Thursday 19/12/2013 Issue 15057 الخميس 16 صفر 1435 العدد
19-12-2013

أنزور والزور

يريد السيد نجدت أنزور أن نتوسل لرئيسه بشار الأسد ليوقف مهزلة تعريه وتعري رئيسه أسماها فيلماً سينمائياً، وهي في نظر الجمهور المستهدف قبل غيره ليست إلا عملاً استخبارياً سخيفاً فشل في إيصال ما يريدون إيصاله، عندما أنتج الأسد فيلماً رديئاً عن الملك عبدالعزيز، أطلق عليه “ملك الرمال”!

لن نتوسل يا سيد أنزور، ولن نقول لرئيسك توقف أرجوك عن عرض المهزلة السينمائية، والسبب باختصار أنكم لن تستطيعون مهما أتعبتكم المحاولات ومهما أنفقتم من أموال أن تحجبوا الشمس المضيئة بأيديكم.

وهنا لا أحدثك عن السياسة التي أقحمتها يا أنزور ورئيسك بالألاعيب القذرة لاستثارة السعوديين، ولكن أحدثك عن الأخلاق التي لا تعرفون منها شيئا، وتناسيتم بفشل غير مستغرب أنكم اليوم تلاميذ في مدرسة الإعلام، وأنكم تستثيرون عمالقة صناعة الإعلام، وسادة التأثير، نعم يا أنزور، هنا في الخليج، وخصوصاً السعودية نصنع الإعلام ولكننا لم ولن ننزلق إلى الكذب والتلفيق والتدليس.

تقذفون الشرفاء بالطوب، وزجاج بيتكم متهالك، تريدون قلب الحقائق وأنتم تدّعون الموضوعية، أي موضوعية يا أنزور! ونحن نتلقى الإساءات والأكاذيب والعلاقات السياسية بين بلدينا مستقرة، هل تحاول إقناعنا بأن موضوعيتكم تزيد مع هذا التوتر والهجوم المستمر على المملكة في قنواتكم وإعلامكم الفاشل؟!

وهل تريد إفهامنا يا مخرج الزور أن اللقطات والمشاهد المسيئة جزء من القراءة التاريخية الموضوعية لتأسيس المملكة العربية السعودية؟! ولم تعرف أن شخصا بقامة وقيمة البطل المؤسس عبدالعزيز تناولت سيرته المراجع التاريخية بحياد وأنصفه القاصي والداني، لماذا إذاً التعرض لشخصه بالتحديد! أليست محاولة لاستثارة شعب بأكمله يعتبره والداً كبيراً ورمزاً عظيماً لوحدة الأرض والدولة؟

عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل ليس شخصية عادية يمكنك تناولها بسهولة، وأنت تعلم هذا الأمر جيداً، وتعلم أيضاً أن تاريخ السعودية واضح ويعرفه الصغير قبل الكبير والبعيد قبل القريب، وليس فيه شيء مخفي أو علامات استفهام تحتاج إجابة من مسيّس أهوج مبتغاه التشويه ومراده الإساءة بلا ضمير أو ذمة.

لكن فشلكم يا أنزور في تشويه الحاضر، باختلاق الحكايات وفبركة الأخبار وإخفاء الحقائق، جعلكم تبحثون في الماضي لعلكم تفلحون في قلب الحقيقة التاريخية وتزوير الوثيقة المحفوظة في الصدور قبل الكتب، وتعرفون في قرارة أنفسكم أنكم ستفشلون مهما حاولتم.

تجاهلك يا أنزور كان واجباً، لكن بعد ظهورك القبيح وتطاولك الفج، تغيرت قناعتي بضرورة تجاهلك، ليعرف الناس العمل الاستخباري الذي تقوم به، ولتعرف أنت أيضاً أننا في السعودية نعرف مقاصدك جيداً، وهنا لا أتحدث عن الحكوميين، ولا عن الأسرة المالكة، بل أتحدث عن شعب أسأت له، وحاولت التعدي على محرماته بعملك السينمائي الرديء.

نحترم في السعودية الإبداع ولكن من المبدعين وليس المبتدعين، ونجلّ في السعودية الباحثين، ولكن الباحثين عن الحقيقة وليس الباحثين عن الكذبة لتضخيمها وتزيينها، ونعرف جيداً معنى الاجتهاد الذي يتحمل الصواب والخطاً ومعنى أن يتخلى الباحث أو الكاتب أو الفنان عن أبجديات العمل الإبداعي أو البحثي، والانغماس في دور استخباري قذر.

وفوق هذا كله نعرفك أنت يا أنزور جيداً، ولا أريد هنا الخوض في أمور لا تسمح لي أخلاقي ولا مبادئي، أن أكشفها للعلن، ولكن أريد أن أذكرك، بأن السعوديين يختلفون كثيراً عن الصورة الذهنية التي في عقلك وعقل رئيسك وزبانيته، وأن من يحاول المساس بتاريخنا ورموزنا، سيكون من الخاسرين.

ها هي دور العرض تثبت فشل عملكم، وها هو التاريخ يضحك على محاولاتكم البائسة، فلا يغير تاريخ الرجال وتاريخ الدول أمثالكم بأكاذيب باطلة.. لكن ما رأيك لو أنتج أحد السعوديين مسلسلاً طويلاً عن جرائم الأسد وهي حقيقة يراها الناس ويسمعونها؟

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب