Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد
30-12-2013

ليس بقايا قشور.. !!

يحسبونك تتغنى بالماضي..،

تتحسر عليه.. أو تعوِّل عليه المستقبل..

هناك من لديه حساسية مفرطة من الماضي،..

هو بالنسبة له بقايا قشور قد أكل لبابها، وانتهى..!!

وهناك من يقف عند عتبة الماضي الذي غادر..،

يكشح الماء على آخر تربة وطئها هذا الماضي..

فينوح عليه.. ولا يتحرك عنها...!!

غير أن البشر جميعهم يتعهدون في جميع ثقافات شعوبهم قيمة الماضي..،

يلضمون له عقوداً من الأمثال..،

فالماضي في المفهوم الواقعي، والمنطقي..، هو ليس الذي مر وانتهى..،

إنما هو الذي مرَّ..، فتجذرت قواعده،...

مرَّ ونهضت أعمدته..،

مرَّ وبقيت بصمته..

أو هو الذي مرَّ فكان عبرة..،

وأصبح مادة للتحليل ..، للدرس..، للعظة..، للتطوير..، للزيادة..،

ثم للفظ ما كان فيه من نقص..، أو خطأ..، أو سوء..، أو قصور.. للاعتبار..، والوقاية..،

ومن ثم للاستمرار على منوال جديد أكثر..، وأتم..، وأصوب..،

وأكثر ملاءمة مع ما يحدث حول أصحابه من متغيرات نافعة ..

فكل حاضر سيغدو ماضياً..

ومن لا يتفكر فيما فعل..، لن يقوِّم ما لم يتم..!

وكتاب الله العظيم بما فيه من قصص الأولين،.. فيه ما يتضمن حقيقة موقع الماضي من زمن الحياة..

مما حوى في آياته التي هي دلائل من التوجيه للأتقن..، والأحسن..، والأصوب..،

والأكثر أماناً..، والأصدق برهاناً..

ما يؤكد بأن الماضي هو مستودع الحجج..،

لك..، أو عليك..

كنت فرداً، أو أكثر..، أمة، أو شعباً..، زمرة، أو جماعات..!!

عنوان المراسلة: الرياض 11683 **** ص.ب 93855

مقالات أخرى للكاتب