Thursday 19/12/2013 Issue 15057 الخميس 16 صفر 1435 العدد
19-12-2013

تشجيع رواد الأعمال

تكريم شباب وشابات الأعمال في المناسبات المختلفة له دور هام في تشجيع غيرهم لخوض غمار نفس التجربة، وقيام أمير منطقة الرياض الأمير خالد بن بندر بن عبدالعزيز بتشريف اللقاء الذي نظمته مجلة فوربس - الشرق الأوسط -

لفتح الطريق أمام شباب وشابات كل منطقة لمواصلة المثابرة والسعي والإصرار على تحقيق النجاح وأن يكونوا قدوة لغيرهم وأن يحرصوا على أن يكونوا نموذجا لغيرهم من الشباب الطامح لبداية عمله الخاص حافز مميز يتمناه الكثير .

أشار رئيس دار الناشر العربي، الناشر لمجلة فوربس الشرق الأوسط الدكتور ناصر بن عقيل الطيار، خلال كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة أن رواد الأعمال المحتفى به كانوا أحد أوجه التحدي التي واجهت الدراسة لاختيار رواد الأعمال فبعضهم لم يكن متجاوباً والبعض الآخر لم يكن له موقعا للتعريف بنفسه ليتم التواصل معه والبعض الآخر لم يكن مستعداً لتقديم بيانات مالية، ولم أتعجب من ذلك فجميع ماسبق حقيقة، وهي أمور يحتاج إليها رواد الأعمال اليوم وخصوصاً من يطمع أن يكون ضمن فئة المبدعين، فهناك العديد من المشاريع المميزة غير أن أصحابها لازالوا يفتقدون لأساسيات التعريف بأنفسهم محلياً ودوليا، بل يشعرون بالرهبة والخوف إذا تواصل معهم أحد ظناً منهم أنه قادم ليستولي على نشاطهم وأخذ فكرة مشروعهم أو يقوم باحتكارهم فيرفضون التواصل معه فضلا عن إمداده بأي بيانات مالية .

لم تكتف الدراسة التي تم من خلالها اختيار المبدعين من رواد الأعمال على كشف هذه الملاحظات بل وأشارت أيضاً إلى أمر هام آخر وهو أن كثيراً من شباب الأعمال يحرص على التقليد والتكرار في أفكار المشاريع والتمركز في قطاعاتٍ معنيةٍ مثل قطاع الأغذية والتكنولوجيا في حين نجد أن لا أثر لهم في قطاعات أخرى عديدة فهم في حاجة ماسة إلى تنويع مجالات الاستثمار ودراسة مجالات أكثر وتحقيق نوع من التوازن في نوعية المشاريع الصغيرة والمتوسطة والتي يتم فتحها في الأسواق، وأن تكون المشاريع عملية ومنتجة ومدروسة وتلائم سوق العمل وقريبة من احتياجات المجتمع .

البعض غير مقتنع حتى اليوم بدعم المشاريع الصغيرة ظناً منه أن لا مجال لها للنجاح وأن 90% منها يفشل في أول عام متناسياً أن معظم الشركات الكبرى اليوم بدأ قبل زمن كمشاريع صغيرة وأن هذه المشاريع تساهم في خلق فرص عمل وخفض البطالة ورفع مستوى التجارة البينية المحلية ودعم للاقتصاد الوطني.

إن تنظيم مثل هذه المناسبات لتسليط الضوء على التجارب الناجحة لشباب الأعمال لهو أمر هام لايساهم فقط في تشجيع أصحاب تلك الأعمال بل ويساهم في دعمهم لمواصلة السعي نحو النجاح كما أنه يعد دافعاً لغيرهم من الشباب ليقوموا بنفس الدور ويبدأوا مشاريعهم الصغيرة .

إننا في حاجة ماسة إلى وضع منظومة متكاملة تعنى بدعم شباب الأعمال وتتكون من كافة الجهات ذات العلاقة بحيث يتوجه صاحب المشروع إلى جهة واحدة تسعى لتوفير كل متطلبات الدعم الذي يحتاج إليها صاحب المشروع سواء كان دعماً ماديا أو تسويقيا أو بحوث ودراسات أو غيرها من الخدمات التي يحتاج إليها كثير من رواد الأعمال في بداية إطلاق مشاريعهم .

إن نسبة 90% من فشل المشاريع الصغيرة في العام الأول عادة ماتعود إلى أسباب يمكن تلافيها من أصحاب الأعمال لو وجدوا التوجيه والإرشاد والتدريب والتصحيح لطريقة العمل في بدايته، وهذه إحدى المعايير التي يجب أن تسعى إليها هذه المنظومة وهي أن تبذل جهدها ليتجاوز أصحاب المشاريع الصغيرة أول عامين لهم بحيث يمكنهم بعد ذلك الاستمرار في مسيرة النجاح .

هناك العديد والعديد من قصص النجاح لرواد الأعمال موجودة بيننا اليوم غير أنها لم تأخذ حقها من التسليط الإعلامي وهناك العديد من الشباب الجاد المتحفز والذي لديه من الأفكار الإبداعية المميزة مايمكنه أن ينطلق في مشروعه غير أنه يحتاج إلى الدعم والتوجيه فمتى سنتمكن من توفير كل هذا لهؤلاء الشباب لنساعدهم على النجاح؟

مقالات أخرى للكاتب