Saturday 28/12/2013 Issue 15066 السبت 25 صفر 1435 العدد

رسالة إلى الأمير خالد الفيصل:

مسيرة التعليم في المملكة وهذه «الأمنيات»

صدر قرار خادم الحرمين الشريفين بتعيين صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزيراً للتربية والتعليم. وأقول يلهم الله بعض عباده بمزايا لا تتوفر في غيرهم وهؤلاء الملهمون نوادر المجتمعات.

في هذا الطرح يسعدني ويشرّفني أن أكتب عن عملاق من أفذاذ الرجال فارس بصولاته وجولاته ومحنك في أسلوبه، أعطاه الله الحكمة وملكة الفن شعراً ويتميّز بتواضعه الجم وبحسن استقباله وتعامله مع مراجعيه، يحب الخير للناس مثلما يحبه لنفسه، إنه صاحب الأيادي البيضاء صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبدالعزيز، الذي ملأ الآفاق وجداناً وأبدع في الإدارة وتفوّق في القيادة، حيث تولى منصب الرئيس العام لرعاية الشباب، ثم تولى إمارة منطقة عسير ثم أكمل مسيرته العملية بنيله ثقة خادم الحرمين وسمو ولي عهده بأن كلّف وزيراً للتربية والتعليم. كان لي شرف مقابلة سموه قبل 5 سنوات فوجدت في سموه كرم المحيا وحسن الوفادة، سيكون قلمي عاجزاً عن تسطير مآثر ذلك الرجل ولكن ستشهد له لمساته في المنطقة الجنوبية باعتباره مهندس التطوير والنماء لكل ما أنجز من المشاريع الترفيهية والطرق والبنى التحتية، حيث نقل ذلك الجزء الغالي من الوطن نقلة نوعية يعرفها كل المواطنين من أهل الشق الجنوبي، وبعدها باشر عمله في إمارة مكة المكرمة وجابهته عدة معوقات أهمها كارثة سيول جدة والأحياء العشوائية واستكمال المشاريع الخدمية في المشاعر، وبفضل حنكة وحكمة سموه الموفقة واصل مع مساعديه الليل مع النهار لرسم الخطط والإستراتيجيات للنهوض بكل المشاريع ودخل ضمن اهتمامات سموه إيقاظ سوق عكاظ من سباته العميق وكان سموه يعطي العمل الميداني وقتاً أكثر من العمل المكتبي ويتابع تنفيذ المشاريع خطوة بخطوة، فإلى تاريخ هذا اليوم أنجزت مراحل تصريف سيول جدة بنسبة كبيرة وقطعت أشواطاً كبيرة في تنظيم الأحياء العشوائية واستردت آلاف الكيلومترات من الأراضي الحكومية التي ملكت بثبوتيات وهمية وتم الانتهاء من قطارات نقل الحجاج.

إن ما أنجز في جدة ومكة والطائف والقرى التابعة لها من مشاريع التنمية بدا واضحاً للزوار ولمس منافعه المواطن والمقيم في البقاع المقدسة.

أما الآن وبعد أن تولى سموكم مقاليد الأمور في وزارة التربية والتعليم فإنني أتشرف من خلال مقالتي هذه أن أضع أمام أنظار سموكم بعض الملاحظات التي إذا تحققت إن شاء الله ستكون أفضل الوسائل المساندة لاستكمال مسيرة العلم والمعلمين، كما أن آلاف المدرسين يتمنون تحقيقها بصورة عاجلة لإنجاح هدفهم السامي:

أولاً:

1- إلغاء المباني المستأجرة ويستعاض عنها بالمدارس الحكومية ومحاولة تغطية ما ينقص من المدارس الحكومية.

2- تخفيض نصاب المعلمين لكي يتمكنوا من التركيز على أفضل الطرق لرفع المستوى التعليمي للطلبة والحد من السلبيات في تأدية رسالة التعليم.

3 - معظم المدارس الحكومية بحاجة إلى دعم مختبراتها بالأجهزة والحاسب الآلي.

4 - التكرّم بإعادة النظر في انتقاء المدرسين والمدرسات من قِبل المدارس الأهلية وتذليل الصعاب أمام شباب وشابات الوطن لاستكمال سعودة كوادر التدريس ومحاولة الاستغناء ما أمكن عن الوافدين.

5 - دراسة الرسوم التي تُطلب من الطلبة في المدارس الأهلية.

6 - التكرّم بإعطاء المدرسين القدامى كل المستويات المستحقة.

7 - التوجيه باستيعاب التعليم الإلكتروني ليتم الاستغناء عن حمل الكتب في القريب العاجل نظراً لما يعانيه البراعم من حمل الكتب الدراسية ثقيلة الوزن.

8 - إعادة تنظيم المقاصف المدرسية وإخضاعها لرقابة صحية مشددة.

9 - فرض تعليم اللغة الإنجليزية اعتباراً من الصفوف الأولى في المرحلة الابتدائية.

ختاماً: كل العاملين في حقل التدريس يعلقون آمالاً كباراً على تحقيق تلك المقترحات وقبل أن أنهي مقالتي هذه أتقدَّم بأجمل التهاني والتبريك لمقام سموكم الكريم لعملكم الجديد في وزارة التربية والتعليم، وأتمنى لسموكم عمراً مديداً وصحة دائمة إن شاء الله، وبه التوفيق والسداد.

إبراهيم بن محمد السياري