Sunday 29/12/2013 Issue 15067 الأحد 26 صفر 1435 العدد
29-12-2013

ليتكم لا تقابلون الوزير

الأسبوع الماضي، تشابهت تصريحات الوزراء الذين تحدثوا عن الميزانية، وتشابهت تصريحاتهم مع تصريحات السنة الماضية؛ ما دل دلالة واضحة على الفقر الإعلامي الوزاري.

هناك مشكلة كبيرة لدى معظم وزرائنا، فيما يتعلق بالظهور أمام الكاميرات.

هم لا يحضّرون ولا يتجهزون، وحينما يردون على الأسئلة يكونون مستفزين إلى درجة تلاحظ معها تغير ملامح وجوههم من الهدوء إلى الاحتقان.

هذا بالإضافة إلى حالة الاستعلاء وحالة الشك والريبة وعدم الثقة بالمحاور، وكأنه عدو وليس إعلامياً يتحرى الحقيقة، ويبحث عن التفاصيل.

على حد متابعتي، ليس هناك وزير خدمة يملك حضوراً إعلامياً.

وعلى حد علمي، فلم ينخرط أي منهم في دورات تهيِّئه ليكون قادراً على التعاطي مع الإعلام والإعلاميين.

ومعروف أن كبار الشخصيات العامة في كل دول العالم المتقدمة يعتمدون اعتماداً كلياً على مثل هذه الدورات المكثفة والمستمرة؛ لكي يكونوا قادرين على فَهم من يجلس على الطرف الآخر، وفَهم عقليته والاستعداد لأية مفاجأة قد تتسبب في إسقاطه أمام الناس، خاصة إذا كان البث مباشراً على الهواء، وليس تسجيلاً!

رؤساء الدول ووزراء الحقائب الحساسة يستعينون بالإعلاميين الأكثر تميزاً؛ ليكونوا مستشارين لهم، ولا يمكن أن يُصْدر بياناً أو يجري مقابلة إلا بعد أن يكون للمستشار رأي في كل صغيرة وكبيرة، وأحياناً يتم وصل هذا المستشار بالوزير عبر سماعات أذن؛ ليوجهه أو يملي عليه ما يقول.

وزراء الخدمة لدينا غير مقنعين، لا في عملهم، ولا في أحاديثهم!

مقالات أخرى للكاتب