Thursday 26/12/2013 Issue 15064 الخميس 23 صفر 1435 العدد
26-12-2013

خالد الفيصل في مواجهة ملفات التربية

جاء الأمر الملكي بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز وزيراً للتربية والتعليم في وقت حساس من عمر هذه الوزارة العريقة. أصف هذا الوقت بالحساس لاعتبارات كثيرة منها ثقل التركة داخل هذه الوزارة وحاجتها لقائد محنك بحجم خالد الفيصل تقلب في مناصب الدولة وحقق نجاحات مميزة. هذه التركة تتمثل في مبان مستأجرة ومبان حكومية متهالكة، ومشاريع لمبان مدرسية متعثرة، ومعلمين أغلبهم محبطين يحتاجون من ينتشلهم من ارتكاستهم وواقعهم السلبي ببث الروح الخلاقة في نفوسهم، وهيبة معلم ضاعت في زحام حياة صاخبة حتى أصبحنا نطالع يوميا المزيد من ضحايا هذا الميدان المتقهقر، وفرق عمل كسيحة داخل وزارة هي أحوج ما تكون اليوم لمن يحملون الفكر النير, وتحمل حناياهم هموم تطوير تعليم لن تنافس هذه البلاد غيرها من دول هذا العالم إلا بسلاحه، وملفات ضخمة لمعلمين مجمدين في مستوياتهم من سنوات طويلة وفروقات لم تصرف لبعضهم بملايين الريالات، وطموحات معلمين بإنشاء أندية خاصة بهم وتوفير تأمين طبي لكل معلم وأسرته وأحلام ما زالت في مخيلة كل معلم بإقرار الرتب الوظيفية التي طال انتظارها دون أن يلوح في الأفق أي بوادر مبشرة، ومشكلات تعيين المعلمات في القرى البعيدة دون تأمين وسائل نقل مريحة أو طرح حلول بديلة لتعيين كل معلمة في مكان إقامتها أوقريبا منه لإيقاف نزيف الدماء نتيجة ضحايا الطرق منهن على مدى عقد من الزمن، ومعلمات بديلات مستثنيات، ومعلمات محو أمية وخريجات جامعيات قديمات لم يتم تعيينهن، وخريجات كليات متوسطة يطالبن بالتعيين دون أن يستمع لهن أحد.

ولي وقفة مع ملفات تثبيت وتعيين المعلمات إذ ظللن دون جديد ينشر بينهن الفرح رغم أن لديهن الاستعداد لخدمة وطنهن من خلال التعليم، وبقيت الأوامر الملكية المتتالية تفسر وفق اجتهادات إدارية لم تنصفهن رغم أن الملك حفظه الله قد وجه أكثر من مرة بسرعة حل مشكلاتهن المعلقة ومنحهن الفرصة للمشاركة في تربية وتعليم بنات جنسهن. أعتقد أن حل هذا الملف جذريا وبما يرضي جميع الأطراف سيجعل الوزارة تركز جهودها في قضايا نوعية تنقل العمل التربوي قولا وفعلا لساحة عصر المعرفة.

لدي ثقة بأن خالد الفيصل قادر بعون الله على حل كل المعضلات الإدارية فهو القائد الإداري المتمرس بفكره وعمله، ويبقى الدور الأهم في التطوير النوعي للتعليم بتحويل المدارس لبيئات جاذبة يحبها الطلاب، وإحلال طرق التدريس القائمة على أساليب التعلم الذاتي بدلا من الأساليب البالية المعتمدة على التلقين والحفظ والاسترجاع، بمعنى النظر للطالب على أنه محور العملية التعليمية مع بقاء دور المعلم كمشرف وموجه ومساعد لا ملقن كما هو الحال اليوم حتى أننا إذا أردنا تقييم مخرجاتنا التعليمية الحالية بحيادية ربما وصفناها بالأضعف خلال العقود الماضية.

هذه الأدوار لنقل تعليمنا إلى أوضاع أفضل ربما في نظري هي التحدي الأصعب والأشرس لتأثر التعليم بخلفيات تاريخية وإرث قديم عصف به، وضغوط اجتماعية شرسة وقفت حائلا أمام أي تطوير نوعي بمبررات بعيدة عن المنطق والواقع، بل إن بعض التيارات ظلت تفضل بقاء التعليم بتخلفه على أي تطوير يخالف توجهاتها. وربما بعض فروع هذه التيارات تعمل داخل الوزارة. أمام سموه تحد كبير في اختيار الفريق القادر على تحقيق طموحات قائد وأماني مجتمع.

Shlash2010@hotmail.com

تويتر @abdulrahman_15

مقالات أخرى للكاتب