Thursday 19/12/2013 Issue 15057 الخميس 16 صفر 1435 العدد
19-12-2013

حافز الثاني

بعد تجربة “ حافز1” أتمنى أن يأتي “حافز2” والذي سيتم إطلاقه قريبا بفوائد ملموسة تقلص حجم الأخطاء التي نجمت عن تطبيق حافز في مرحلته الأولى. حافز المنتظر سيطبق بشروط جديدة ونجاحه والعلم عند الله مرهون بعوامل كثيرة إذا تظافرت وجد طريقه للنجاح وإن حدث العكس فمصيره الفشل مثل سابقه.

دعونا قبل أن نصدر أحكاما مسبقة نستعرض إيجابيات وسلبيات حافز في نسخته الأولى. لعل من أبرز فوائده حسب تصريحات مدير عام صندوق الموارد البشرية أنه قدم للعاملين معلومات دقيقة عن العاطلين، وأنواعهم ومناطق سكنهم وأسباب بطالتهم، واستفاد منه حوالي مليونين من العاطلين عن العمل 80% نساء، 20% ذكور، واستفاد من برامج التدريب أكثر من مليون وخمسمائة ألف وبالنسبة لبرامج التدريب أركز فقط على عدد المستفيدين من التدريب دون التعمق في محتوى التدريب ومدى جودته والتي لا نعلم عنها أي شيء ويمكن تقييمها بواسطة المتدربين المشاركين.

في الجانب الآخر الحديث عن السلبيات قد يستغرق وقتا طويلا حيث التخبط الذي صاحب بدايات التطبيق، والعشوائية في القبول إذ استفاد من حافز أفراد غير عاطلين وحرم أفرادا لم يجدوا عملا، واستبعدت الفئات العمرية التي تقع فوق الخمسة وثلاثين عاما، وصاحبت عمليات التطبيق صعوبات في الحصول على التدريب المناسب، وعقبات في الحصول على الوظائف المناسبة إذ طرحت وقتها وظائف متدنية لا تليق بمؤهلين، وعانى المسجلون في حافز من صعوبات في التعاملات التقنية المستمرة. مكتسبات حافز قليلة مقارنة بحجم الصرف عليه فتوظيف مائتين وعشرين ألف فقط في القطاعين العام والخاص ضيئل حيث لا يمثل إلا نسبة 10% من المستفيدين منه. ولم تفلح وزارة العمل رغم إطلاق مبادرات موازية لحافز وتحديدا مبادرة طاقات في خلق وظائف جديدة وخاصة في المدن الصغيرة والقرى البعيدة للذكور والإناث. ولم تحدث البرامج الأخرى أي تغيير في خريطة وظائف المرأة المتوافرة وبقيت على ما كانت عليه ليتزايد في المقابل أعداد العاطلات الراغبات في العمل ويكفي أن نعرف أن نسبة العاطلات المستفيدات من حافز قد بلغت 80%.

أعتقد أن القضاء على سلبيات النسخة الماضية من حافز سيفتح باب الأمل من جديد كي يحقق هذا البرنامج الوطني هدفه الاستراتيجي بالحد من البطالة وإعانة العاطلين، ولعل في قراءة الشروط الجديدة مايغني عن طرح التنبؤات. أدراج الفئة العمرية من 35سنة إلى 60 سنة سيخدم شرائح لم تكن مستفيدة في النسخة الأولى وسيتيح لها فرص البحث عن عمل شريف، وسبق أن طالبنا كثيرا بإدراج هذه الفئة كونها تمثل شريحة واسعة من المحتاجين في مجتمعنا، تقليل البيانات وعدم اشتراط الحساب البنكي كلها أمور ستسهل الإجراءات أمام المسجلين في حافز.

لي وقفة عند تخفيض المكافأة من ألفين ريال إلى ألف وخمسمائة ريال، ولماذا يتم التخفيض حتى تصل المكافأة في الأربعة أشهر الأخيرة إلى ألف ريال ؟ لماذا هنا لا يتم ربط أمر التخفيض بجدية المستفيد في التوظيف من عدمها وهذا دور الوزارة مع سوق العمل في توفير الوظائف وعرضها بصورة مستمرة أمام العاطلين شريطة أن تكون مناسبة وأن لا تقتصر على المدن الرئيسية فقط بل لا بد من السعي لتوسيع نطاق العمل ليشمل المدن الصغيرة والقرى أيضا.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب