Thursday 19/12/2013 Issue 15057 الخميس 16 صفر 1435 العدد

ذكاء بعض المديرين يسهم في حلّها

(المشاكل الخاصة) بين العمل والمنزل تحبط الموظف..!

تعقيباً على جهود وزارة العمل لتوطين الوظائف في القطاع الخاص والتي تنشرها (الجزيرة) أقول: (مشاكلك الخاصة خلها في بيتكم)، هذا كان رد أحد المديرين في القطاع الخاص على أحد موظفيه عندما تقدَّم إليه بطلب حل مشكلة إدارية تخصّه في عمله تفاقمت إلى أن سببت له مشاكل أُسرية مع والديه وعائلية مع زوجته بسبب تأخر حلّها.

أكثر ما يثير استغرابي في العديد من المنظمات وبالذات في القطاع الخاص عدم اهتمام الإدارات العليا بالأحوال الشخصية والخاصة لموظفيها والتي بشكل أو بآخر تؤثّر تأثيراً مباشراً على أدائهم الوظيفي، فكيف إن كانت هنالك مشكلة عائلية خاصة يعاني منها الموظف والسبب الرئيسي في تفاقمها واتساعها هو بطء الإجراءات النظامية الداخلية في عمله!!

بطبيعة الحال لا يوجد أي بند في العقد الوظيفي ينص على أن تراعي وتتفهم جهة العمل أي مشكلة أو ظرف أو أزمة أو احتياج خاص يمر بها الموظف كرغبته باستقدام أسرته من بلاده لمدينة عمله كي يستقر اجتماعياً مثلاً، ولكن الغريب أن هناك مديرين يجهلون مدى أهمية أن يكون موظفه مستقراً اجتماعياً ونفسياً ومالياً كي يظفر منه بأكبر قدر من الولاء والعطاء والإنتاجية؟

عندما تقف إدارة المنظمة موقفاً سلبياً أمام مشكلة خاصة يعاني منها الموظف علمت بوجودها ولم تساعده في حالها، أو كانت هي سبباً في وجودها ولم تبادر بعلاجها (وهذا أدهى وأمر بالنسبة له) أسأل مديره المباشر: كيف سيكون عطاء الموظف للعمل حينها عندما يأتي يومياً وهو كاره؟ ما حجم التذمر والاستياء الذي سيبثه بين زملائه بسبب مشكلته؟ ما نوع التفاعل الذي سيكون من زملائه واشتراكهم معه في عدم الشعور بالأمان الوظيفي؟

أختم بأن أحد الأصدقاء ذكر لي أن أخاه يعمل في شركة كبيرة ورئيس مجلس الإدارة رجل ذو وعي وخبرة إدارية، وهو دائماً قريب من جميع الموظفين وعلى اتصال مباشر بهم من الإدارات العليا إلى أصغر موظف (وهذا هو نهج القادة بأن يكونوا دائماً بين أتباعهم)، في يوم من الأيام حلَّ إيجار منزل أخي صديقنا وكان في ضائقة مالية حينها ارتسمت على وجهه، لاحظ رئيس مجلس الإدارة ذاك التجهم والاستياء والحزن على ملامحه عدة أيام، لم يستدعه، بل ذهب إلى مكتبه شخصياً وجلس معه يسأله عن حاله، تمنَّع عن الإجابة في البداية ثم باح له سرَّه بالكامل وأن مكتب العقار أشعره للمرة الثالثة عن تأخر الإيجار مما سلب النوم منه. في اليوم الثاني استدعى محاسب الشركة صاحبنا المكلوم ليسلّمه شيكاً بمبلغ خمسة عشر ألف ريال صُرفت له من جهة عمله تحت بند مكافأة شكر وتقدير نظير العمل لمدة خمس سنوات متواصلة دون تغيّب.

نصيحة قبل الختام: إن فكرت عزيزي الموظف أن تبوح بمشكلة مالية أو غير مالية تعاني منها لمديرك كان لها أثر سلبي على أدائك الوظيفي، ليكن أول جواب تتجهز له نفسياً كي لا تُصّدم: مشاكلك الخاصة خلها في بيتكم!!

أحمد عبود العمودي - مستشار تدريب معتمد