر عليه، أو تنتظر دائما “تعظيم سلام” مجاني من خلال هذه النشرات والكتيبات التي لا تزال تتداعى بلا أي ضوابط أو أهداف أو منطلقات عملية مفيدة.

فما تنتهجه بعض هذه النشرات هو ميلها الشديد إلى إبانة وجهة نظر إدارة هذه الجهات والمسئولين عنها، وتقديم رؤية تفترض الإيجابية، أو الكمال فقط، وكأنها تعد لتلميع المرحلة التي يعيشها فريق العمل، دون أن يعنيهم أمر الجهد التكاملي في البناء وخدمة المجتمع.

ورغم مجيء العملية الإليكترونية وتطورها وتغلغلها في مفاصل العمل الخدمي إلا أن العمل الإعلامي في الكثير من هذه الجهات الخدمية لا يزال تغلب عليه مسحة البيروقراطية، والتهالك، بل إن هناك من يقيم في هذه الإدارات الإعلامية عقود ثلاثة أو أربعة وهو في الأصل مجرد موظف لا علاقة له بالعمل الإعلامي.

فمن المهم أن تنتج إدارات الإعلام والنشر والتوعية والتثقيف عملا متميزا وتتحول من لغة التبرير والرد على الشكاوي بطريقة ميكانيكية معتادة على نحو (لا صحة لما ذكر..!!) وما إلى ذلك إلى تحول نوعي يسهم في بناء منظومة عمل إعلامي مهني يُنْتَجُ داخل الإدارة ويصاغ بطريقة حيوية، لتكون هذه الإدارات صانعة للأخبار ومنتجة للتقارير المفيدة والهادفة، والمدعمة بأرقام موثقة.

ويتطلب هذا الأمر تطبيق هذه الإدارات قيم وضوابط العمل الإعلامي، لا أن تجعل من مجرد موظفين عاديين محررين ومصممين ومخرجين ومنفذين، فيما لا تمنحهم إن قاموا بذلك وأتقنوا أي حقوق أو مزايا ! فهم وأعني مسئولي بعض هذه الإدارات يرون في من يعمل في المجال الإعلامي والإخباري أنه مجرد موظف، وهذه العبارة تعني انتقاصا واضحا لحقوقه وقيمه لا سيما إن كان محبا للعمل الإعلامي، أو متقنا له بالممارسة والمِرَان.

hrbda2000@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب