Friday 27/12/2013 Issue 15065 الجمعة 24 صفر 1435 العدد

جائزة الصحافة العربية

صاحب الرداء الأزرق الذي خيط بالمقلوب

من البرنامج التجريبي لرسوم الأطفال

عاش في العصور القديمة ملك يهتم بأعمال السحر والشعوذة، وفي أحد الأيام أعلن على الملأ: من يستطيع الاختفاء عني له نصف أملاكي.

رد صياد عُرف بصاحب الرداء الأزرق الذي خيط بالمقلوب: أنا أستطيع التواري عنك، ولن يكون بمقدورك أن تجدني أبداً.

وهكذا وقع الاتفاق بين الملك والصياد، وبدأت اللعبة. مثل بين يدي الملك شاب رقيق. جاب في البلاط طائرٌ أسود، أخذ يحبو تجاه البوابة، وعلى الأرض تنطط أرنب رمادي اللون، ثم راح يعدو إلى ما وراء البحار والجبال، إلى الروض الأخضر، وتحول إلى زهرات ثلاث.

في الصباح بحث الملك في كتاب السحر، وتمتم: وقف أمامي شاب رقيق، حام في البلاط طائر أسود، ثم أخذ يحبو على الأرض. تنطط أرنب رمادي اللون، وفجأة توقف عن التمتمة، وأمر الخدم بأن يحضروا الزهرات الثلاث من الروض الأخضر.

وصل الخدم إلى الروض الأخضر، وقطفوا الزهرات الثلاث، وأحضروها إلى الملك، فوضعها الملك في منديل، وحركها وهو يضحك ساخراً: “الآن، كيف ستتمكن يا صاحب الرداء الأزرق من الاختفاء مني؟”. فقال الصياد الذي عاد إلى هيئة إنسان: أتأذن لي أيها الملك بالاختباء عنك مرة أخرى؟

وافق الملك، وبدأت اللعبة من جديد. وقف شاب رقيق، حام في البلاط طائر أسود.. وكما في المشهد السابق، إلا أنه راح يعدو هذه المرة إلى المملكة الثالثة والثلاثين حيث توجد مملكة الطحلب، فدخل إليها وتحول إلى سمكة، ثم استقر في قعر البحيرة. نهض الملك باكراً يبحث في كتاب السحر، وراح يتمتم “وقف أمامي شاب رقيق.. إلى آخر المشهد وتحول إلى سمكة في مستنقع طحلبي”. وعلى الفور أمر الملك الخدم بالذهاب إلى المملكة الثالثة والثلاثين وتنظيف المستنقع وإلقاء القبض على السمكة المختبئة في قاع البحيرة، فأحضر الخدم السمكة إلى الملك، فقهقه ساخراً: وماذا بعد يا صاحب الرداء الأزرق؟ أين ستتوارى عني بعد اليوم؟ عاد الشاب إلى صورته الحقيقية، وراح يقول: اسمح لي أيها الملك بالاختباء مرة أخرى، فأذن له الملك، وما إن بدأت اللعبة حتى ركض الشاب بأقصى سرعته يعدو ويعدو إلى مملكة الثلاثين حيث يكثر شجر البلوط، فتسلق إلى إحدى شجرات البلوط متحولاً إلى إبرة، واختفى تحت لحاء الشجرة.

طار بلبل فوق شجرة البلوط، وشعر بأن هناك إنساناً تحت لحاء الشجرة فسأل: من هنا؟

قال الشاب: أنا صاحب الرداء الأزرق. فسأله البلبل: ولماذا جئت إلى هنا؟ فأجاب الشاب: إنني أتوارى عن الملك الساحر، لكنني في كل مرة أفشل. فسأله البلبل أتريد مساعدتي؟

فقال الشاب: أجل، وسأكون ممتناً لك طوال العمر. حول البلبل الشاب إلى ريشة خفيفة، ووضعها داخل جناحه، وطار بها إلى القصر، ثم أدخلها في عب الملك وهو نائم. في الصباح نهض الملك من نومه، وتناول كتاب السحر، وراح يتمتم إلى أن وصل إلى... وتوارى تحت لحاء شجرة البلوط على شكل إبرة. وعلى الفور أمر جنوده بأن يذهبوا إلى شجرة البلوط لإضرام النار فيها. نفذ الخدم أوامر الملك، لكنهم لم يجدوا الشاب، فاغتاظ الملك قائلاً: كيف لم تجدوه؟ هذا غير ممكن! خرج الملك إلى ساحة القصر، وبدأ ينادي: يا صاحب الرداء الأزرق.. بان عليك الأمان. فأجاب الشاب: كلا، ادع حاشيتك، واجمع الناس كي أستطيع الظهور. سمع الملك صوت الرداء لكنه لم يتمكن من تحديد مصدره، فاضطر إلى جمع حاشيته والناس، ثم نادى بأعلى صوته: اظهر بسرعة. فأجاب الشاب: سأظهر بعد أن تسجل لي أمام الجميع نصف أملاكك. فكتب الملك المرسوم أمام الجميع، وإذا بريشة تطير من عبه بخفة، وتحولت إلى شاب رقيق يقول: ها أنذا أقف يا سيدي بين يديك. اختطف الملك المرسوم، ووضعه في جيبه، ومنذ ذلك اليوم توقف الملك نهائياً عن أعمال السحر، وعاش حياته بهدوء.

** ** **

رسوم

1 - شاما خالد الشوا 10 سنوات

2 - نيكول حازم مصاروه 10 سنوات

3 - فؤاد عيسى حداد 10 سنوات

4 - مايا زيد مراره 10 سنوات

5 - انجيل خضر 10 سنوات

6 - زين لؤي اللوس 9 سنوات