Tuesday 17/12/2013 Issue 15055 الثلاثاء 14 صفر 1435 العدد
17-12-2013

عمر سليمان في (أوسلو)؟!

الحديث بالتأكيد ليس عن الراحل المصري (عمر سليمان)، بل عن مغني الأعراس السوري صاحب أغنية (خطّابة خطّابة.. جيناكم خطّابه)!

تقول بعض المواقع الغربية عندما تسأل العرب عن (عمر سليمان) يجيبونك فقط على أنه الرمز المصري الغائب، بينما المقصود هو ذاك الفنان الشعبي صاحب (النظارة السوداء) الملازمة له حتى في سواد الليل الحالك، ومعتمر الكوفيّة الحمراء على كل المسارح، من يغني جميع أغانيه بذات الشخصية والنبرة واللحن تقريباً، لأنه لم يتعلّم الفن دراسة، ولم يتخرّج من معاهد موسيقية أو خلافه، ولم يكذب بحصوله على شهادات وإجازات فنية، فشأنه ليس أقل من شأن (شعبولا، وأحلام، وشمس) وغيرهم ممن يُشار إليهم اليوم بالنجومية والعظمة، رغم أنهم جميعاً خريجو الأعراس والليالي الملاح، ولكن (عمر سليمان) تفوَّق على كل هؤلاء لأنه اختير للغناء في حفل جائزة نوبل للسلام منذ ثلاثة أيام فقط؟!

لا قوانين ولا أنظمة تحكم الفن وسلمه (غير الموسيقي)، فكل شيء في الفن (جائز)؟!

سليمان أطل على مسرح (سبكتروم) في العاصمة النرويجية أوسلو في حفل جائزة نوبل للسلام ليغني الفلكلور السوري بثوبه الشتوي ونظارته السوداء، وليذكِّر العالم بأغنيته الشهيرة (ورني ورني) التي لم يستطع أحد أن يفك طلاسمها بعد؟! أو يجزم أنه كان يغني خلالها وليس يتمتم بكلام غير مفهوم وغير مترابط، أشبه بطلاسم السحر، رغم ذلك بدا (عمر سليمان) يغني على المسرح العالمي بجوار عدد من الفنانين البريطانيين أمثال جيمس بلانت، وموريسي، وجاك باغ وآخرين!

الحضور من كل أنحاء العالم قد لا يفهمون مواويل (سليمان) الحسكية الشعبية على مسرح أوسلو، ولكنهم حتماً يتظاهرون بالطرب ويتراقصون على أنغام (السلام) لأنها صدرت من حنجرة عربية (بصوت أجش)؟!

المضحك لمن شاهد وتابع الحفل أن الحضور يصفقون ويطربون (للسلام) تحت الأضواء الصاخبة، بينما عمر سليمان يغني (بنظارته السوداء) للحب والقلب الملتهب بنيرانه!

فعلاً على مسرح (نوبل)، كل يغني على (ليلاه)؟!

وعلى دروب الخير نلتقي.

fahd.jleid@mbc.net

fj.sa@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب