Wednesday 18/12/2013 Issue 15056 الاربعاء 15 صفر 1435 العدد
18-12-2013

الجو العصبي

الفيروز: حجَرٌ كريمٌ غيرُ شفَّاف معروفٌ بلونه الأَزرق كلون السماء أَو أَميل إِلى الخضرة، يُتَحَلَّى به. قد يتمّ تقليده صناعيًّا باستخدام معدن محضّر من الألومنيوم والنُّحاس. وفيروز: اسم علم مؤنث ومذكر فارسي. له معنيان: اسم لحجر كريم أزرق، البطل المنتصر. وعلى معنى الحجر الكريم يختم بالفارسية بهاء “فيروزه”، فعربناه إلى فيروزج.

وبقي الحجر بالجيم، وحذفت الهاء في التسمية كالفنانية اللبنانية فيروز، وفيروز الدَّيلمي (ت 53 هـ) صحابي يمني فارسي الأصل. لكن بعضهم ختمه بتاء مربوطة، وخصَّه بالمؤنث مثل فيروزة بنت المظفر (ت 740 هـ) محدثة ومؤلفة. الفيروزي: بلون الفيروز، لون أزرق مُخْضَرّ “عينان فَيْروزيَّتان”.

فيروز تلك التي حمل اسمها كل معاني الجمال أعلاه أطلقت في أغنية من أغانيها على بعض الأجواء ب “الجو العصبي” حيث أن أغانيها تضفي على أعصابنا مسحة هدوء ولمسة استرخاء قلما تضفيها علينا أغان لمطربين آخرين بالتالي التقى اسمها فيروز كأثر حسي لوني مع صوتها كأثر حسي سمعي.

يمكن للون وللصوت أن يسهم في ضبط الأعصاب المنفلتة كاللون الفيروزي وصوت فيروز مثلاً.

الجو العصبي أو الأجواء العصبية تستمر عصبية ما لم نُسارع في تلطيفها بأساليب التلطيف الممكنة. فاللون هو الدواء الذي يعمل على شفاء كل من أجسادنا وأنفسنا، ومن أجل استخدام الدواء بشكل صحيح. ويعتبر اللون الأزرق لون الفيروز من الألوان الباردة فهو لون العاطفة وتخفيف التوتر والشعور برائحة الهواء النقي والهدوء، حيث يقوم الأزرق بتبريد وتهدئة الرياح. فانعكاس أثر التبريد من اللون الأزرق يساعد في معالجة الحروق والخراجات، كما يساعد في تنظيم عمل القلب وتخفيف توتر العضلات، أما الداكن منه فهو لون الغسق الذي يمكننا من رؤية ما تبقى من ضوء الشمس الساطع. فالأزرق أو الأزرق الداكن هما ألوان السماء الصافية، كما أنهما رموز لنقاء الأنهار والبحيرات والشلالات. ويعتبر الأزرق الداكن مطهرا وواقيا من جميع الأمراض المعدية والحمى، وله الأثر الشافي ضد أمراض الحلق وجميع أنواع التشنجات والأرق. ووفقا لحقيقة تمتع الأزرق الداكن بإحساس الاستقرار والاعتدال والسلام، فهو يساعد في الحالات النفسية القاسية كالصرع والكآبة والهستريا. وفي الطب يفيد اللون الفيروزي في علاج الأكزيما، فماذا عن الأشخاص الذين يحملون هذا اللون اسما لهم ، هل رؤيتهم تسهم كذلك في علاج ما!؟ كرؤية الفنانة فيروز مثلاً أو صوتها ونحن نؤمن بأن الصوت يملك القدرة العلاجية التي يملكها اللون. وقد وضع العلماء والباحثون عددا من النظريات العلمية لتفسير العلاج بالصوت على الجسم البشري. ففي إحدى النظريات أفاد الدكتور “هالبرن” وهو أحد الدارسين للطب الغربي وطب “الأيوروفيدا” أن العلاج بالصوت يعتمد على مفهوم مراكز الطاقة في الجسم تبعا لطب “الأيوروفيدا” الهندي؛ حيث توجد ثمانية مراكز كل منها تسمى “شاكرا” موزعة على طول الجسم لتنسيق تدفق الطاقة بين الأعضاء. وأنه من المعتقد أن كل “شاكرا” لها ذبذبة معينة ذات علاقة بالسلم الموسيقي، وهذه الذبذبات تختل بالمرض والضغوط، والعلاج بالصوت يعيد إليها سويتها الترددية. وتقام في بعض المجتمعات حلقات علاج بالصوت تساعد على التخفيف من الضغوط العصبية، والانحرافات المزاجية، بل ومن بعض الأمراض العضوية، ويتمثل العلاج بالصوت في تلك الحلقات في حضور عدد من الناس المرضى حلقة للغناء والعزف، يتخيلون خلالها آلامهم بأعينهم، أثناء غنائهم أو ترديدهم للمقاطع الموسيقية وهم يبكون. وأمام الحلقة تقف امرأة تقودها تحمل عصا تدق بها حافات وعائين شفافين، مشعة المشاركين على ترديد مقاطع بسيطة تحوي بعض حروف علة طويلة (من الآهات والواوات والياءات الممدودة) وهي تغني بصوت أعلى من الجميع وتحثهم على تجسيد آلامهم أمام ناظريهم كي تخرج منهم. إذا فالعلاج باللون والعلاج بالصوت من أنجع العلاجات التي خرج بها علماء النفس واكتشف شيء منها طالب الهندسة و فيزيولوجيا الإنسان روبرت مونرو عندما بدأ اهتمامه في مجال الوعي البشري منذ 1956م وتوصل لأثر الموجات الصوتية على الدماغ البشري. ويمكن لمحب الاستزادة من المعرفة والعلم في هذا المجال أن يبحث بشكل موسع عن هذه الشخصية وعن اكتشافاتها العلاجية المهمة والتي للأسف نحن أبعد ما نكون عن الاهتمام بها أو تجربتها، حيث ما أن يلم بنا مرض أو تتوعك صحتنا ونفسيتنا حتى نتوجه مباشرة لأقرب مستوصف أو مستشفى أو صيدلية. قلة قليلة من تحرص على العلاج بالصوت وباللون. هناك ملفات صوتية من السهل تحميلها ملفات مجانية لا تطلب منك سوى سماعة أذن وجلسة استرخاء في مكان بعيد عن الصخب والضوضاء.

صوت فيروز يمكن أن يحقق نسبة علاج لذهنك، لتوعك دماغك، لشد أعصابك حيث يكفي حملها العلاج من وجهين: صوتاً، ولوناً بما يمكنها من انتشالك من جوك العصبي.

bela.tardd@gmail.com -- -- p.o.Box: 10919 - dammam31443

Twitter: @HudALMoajil

مقالات أخرى للكاتب