Saturday 21/12/2013 Issue 15059 السبت 18 صفر 1435 العدد
21-12-2013

116111 ”child helpline “

تحت شعار “طفل يتكلم، الكل يستمع” انطلقت فعاليات المؤتمر الإقليمي لخط مساندة الطفل في المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي من 13-15 صفر 1435، برعاية كريمة من صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبد الله - حفظها الله - رئيسة برنامج الأمان الأُسري الوطني، والرئيس الإشرافي لخط مساندة الطفل، وتم تدشين الخط “116111” رسمياً وسط حضور مميّز وتفاعل ملموس من الحضور الحقوقي والاجتماعي والإعلامي وبجهود مشكورة من القائمين عليه، وقد استمرت فعاليات هذا الملتقى الطفولي المشهود له بالتفاعل مع خدمات الطفولة المأمولة، بمشاركة من الجهات الحكومية والقطاع الخاص ذات الاهتمام المتنوّع بمجال الطفولة، ومن خلال عرض تجارب بعض الدول العربية والأجنبية، وجلسات النقاش وأوراق العمل لمتحدثين يمثلون قطاعات مختلفة، وتناولت أيضاً فعاليات المؤتمر المميزة لتجربة محلية إنسانية لمساندة الأطفال انطلقت في عام 2011م، باعتباره من أحد المشاريع الوطنية الرائدة لبرنامج الأمان الأُسري الوطني لخدمة الطفولة بالمملكة، والذي يركز على الطفل لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي، من خلال طاقم متخصص للتعامل مع احتياجات ومتطلّبات المتصلين من الأطفال على مستوى المملكة.

وانضمام خط مساندة الطفل السعودي لمنظمة child Helpline international والتي يبلغ عدد الدول المشاركة فيها أكثر من 150 دولة ، يعتبر بلاشك إنجازاً وطنياً رائداً بحق خدمات الطفولة في بلادنا، وكما أدلت راعية الحفل “بأنّ الطفل هو اللبنة الأولى لبناء الأُسرة والمجتمع وهو الذي يحدد مستقبل الوطن، ومن منطلق حقه في الوصول لكافة الخدمات في المجتمع، تم تأسيس خط مساندة الطفل كمشروع وطني لخدمة الطفولة” والدليل على أهمية هذه الخدمة فإنّ الخط استقبل خلال مرحلته التجريبية عام 2012م، 7 آلاف مكالمة، ساعدت في تحسين جودة أداء الخط، كما أفادت رئيس مجلس إدارة الخط د. مها المنيف . ثم بدأت مرحلة الانطلاق الفعلي في عام 2013م والتي تم فيها تلقي أكثر من 50 ألف مكالمة من الأطفال وذويهم أو مقدمي الرعاية لهم! وهذا يعطينا مؤشراً هاماً على أنّ الأطفال لدينا بحاجة لمن يساندهم في احتياجاتهم، وأن من يرعاهم بحاجة لمن يوجههم، وأنّ الكثير من القائمين على خدمات الطفولة سواء في القطاع الحكومي أو المدني بحاجة للارتقاء بمستوى ونوعية الخدمات والبرامج التي تقدمها على المستوى المحلي، وإلاّ ما كان هذا الارتفاع الملحوظ في الاتصالات اليومية على الخط الذي يقوم بتصنيف الاتصالات وتوجيهها للجهات المعنية لمتابعة قضايا هؤلاء الأطفال المتصلين أو من يرعاهم، ومنها خط البلاغات التابع لوزارة الشئون الاجتماعية “1919” والذي يستقبل أهم فئة من الحالات ألا وهي “فئة الأطفال المعنفين” واعتبره من الخدمات الهامة والمكملة لخط مساندة الطفل وغيره من الخدمات المحلية المختلفة في بلادنا. لكن أؤكد أن هذه الخدمات جميعها لن تنجح في أهدافها الإنسانية، إذا أغفلت الدعم والتنسيق والترابط المعلوماتي فيما بينها بشكل دوري مستمر، لأن هذه الخدمات تُمثل مكانة وسمعة بلادنا بين الدول الأخرى من حيث سعيها للحفاظ على واقع طفولتها ومستقبلها.

moudyahrani@ تويتر

مقالات أخرى للكاتب