Saturday 28/12/2013 Issue 15066 السبت 25 صفر 1435 العدد
مونس شجاع

مونس شجاع

لكي نحد من اخطائه..!!

28-12-2013

بالتدريب والتطوير والعلم يتقدم التحكيم

لاحظت من خلال المتابعة لدوري عبد اللطيف جميل خلال الفترة القريبة الماضية، وكما لا يخفى على الجميع من المتابعين ازدياد الأخطاء التحكيمية خلال مباريات كرة القدم، ولعل هذه الأخطاء بحد ذاتها لم تكن محل اهتمام من لجنة الحكام بالصورة المثالية والتي من المفترض أن تكون قد تم التخفيف منها خلال فترة عمل اللجنة منذ تأسيسها ولحد الآن.

ولو عدنا قليلاً إلى الفترة الماضية من دوري المحترفين السعودي لكرة القدم أثناء رعاية شركة زين (دوري زين) لتبيَّن لنا كذلك العديد من الأخطاء التحكيمية خلال تلك الفترة أيضاً، فأخطاء الحكام لم تتغير من سنوات وما زالت تتكرر بنفس الوتيرة السابقة، مما يدل على عدم وجود خطة معينة أو نهج علمي قائم ومعتمد من قبل لجنة الحكام!

صحيح أن الحكام بشر، وهم بكل تأكيد سيُخطئون، وقد تتكرر منهم بعض الأخطاء ولا يصح لأحد أن يشكك في نزاهة الحكام مهما حدث بلا دليل قاطع يؤكد ذلك الشك باليقين، فالأخطاء التحكيمية منتشرة في جميع الأماكن والبلدان التي تمارس لعبة كرة القدم وليست محصورة على فئة معينة أو بلد معين ولا حتى دوري معين أو منافسة بحد ذاتها، بل إن الأخطاء قد وصلت إلى المنافسات القارية والبطولات العالمية والشواهد على ذلك كثيرة ويمكن الرجوع إليها في أي وقت!

ولن نناقش هنا تفاصيل الأخطاء التي حدثت من قِبل الحكام أو التي من الممكن أن تحدث، ولعل ما جعل الجميع خلال الانتقاد لتلك الأخطاء ليس هو الخطأ التحكيمي بحد ذاته في مقارنته مع النتائج والتبعيات التي قد تترتب على ذلك الخطأ، فكما هو معروف أن لعبة كرة القدم قائمة على المنافسة بين فريقين يسعى كل منهما إلى تحقيق الفوز بتلك المباراة على خصمه، وإذا ما حدث خطأ من قِبل حكم المبارة أو تكررت تلك الأخطاء، ستؤدي بدورها إلى التأثير بصورة غير مباشرة أو حتى مباشرة على نتيجة المباراة، وهذا هو المهم.

فكم من فرق رياضية، بل وحتى منتخبات على مستوى العالم حققت بطولات كان للأخطاء التحكيمية دور في ذلك ولو بصورة غير مباشرة أو في المقابل حرمت من بطولات بسبب الأخطاء التحكيمية، فهذه المشكلة موجودة ومنتشرة على نطاق واسع بلا أدنى شك، صحيح أن التدريب والتوعية للحكام لها دور فعّال في ذلك، ولكن يبقى الحكم بشراً من المحتمل أن يُخطئ مع أنه في أثناء المبارة يُعتبر بمثابة القاضي الذي يحكم بين طرفين، لكن الظروف التي تحدث أثناء المباراة وبُعد المسافة أو حتى التضليل والخداع الذي يقوم به بعض اللاعبين للحصول على خطأ قد تؤثر على دقة قرار الحكم من غير قصد أو سوء نية.

وبالرغم من جميع الحلول التي وضعت للتحديات السابقة التي واجهت الحكام وما زالت ألا أنها لم تقضِ بصورة فعّالة على الأخطاء التحكيمية، ومع ذلك كان للتطور التكنولوجي دور رئيس في كرة القدم، فما نشاهده من كميرات دقيقة وتغطية لكافة أنحاء الملعب وإخراج جيد ساهم كثيراً في الحد من التجاوزات التي تحدث من قبل اللاعبين وكذلك يبين للحكام الأخطاء التي وقعوا فيها أثناء المباراة، ومع ذلك ومنعاً للتكرار فقد اعتمد الفيفا مؤخراً تكنولوجيا جديدة للحد من بعض الأخطاء، ولعل أهمها دخول الكرة للمرمى وخروجها منه!!

والفكرة هنا أن توضع شريحة مغناطيسية داخل كرة القدم، وكذلك مجال مغناطيسي في عوارض المرمى بحيث لو دخل أكثر من نصف الكرة يقوم المرمى بإنارة العوارض، وبالتالي يعلم الحكم أن الكرة قد دخلت المرمى ويحسب هدف، طبعاً ستكون فعّالة في كثير من حالات الجدل عندما تضرب الكرة أحد العوارض من الداخل وتخرج فوراً، ومن المقرر تطبيق هذه التكنولجيا في كأس العالم القادمة.

وهناك فكرة أخرى مماثلة قائمة كذلك على شريحة في الكرة وساعة مرتبطة بين الحكام وحكم الساحة بدون إنارة لعوارض المرمى بحيث تصدر إشارة إلى ساعة الحكم من الكرة في حالة دخولها للمرمى، وبالتالي يتم احتساب الهدف، ولعل هذه التقنية في حال تم تطبيقها بنجاح ستختصر الجدل الذي يحدث في مثل تلك الحالات وستكون مقدمة لوضع العديد من الحلول التقنية الأخرى داخل الملعب.

صحيح أن الأخطاء لا بد منها سواء من قِبل اللاعبين أو الحكام، بل وتُعتبر من الأشياء التي تجذب الكثير من المتابعين، فلا يمكن القضاء عليها نهائياً ولكن بكل تأكيد من الممكن عبر التدريب المكثف للطاقم التحكيمي واستخدام المكافآت المادية والمعنوية لمن تقل أخطاوءه من الحكام، وكذلك عبر استخدام التقنية الحديثة سيحد منها وبالتالي سنقضي على الكثير من الحالات التي تحدث أثناء المباريات، ونتجنب الكثير من الجدل والتشكيك بالنوايا.. والله الموفق.

mshujaa@hotmail.com

ماجستير الإدارة الرياضية - كاتب وأكاديمي

مقالات أخرى للكاتب