Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد
30-12-2013

نجوم الكرة والأيتام

ما أحوجنا إلى كل ماهو خير وإيجابي وحضاري في محيطنا وعالمنا عموما والذي شئنا أم أبينا نحن جزء منه نتأثر ونؤثر فيه. حين يأتي نجوم كرة القدم المسلمون والذين يلعبون ضمن أندية أوروبية كبيرة ليشاركوا لاعبينا المحليين في مباراة خيرية لصالح الأيتام،

فهذا يشيع ويقوي بشكل سريع وفعال قيما ومبادئ هي من صميم ديننا وحضارتنا الإسلامية عبر مختلف عصورها، لكن انخفض صوتها وسط صخب هذه الحياة وضاعت بوصلتها أحيانا نتيجة طغيان الماديات حتى في أوساط بعض الجمعيات أو انتهت في أيد تخريبية قبل أن يتنبه المعنيون في الأمر والجمهور الساعي لفعل الخير. التأثير الذي أقصده نتيجة سلوك القدوة وهو هنا اللاعب لما يحتله في وجدان معظم الشباب وحتى الشابات وعلى مستوى العالم، حين يقدم هذا القدوة مثل هذه المبادرة الخيرية بالمشاركة في مباراة لدعم جمعيات الأيتام فإنه يختصر محاضرات وكتبا ويقدم هذا الدرس الحضاري بسرعة ويسر إلى عقول ومشاعر الشباب من الجنسين، بأهمية العمل الخيري والتطوعي.

أحد هؤلاء اللاعبين سبق أن كتبت عنه وهو اللاعب المالي الأصل والفرنسي المولد عمر كانوتي، ولا بأس بأن أعيد وأذكر بأخلاق هذا اللاعب الإنسان والمعتز بدينه المنسجم مع محيطه بكل فخر. هذا اللاعب القادم من بيئة وخلفية بسيطة وفقيرة في بلده الأصلي مالي، علم وهو في إشبيلية بأن أحد المساجد على وشك الإزالة نظرا لانتهاء عقد تأجير الأرض التي بني عليها، فما كان منه إلا أن اشترى الأرض ليبقي على المسجد كما هو. ثم أنه أنشأ مؤسسة (عمر كانوتي) للأعمال الإنسانية وبها أسس قرية للأطفال اليتامى في بلده مالي، فأي وفاء وأي غنى في النفس ورقي في التفكير والأهداف، وتمثل للقيم الإسلامية الحضارية هذه، فلم تصبه صدمة حضارية باختلال اجتماعي أو أخلاقي. هذا اللاعب وغيره من أولئك النجوم أمثال لاعب بازل السويسري محمد صلاح وبرشلونة السابق سيدا كيتا وأجاكس الهولندي ريكاردو فاتي والفرنسي عمر كسوكو لاعب صوفيا البلغاري، وغيرهم من لاعبي الخليج والمملكة السابقين أمثال النجمين لعبا وأخلاقا محيسن الجمعان ونواف التمياط. ينضم إلى هؤلاء بالطبع اللاعبون المحليون في الدوري السعودي الحالي وهذه أيضا في غاية الأهمية ليمتد التأثير الاجتماعي والنفسي على الجمهور إلى أبعد وأعمق، لأنه لو اكتفي بحضور اللاعبين المعتزلين أو الدوليين دون المحليين فلربما انحسر حضورها وتأثيرها الخيري والاجتماعي كما الإعلامي.

خطوة كهذه على أنها ليست بالجديدة على مستوى العالم إذ إنه حتى الممثلين في هوليوود والنجوم الفنيين والرياضيين في مختلف أرجاء العالم يشاركون في أعمال تطوعية انسانية، لكنها لدينا تعتبر متأخرة كما ونوعا، كما ينقص بعضها التنظيم والترويج. وإقامة هذه المباراة بتنظيم شركة سعودية ومشاركة دعاة وشخصيات رياضية وإعلامية، انما هي نقلة نوعية في العمل الخيري الذي يشكو من التقليدية ونقص الإبداع، ولا أعمم. تقام المباراة هذا اليوم الاثنين وأتمنى أن تشهد حضورا جماهيريا معقولا وأن تنال اهتماما إعلاميا كما تستحقه، إذ إن مباراة قدامى لاعبي العالم والسعودية والتي أقيمت الصيف الماضي في الرياض دعما لعائلة اللاعب محمد الخليوي رحمه الله، وهي عمل إنساني خيري نبيل، لم تنل الدعاية والحشد الإعلامي المفترض، لأنها وإن كانت للاعب سعودي، إلا أنها كذلك أعطت لاعبين عالميين من جنسيات مختلفة وهم نجوم كبار، انطباعا لا يسر حقيقة، بأننا لا نولي هكذا فعاليات خيرية وإنسانية الاهتمام المطلوب، حيث كان الحضور الجماهيري مخجلا حقيقة فلم يتعد المئات، وهذا نتيجة لضعف الأعداد بدءا بالتوقيت الخاطئ، منتصف صيف الرياض اللاهب!، مرورا بانعدام دعم القطاع الخص من جوائز تحفيزية للجمهور كالسيارات وغيرها، انتهاء بضعف الدعاية الإعلامية قبل الحدث . هذه ملاحظات وأخطاء كبيرة أتمنى على أي جهة تنظيمية لهكذا أحداث راقية أن تأخذها بالحسبان حاضرا ومستقبلا.. حبب الله لنا ولكم الخير وأعماله والله يحرسكم بكريم عنايته.

romanticmind@outlook.com

تويتر @romanticmind1

مقالات أخرى للكاتب