Tuesday 17/12/2013 Issue 15055 الثلاثاء 14 صفر 1435 العدد
17-12-2013

«زحام الجسر» .. هل نرفع الراية البيضاء؟

السؤال في رأس المقال واضح بدرجة وضوح الشمس وسطوع الحقيقة، توهج القمر ليلة تمامه. . وخارج لتوّه من رحم المعاناة المستمرة مع الازدحام المتكرر على جسر الملك فهد الرابط بين المملكتين الشقيقتين السعودية والبحرين. تشريح الأزمة يكشف عن أسباب عديدة تقف وراءها وتفاقمها؛ وفي صدر الأسباب توافق إجازة دول الخليج مع إجازة المملكة الأسبوعية، وما ينسلخ عنه من ازدحام لدرجة «الاختناق» في حركة المرور والعبور من خلال الجسر. وبات مألوفاً أن يشهد جسر الملك فهد تزاحماً من النوع الخانق المصحوب بارتفاع شديد في الضيق والملل، مع رغبة ملحة في البقاء خلف جدران المنزل بالتزامن مع عطلة نهاية الأسبوع ومواسم الأعياد التي يستغلها الكثيرون في قضائها خارج المملكة. وأذكر أن كتب قبل فترة أنّ المؤسسة العامة للجسر تتخذ استعداداتها، وترفع درجة التنسيق على أعلى المستويات لفتح جميع المسارات تيسيراً على المسافرين، ولا أحد ينكر ذلك ولكن أين الحلول الناجعة والعلاج الشافي لمرض «الزحمة المزمنة»، وفي الأعياد ترتفع أعداد ومدة انتظار المسافرين على جسر الملك فهد الرابط بين البحرين والسعودية ، رغم كل الاستعدادات التي تعلنها الجهات الرسمية السعودية قبل الإجازة ، ومع كل إجازة تتدفق آلاف المركبات على كبائن جسر الملك فهد، وسط حالة من الاستياء من جرّاء تأخر إنهاء إجراءات المغادرين إلى مملكة البحرين، وهي الإجراءات التي تضع علامة استفهام بطول الجسر حول ماهية الحلول لهذه المشكلة التي لم تصل بعد إلى حد المعضلة. ورغم تكرار المشهد على الجسر بصورة كربونية كل إجازة ومناسبة وما يترتب عليه من تبعيات ، إلاّ أنّ الازدحام يظل سيد الموقف دون أي حراك من الجهات ذات العلاقة أو تبرير مقنع مفهوم. واللافت أيضاً أنّ إغلاق البوابات بدوره، يتسبب في تكدّس السيارات وتوقفها ، واللافت دائماً أنّ الزحام الشديد لا يحدث بسبب وجود أي نوع من الأعطال، وإنما لعدد المسافرين الكبير الذي يتزايد في كل مناسبة أو فترة إجازة، والغريب حقاً أن مشهد الزحام ليس بجديد أو يحدث فجأة مع العطلات والمواسم؛ والأسباب معلومة ومرئية ولا تحتاج إلى خبير أو دراسة عميقة لتحليلها؛ فالقاصي والداني يعرفها ويلمسها ويراها في كل مناسبة، فهل نفقد ونرفع الراية البيضاء في وجه المشكلة ونسلم بأنها تفاقمت لحد «المعضلة؟ الإجابة لا وألف لا والحلول ممكنة وواقعية ومن مقرر البشر، وأهمها التخطط السليم وتحديد أوقات الذروة ووضع خطط للتعامل معها، وزيادة عدد الكبائن، ونقل الصورة حية على موقع خاص بالجسر ليعرف المسافرون ذلك ويحددوا مواعيد سفرهم بموجبها، مع التأكيد على أهمية زيادة القدرة الاستيعابية لترتفع إلى ضعف القدرة الحالية للجسر.

- مدير مكتب جريدة الجزيرة بالمنطقة الشرقية

مقالات أخرى للكاتب