Tuesday 24/12/2013 Issue 15062 الثلاثاء 21 صفر 1435 العدد
24-12-2013

عام 2014 هل يكون عام الحرب الإسلامية الطائفية..؟!

حرب الثلاثين عاما هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا في النصف الأولى من 1600، وقعت معاركها بدايةً وبشكل عام في أراضي ألمانيا الحالية، ولكن اشتركت فيها تباعا معظم القوى الأوروبية الموجودة حين ذاك، فيما عدا إنكلترا وروسيا.

خلال سنواتها الثلاثين تغيرت تدريجيا طبيعة ودوافع الحرب، وبعد أن اندلعت الحرب في البداية كصراع ديني بين الكاثوليك والبروتستانت وانتهت كصراع سياسي من أجل السيطرة على الدول الأخرى بين فرنسا والنمسا، ففرنسا الكاثوليكية في ذلك الوقت ساندت الجانب البروتستانتي في الحرب لإضعاف منافسيهم، لتعزيز موقف فرنسا كقوة أوروبية بارزة، ما أدى لاحقا إلى حرب مباشرة مع إسبانيا.

حرب الثلاثين عاما -(والتي استخدمت فيها جيوش مرتزقة على نطاق واسع)-، تسببت في تدمير مناطق بأكملها. وانتشرت خلالها المجاعات والأمراض وهلاك عدد هائل من السكان، وأُفقرت العديد من القوى المتورطة في الصراع. استمرت الحرب ثلاثين عاما ولكن الصراعات التي فجرتها ظلت قائمة بدون حل لزمن أطول. وخلال الحرب انخفض عدد سكان بعض المناطق بما يقدر بثلث، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا. كما انخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث.

وقد دمَّر الجيش السويدي لوحده 2000 القلاع و 18000 قرية و 1500 مدينة في ألمانيا، أي ثلث عدد جميع المدن الألمانية..!

الحروب المذهبية أمدها طويل, وخسائرها فادحة، وكما في الحروب الدينية فالكل يعتقد أنه مكلف بأمر سماوي لتطهير العقيدة والأرض قبل الصعود إلى جنة الخلد!.

اليوم في العالم العربي والإسلامي، هناك من يجند بوضوح ويتحدى بالقتل ويعلنها مدوية وصريحة “سوف نقضي على الرافضة كما قضى عليهم من قبل”.

في المقابل يصرح من على الضفة الأخرى بصفاقة وقودها الدم “ أنّ هؤلاء السنة يجب أن يزولوا من الأرض وأن الأمر سيتولاه صاحب الأمر والزمان”.

الواقع لم يعد مجرد تعبير عن موقف، أو اختلافات فكرية، لقد تجاوزنا هذه المرحلة بكثير، إننا نتحدث اليوم عن تحويل هذا التضاد أو المواجهة الكلامية، إلى مواجهة دموية، والساحة السورية هي أرض المعركة، والتي تمتد بين وقت وآخر للبنان!

دون تأويل نحن أمام إرهصات حرب مذهبية إسلامية دموية في العصر الحديث، حرب ستكون مستعرة وشرسة، وقودها التطرف والمذهبية، فأعضاء حزب نصر الله أعلنوها صريحة بأنها حرب مقدسة، وكذلك فعلت القاعدة وبعض الجماعات الإسلامية -السنية-المسلحة التي أعلنت النفير العام.

لقد أرادها الأسد حرب طائفية ليزيد عمرها الافتراض في الحكم، لكن هذه الحرب الطائفية المعلنة رسميا لن تبقي الأسد أو غيره، بل لن تبقي أخضر أو يابس في أرض الشام. النجاح-الوحيد الخطر- الذي حققه بشار الأسد وبعون إيراني خالص، تحويل المواجهة من مواجهة ثورة، إلى حرب مذهبية شيعية سنية، وهو أمر يجد له استجابته في بعض الدول العربية والإسلامية التي تعاني من أزمة هذه الثنائية القاتلة.

هذا ليس توقع وحسب لكنه امتداد للأحداث الظاهرة طوال هذا العام الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة.

أصبحت الأراضي السورية العربية ساحة مواجهات وقتال بين مليشيات حزب الله إلى جانب المليشيا الشيعية المتطرفة والمساندة والمدعومة إيرانيا بالكامل، ومن جهة مقابلة تأتي التنظيمات إرهابية محسوبة من الجانب السني المتطرف مدعومة شعبيا من جهة أخرى.

ولنتذكر دائما أن حجم التطرف والاحتقان العام في الشارع السني والشيعي في العالم العربي والإسلامي كافٍ لاستمرار التمويل المادي والبشري، وبالتالي استمرار الحرب والمواجهة عبر التنظيمات أو العصابات المتطرفة -شيعية وسنية- إلى سنوات قد تكون طويلة.. وطويلة جدا..

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب