Monday 16/12/2013 Issue 15054 الأثنين 13 صفر 1435 العدد

يناشدون الأمير أحمد وأمير الرياض والأمير فيصل بن عبد الله

التشكيليون: معهد العاصمة يطالب بإخلاء فوري لمقر جمعيتنا لعدم تسديدنا الإيجار المتبقي

كتب - محمد المنيف:

لم تجد حلاً أو سبيلاً للحل إلا وطرقته الجمعية السعودية للفنون التشكيلية، سعياً لأن تبقى في مقرها الذي استأجرته من معهد العاصمة النموذجي، إلا أن محاولات الإداريين في الجمعية باءت بالفشل أمام إصرار المعهد على المطالبة بتسديد ما تبقى من إيجار الجمعية المستحق للمعهد أو إخلاء المقر، ومع أننا نتفق على أن لا خلاف على المطالبة لكن ليس بهذا الأسلوب تورد الإبل وأن يأتي الخطاب حاملاً عبارة (إخلاء المبنى في الوقت المحدد) وكان من يستفيد من الموقع أو المقر مؤسسة تجارية أو يسكنه مجموعات من مخالفي الإقامة تجاهلاً وليس جاهلاً بأن من في المقر هي جمعية تمثل رافداً من روافد الثقافة السعودية ووجودها في هذا المكان يعتبر جزءا من الدور الذي يجدر بمعهد العاصمة النموذجي القيام به من منطلق الشراكة المجتمعية.

قصة الاستئجار

بعد إعلان إقرار الجمعية من قبل وزير الثقافة والإعلام عام 1428هـ (جمعية مستقلة إدارياً ومالياً) وتشكيل مجلس إدارتها بحضور أعضاء جمعيتها العمومية التي اجتمع أعضاؤها الفنانون التشكيليون من جميع مناطق المملكة بدعم من وزارة الثقافة وكالة الشؤون الثقافة وبإشراف من وكيل الوزارة في ذلك الوقت د. عبد العزيز السبيل بدأ البحث عن مقر، وتم الاتفاق على أن الدور الأول من صالة الأمير فيصل بن فهد بمعهد العاصمة والواقعة على شارع المعذر هو الأفضل وانطلقت بناء على ذلك الاتصالات بين الوكالة، وبين مدير عام المعهد إبراهيم القريشي الذي رحب بالفكرة وتحددت مدة السنوات الخمس ومبلغ الإيجار، وتم دفع إيجار السنتين الأوليين بدعم كريم مقطوع من وكالة الشؤون الثقافية رافقه دعم بإنشاء المكاتب وتأثيثها، ومع أن الأمور سارت بهدوء يحيطها الأمل مع كل عام يمر من فترة الاستئجار في الحصول على دعم رسمي من وزارة والإعلام (نرى له بارقة أمل في القريب - بإذن الله - إلا أن الموقف تغير وتبدل من علاقة تسهيل السبل إلى إعاقة نشاط الجمعية بالتهديد بالإخلاء أو قفل المكان، لان الجمعية تأخرت في تسديد إيجار السنوات الثلاث ومقداره ثلاثمائة ألف لا يوجد في حساب الجمعية إلا ما تجود به رسوم أعضائها التي لا تغطي سوى مكافآت موظفيها الاثنين. وقد واجهت الجمعية هذا الموقف فعليا يوم الخميس الماضي وفي وقت حرج جدا تمثل في عدم السماح لموظفي الجمعية الدخول إلى الموقع دون سابق إنذار؛ ما تسبب في تعطيل تسلُّم لوحات الفنانين والفنانات المشاركين في فعالية ستقيمها الجمعية بدعوة من سفارة الكويت الشقيق. كان ذلك بمثابة عقاب على عدم تسديد مبلغ لا قدرة للجمعية على تسديده كونها جمعية مجتمعية تبحث عن تغطية أنشطتها من القطاع الخاص وأحيانا على جهود أعضائها، لا يتسلم أعضاء هيئتها الإدارية أي مكافآت على مدى سنوات عدة فكيف بتسديد الإيجار وبهذا الحجم.

وأمام هذا الموقف من معهد العاصمة النموذجي الجهة التعليمية التي يجدر بها تنفيذ جزء من دورها المجتمعي تجاه جمعية تعد رافدا ثقافيا وطنيا من جمعيات النفع العام تحتضن أكثر من ستمائة فنان من الجنسين على مستوى المملكة أن تمنح هذا المقر للجمعية تشجيعاً ودعماً ووقوفاً مع أبناء الوطن لتمزج بذلك سمن المبدعين بطحين المعهد، وصناعة رغيف جمالي يجد فيه المواهب أو أصحاب الخبرات في هذا المجال غذاء للبصر والبصيرة وفضاء للعطاء علما أن المقر خارج إطار حاجة المعهد أو الاستفادة منه.

مناشدة لأصحاب الأيادي البيضاء

لهذا لم تجد الجمعية للوقوف معها لإنقاذها إلا أن تتقدم لأصحاب الأيادي البيضاء وفي مقدمتهم صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبد العزيز رئيس مجلس إدارة جمعية الخريجين بمعهد العاصمة الذي يقف خلف كل خطوة تخدم توجهات المعهد لخدمة المجتمع انطلاقا من تاريخ المعهد الحافل بالإنجازات بوقفة داعمة بإبقاء الجمعية في مقرها، كما تطمع الجمعية في مواقف أمير الرياض صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن بندر الذي لا يألو جهدا في إبراز وجه الرياض الحضاري والثقافي بأن يسهل السبل بالتوجيه للنظر في قرار أرض الجمعية الذي حظيت به من وزارة الشؤون البلدية والقروية لتطبيقه على أرض الواقع، كما تنتظر الجمعية أيضاً موقفا من سمو وزير التربية والتعليم مرجع المعهد الذي عرف عنه دعمه للمبدعين واهتمامه بالمواهب بإبقاء الجمعية في مقرها وإسقاط الإيجار الذي أثقل كاهل الجمعية ووضعها في موقف لا تحسد عليه من الإذلال.

الصالة واستباق الزمن..

الجدير بالذكر أن صالة الأمير فيصل بن فهد أنشئت في عام 1405هـ ببعد نظر للأستاذ صالح البكر -رحمه الله- سبق به الزمن نحو مستقبل فنون الوطن ودور معهد العاصمة فيه.