Sunday 22/12/2013 Issue 15060 الأحد 19 صفر 1435 العدد
22-12-2013

يعيش الإعلام غير الرسمي

في بداياتنا، كنا نحلم بأن تكون هناك مساحات، نستطيع من خلالها الكتابة والحديث عن سلبيات الواقع، دون أن نفتتح مقالاتنا أو أحاديثنا بالديباجة المشهورة: «صحيح أن الدولة لم تقصّر، ولكن كذا وكذا»! وهذه الديباجة تشبه إلى حد كبير، ما كان الطلبة يرددونه آنذاك في الطابور الصباحي: «تعيش المملكة العربية السعودية، تعيش تعيش تعيش»! ونسأل ببراءة الأطفال، ونحن نتسلل من الحوش إلى غرف الفصول المؤثثة ببُسُط ممزقة، لا تقي مؤخراتنا من جليد الأسمنت:

- أين تعيش؟! في فصول مثل فصولنا؟! وعلى بسط مثل بسطنا؟!..

وتقدم بنا الزمن، حفرنا أثناءه بأظافرنا على الصخر، إلى أن نجحنا في محو «صحيح إن الدولة ما تقصر»، وصرنا ندخل مباشرة في أن مؤسساتها مقصرة، ومسؤوليها مقصرون. نجحنا، دون أن يقودنا أحد إلى طابور إجباري، نصرخ فيها بالشعارات!.

اليوم، نحن نفخر بالهامش الذي أسسناه، واستطعنا من خلاله المساهمة في إصلاح بعض أوجه القصور في أداء المؤسسات الحكومية والأهلية.. ونفخر أيضاً بالجوائز التي حصل عليها كتابنا وإعلاميونا من المؤسسات العربية، اعترافاً منها بتميزنا في مجال طرح الرأي المحفز للإصلاح. ولقد كانت آخر الجوائز جائزة دبي لبدرية البشر وجائزة الشارقة لدواد الشريان. وهاتان الجائزتان، اللتان نتمنى لو أنهما كانتا محليتين، هما اعتراف صريح بتفوق المشهد الإعلامي السعودي غير الرسمي:

- تعيش المملكة العربية السعودية، تعيش تعيش تعيش.

مقالات أخرى للكاتب