Sunday 29/12/2013 Issue 15067 الأحد 26 صفر 1435 العدد

كم أنت لطيف يا حافز

خلود صالح الصيدلاني

أتى حافز ليُحدث تغيراً جميلاً في مجتمعنا؛ فالحصول على الوظيفة لا يقتصر فقط على أن يكون هناك عرض وظيفي في أي من القطاعين (العام أو الخاص)، وإنما يمتد ذلك إلى اختلاق الوظيفة نفسها. حلاوة حافز أنه كان حقاً حافزاً لمن كان يفصل بينه وبين العمل والطموح وتحقيق الأهداف والشعور الذاتي بالاعتماد على النفس عوائقُ تتفاوت صعوبتها من شخص إلى آخر، وقد يكون أولها منع بعض من أولياء الأمور أبناءهم، وخصوصاً الفتيات، من تحقيق ذواتهم في العمل الوظيفي الذي من خلاله يشاركون المجتمع أفكارهم ومهاراتهم، ويشعرون بأنهم عنصر فعّال في المجتمع.

حافر وُجد من أجل تحفيز فئة يحتاج إليها المجتمع بقدر ما يحتاج كل فرد منه للوظيفة.

ولكن هناك لَبساً حول حافز.. هذا اللبس الذي جعل البعض يقارن بينه وبين الضمان الاجتماعي أحياناً، على الرغم من أنه ليس هناك أي وجه مقارنة بينهما.. فحافز لم يوجد من أجل أسر معينة بغض النظر عن دخل هذه الأسر.. إنني أتعجب فعلاً من كاتب مقال قرأته ينتقد فيه حافز بأن «أسر استحقت (حافز) وحافزها منها فيها، بينما هناك أسر هي أكثر حاجة إلى حافز؛ لأنها لم تسجل في الضمان الاجتماعي، على الرغم من استحقاقها له، وما منعها من ذلك إلا أنها تستعفف».. حقاً، إنني لا أعرف لِمَ ينتقد كاتب المقال (حافز) من خلال ذكر الأسر المتعففة عن الضمان الاجتماعي.. أليس أولى أن يذكر أن الضمان الاجتماعي حقاً مستحقاً لهم؟ وليس هناك أي أمر يستدعي إلى الاستعفاف.. إنني أعتقد أنه لم يخطر على صاحب المقال أنه كما أن هناك أسراً تستحق الضمان الاجتماعي، لكن مُنعت عنه بإرادتها حقاً مستحقاً لها.. أنه في المقابل هناك شباب وفتيات لا أريد أن أقول من الأسر الغنية، ولكن قد يراهم البعض كذلك، يتطلعون إلى الاعتماد على النفس ومشاركة المجتمع، ولكن كان هناك عائق يمثل لهم همًّا أكبر، فقدم لهم حافز هدية تُعتبر معجزة لهم، لا تقتصر فقط على المبلغ المادي، وإنما وصل أثره إلى أن يغيروا فكرهم.. فعلاً كم أنت جميل يا حافز؛ غيّرت فكر بعض أولياء الأمور الذين كانوا لا يسمحون لأبنائهم بالعمل، ولكن أصبحوا اليوم يحثونهم عليه.

يتحدث البعض ماذا بعد حافز؟ وهل حافز حقاً سيحل البطالة؟؟!! الجواب: من أراد أن يحمل لقب عاطل سيحمله إلى ما شاء الله، ومن أراد أن يتحرر منه سيتحرر متى ما قرر ذلك.

إنني معجبة جداً بفتيات قررن أن يختلقن الوظائف بعد انتهاء المخصص المادي لهن من حافز، فكل واحدة منهن كانت انطلاقتها من منزلها في وظائف متنوعة كـ(التجميل، الخدمات التعليمية، الطبخ المنزلي، تنسيق الحفلات والأشغال اليدوية... وغيرها).

من الصعب تغيير الفكر والقناعات أحياناً، ولكن حافز نجح في ذلك في وقت زمني قصير.. فلنجعل حافز بفكرته البسيطة مدخلاً لإحداث تغيرات أخرى يحتاج إليها مجتمعنا.

- المدينة المنورة