Friday 27/12/2013 Issue 15065 الجمعة 24 صفر 1435 العدد
27-12-2013

جريمة البراميل المتفجرة

يتواصل سقوط البراميل المتفجرة على رؤوس ومنازل أهل حلب والعالم أجمع يتفرج.

آخر الإحصاءات التي نشرتها مراكز الرصد لما يجري في سورية بأن هذه البراميل التي تعد آخر الاختراعات الإجرامية لنظام بشار الأسد قد حصدت عشرين ألف مواطن سوري... الرقم ليس مبالغاً فيه، ولا خطأ مطبعياً، نعم عشرون ألف ضحية، هكذا تؤكد معظم الأرقام التي نشرت عن ضحايا البراميل المتفجرة.

والبراميل المتفجرة اختراع ابتدعه الروس إبان الحرب العالمية الثانية، وكان الابتداع مبرراً من قبل الروس لأنهم استعملوه لمهاجمة أرتال الجيش الهتلري الغازي لروسيا، فبعد أن وصلت قوات النازي إلى مشارف موسكو، وحاصرت ليننكراد، ابتدع الروس هذا السلاح المؤثر لوقف تقدم أرتال الجيش الغازي، وقد استعمل أول مرة بواسطة الطائرات المقاتلة ذات الجناح الثابت، وهو عبارة عن أسطوانة شبيهة بأسطوانات الغاز ينتهي طرفها بدائرة مجنحة وزعنفة لضبط التوازن، وتملأ الأسطوانة بالتفجيرات TNT وبعضها يخلط بالمواد الشديدة الاشتعال، وتزود الأسطوانة بفتيلة تشعل عند الإطلاق، ولأنها غير دقيقة التصويب فقد كانت تستعمل لرميها على تجمعات الجيوش ووقف تقدم أرتالها، وقد نجحت في ذلك أي نجاح. ويمكن للطائرة الروسية «ميج» 17 حمل 6 أسطوانات، وميج 23 عشرة، والطائرة الروسية سوخي 28 أسطوانة، كما جرى استعمال الطائرات المروحية في استعمالها لنقل هذه الأسطوانات المدمرة خاصة لاستهداف التجمعات السكنية والقريبة، إذ يمكن أن ترمى من على ارتفاع خمسمائة متر، عكس الطائرات ذات الجناح الثابت التي يمكن أن ترمي من على ارتفاع عشرة آلاف متر. وإذا كان الروس قد استعملوا هذا السلاح لوقف تقدم الجيوش الغازية وبالتالي اعتبر في وقته سلاحاً دفاعياً، فإن نظام بشار الأسد حوَّله إلى سلاح هجومي إجرامي من خلال استهداف التجمعات السكنية والتي تضم مدنيين أبرياء مثلما يحصل في أحياء مدينة حلب، وقبل ذلك في أحياء المدن الشامية ودير الزور والرقة ودرعا. وهذا ما يستدعي تحركاً دولياً وقبل ذلك عربياً وإسلامياً. فالذي يقوم به نظام بشار الأسد عمل إجرامي وغير إنساني، وهو جريمة ضد البشرية، لأن هذا السلاح لا يمكن مواجهته ويستعمل ضد المدنيين بخاصة، وأما المقاتلون الذين يواجهون قوات شار الأسد فليست تجمعات بشرية يتطلب مواجهتها بهذا النوع من السلاح الذي يستعمل ضد المواقع الثابتة والتي تضم تجمعات بشرية تقتصر على المدنيين، لأن المقاتلين من الثوار السوريين يعتمدون على أسلوب الحركة الدائمة، واستعمال قوات بشار الأسد هذا السلاح ضد أبناء الشعب السوري من العوائل التي تتلمس ما تبقى من المباني السكنية التي لا تتحمل ضربات البراميل المتفجرة التي بالإضافة إلى ما تحمله من متفجرات تعمل على تفريغ الأماكن المغلقة للمباني، وهو ما يوقع مئات الضحايا والقتلى وهو ما يفسر ارتفاع ضحايا هذا السلاالإجرامي إلى عشرين ألف ضحية، جميعها صعدت أرواحها إلى بارئها وهي تشكو إجرام نظام بشار الأسد وصمت المجتمع الدولي وفي مقدمتهم العرب والمسلمون الذي يتابعون هذه الجريمة وهم صامتون..!!

jaser@al-jazirah.com.sa

مقالات أخرى للكاتب