Sunday 29/12/2013 Issue 15067 الأحد 26 صفر 1435 العدد
29-12-2013

الوزير خالد الفيصل .. المهمة ليست مستحيلة!

دخل الأمير خالد الفيصل مجلس الوزراء على رأس وزارة التربية والتعليم، بعد سنوات طويلة في إمارة عسير، وسنوات أقل في إمارة مكة، وهي المرة الأول التى يدخل فيها إلى عضوية مجلس الوزراء، كما أنه عضو في هيئة البيعة الملكية.

والأمير خالد ليس أول شخصية من الأسرة الحاكمة تترك الإمارة لتحمل حقيبة وزارية وتنضم إلى الجهاز التنفيذي الأعلى في البلاد، فالأمير سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، دخل مجلس الوزراء عبر حقيبة الدفاع، قبل أن يصبح ولياً للعهد، بعد سنوات نجاح طويلة ومثمرة في إمارة منطقة الرياض الواسعة.

جاء المنصب الوزاري الجديد بكل ما يحمله من جدل متعلق بهذا القطاع العريض والهام، وبكل تأثيراته البالغة، فالتعليم التقليدي ومؤسسته الأكبر أصبح في الحقيقة ليس متخلفاً وحسب، لكن حجر عثرة في البناء والتقدم، والانطلاقة نحو المستقبل، إضافة إلى إسهامات مناهجه غير الإيجابية في بناء أجيال أقل تأهيلاً، أقل علماً، وأقل قدرة على الصمود أمام أفكار تستهلكهم، وقد تنحرف بهم وتحولهم إلى وسائل لا شخصيات مستقلة قادرة على التفكير والقرار.

نتحدث عن وزارة بميزانية في العام المالي 1434 - 1435هـ بلغت (118.425.000.000) ريال، تمثل ما نسبته 14.22% من ميزانية الدولة - وبزيادة عن العام المالي الماضي بلغت (17.425.000.000) ريال.

الرقم والزيادة تترجم حجم القطاع وقيمته،كما نوعية الاهتمام بهذا الاستثمار الحقيقي لبلوغ بناء الفرد في إطار معرفي يمنحه القدرة على التعامل مع معطيات الحياة المختلفة، والعالم، والإسهام في تحقيق متطلبات التنمية على اختلافها.

نحن نتحدث عن قطاع يرعى، طبقاً لآخر الإحصائيات لعدد 5 ملايين طالب وطالبة، كما يضم نحو نصف مليون معلم ومعلمة، ويدير منشآت ومدارس تبلغ نحو 27 ألف مدرسة.

أمانة وأرقام تتجاوز بكثير أعداد الرعايا في دول مجاورة، والأهم أنه عملية تعليم وتربية مسئولة ومستمرة لمراحل البناء ورعاية لأجيال حاضرة وأخرى مستقبلية.

إنه جهاز ضخم ومعقد حقيقة بمشاكل متراكمة، وأعداد كبرى تضاعف المسئولية، والرسالة التي نأخذها كسعوديين من هذا التعين الملكي لرمز اداري وفكري مثل خالد الفيصل، إن التوجه من القيادة واضح وصريح، لقد حان الوقت لنقل التعليم من الجدل إلى التغير، من المحاولات إلى ضرورة التحديث والإصلاح للمحتوى والوسائل والمنشآت، من الأمنيات إلى العبور نحو المستقبل المنشود.

ولعلنا نتذكر مشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم الذي خصصت لها مليارات الريالات من أجل الإسهام الفعال في الرفع من قدرة المملكة التنافسية، وفي بناء مجتمع المعرفة من خلال التطوير المهني المستمر للعاملين فيه، و تطوير المناهج، و تحسين البيئة المدرسية، و توظيف تقنية المعلومات.. مشروع لم يتحقق منه الحد الأدنى بحسب مختصين!

والأمل أن يقود خالد الفيصل بفكره الواعي وأسلوبه العملي الإداري الصارم، أول التحولات الملموسة إلى المجتمع المعرفي وتحقيق بيئة تعليمية تقدم مخرجات فاعلة في التعليم العام والأهلي وتعيد تنظيف وبناء المضمون والشكل لكل مراحل التعليم العام. بل وتجدد بناء الإنسان السعودي.

المهمة ليست سهلة، وليست مستحيلة أيضا، تحتاج إلى حزم ونفس طويل لتجاوز العوائق والمحبطين والحرس القديم والمخترقين للتعليم ومحتواه، والمرجفين، وأصحاب المصالح الضيقة، وإلى تغير وتحديث بحجم أبواب المستقبل، والأكيد أن عملاً جاداً سيبدأ الآن.. فالأمير خالد الفيصل حرك المياه الراكدة لعقود وقبل أن يصل مكتبه في وزارة التربية والتعليم...!

@AlsaramiNasser

مقالات أخرى للكاتب