Thursday 26/12/2013 Issue 15064 الخميس 23 صفر 1435 العدد
26-12-2013

كفاءة الشباب

كم هو جميل ورائع أن نرى شبابنا السعودي قد أخذ مكانه اللائق في السلك الوظيفي، يؤدي مهامه بجدارة واقتدار.. فما أن تدلف لأية مؤسسة أو دائرة حكومية وترى هذا الشباب المتطلع يقود دولاب العمل، فتتسلل في أعماقنا أحاسيس من الغبطة والحبور.

وذلك لأن هذه الكوادر المؤهلة أثبتت وبشكل لا يدعو للشك أنها قادرة على تحمل المسئولية التي كانت حتى وقت قريب مناطة بالوافدين أو المتعاقدين.

فقد قص لي شاب يحمل الكفاءة أنه بحث عن عمل في كثير من الأماكن حتى وصل إلى بنك الجزيرة الذي رحب به ووجهه إلى إدارة التدريب ليأخذ مكانه في الوظيفة الملائمة له، وأوضح لي كيف أنه رأى الشباب السعودي يدير دقة العمل في هذا البنك وفروعه...

وبالصدفة ساقتني الأقدار لصرف شيك لي من أحد فروع هذا البنك.. وما أن دخلت الفرع حتى وجدت أن نسبة السعودة في البنك قد تجاوزت مفهومها العادي وأصبحت تشكل نسبة جيدة.

ومن الأشياء المفرحة أن المعاملات وعلى أيديهم كانت تتم بصورة تدعو للإعجاب، فوددت أن أفرغ هذا الإعجاب في أسماعهم ولكنني ترددت.. لأني أعرف أن الإمكانات التي توافرت في بلادنا لتأهيل الشباب لابد أن تكون لها مثل هذه الثمرة العظيمة.

ولابد لدور العلم أن تقوم بدورها كاملاً.. ناهيك عن مراكز التدريب في كل مؤسسة أو مرفق حكومي ليكون الأداء حضارياً يتماشى مع العصر..

كما لفت نظري أن بنك الجزيرة يقوم بتدريب الشباب السعوديين الذي يغص بهم البنك وفروعه بالمملكة وتأهيلهم تأهيلاً علمياً وإتاحة الفرصة القيمة لهم لخوض مضمار الحياة العملية بالبنوك.

كل ذلك معروف بأن الهدف من إقامة هذا الدور التعليمي كان من أجل توفير مثل هذه الكوادر الوطنية المؤهلة إلا أنني تيقنت تماماً بأن العنصر السعودي يتمتع بقابلية مفرطة نحو الإلمام. وله من الاستعداد الذهني ما يجعله يتفوق في كثير من المجالات. وما شاهدته في بنك الجزيرة ما هو إلا دليل واحد وهناك أدلة واقعية كثيرة تعمر بها مؤسساتنا الأخرى.

حيث ارتفعت فيها نسبة السعودة. في المجالين الإداري والفني. وهنا كان لابد لي أن أعبر عن إعجابي بالأخ الأستاذ رئيس مجلس إدارة البنك وزملائه أعضاء مجلس الإدارة الذي كان من وراء تمكين الشباب السعودي في هذا المرفق.

وما إعجابي به إلا إعجاب لكل مسئول سعودي يرى أن بناء الأوطان لا يتم إلا بسواعد الأبناء.. وبالتالي يعملون في إفساح المجال للأبناء لبناء الوطن.. وتأهيلهم بشتى الطرق ليكونوا أهلاً للعمل.

إن شعور المواطنة لا يأتي إلا بالعمل، والعمل لا يكون مخلصاً إلا بالجدارة. ولكي نغرس هذا الشعور في أعماق أبنائنا لابد أن نعطيهم الثقة الكاملة على أهليتهم بتحريك دولاب الحياة..

وحتى يكونوا على المستوى المطلوب لابد من تزويدهم بالعمل.. وهذا ما حصل بالنسبة لهذه الكوادر الوطنية.. فقد وثقت فيهم الجهات المسئولة وأعطتهم زمام المسئولية وكانوا خير أمل لخير رجاء.. وباتوا يبذلون الجهود حتى أصبحوا بهذا المستوى الرائع من المسئولية.

مقالات أخرى للكاتب