Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد
30-12-2013

هل أصبحت السيارة وسيلة قتل؟!

سخَّر الله سبحانه وتعالى لعباده أينما كانوا هذه المركبات سواء كانت برية أو جوية أو بحرية والتي تفنن صانعوها في أشكالها وأحجامها، ففي كل عام تنزل إلى الأسواق صناعة جديدة بأشكال جميلة وتتوافر فيها كل وسائل الراحة والرفاهية، خاصة السيارات التي ملأت البر والمدن والقرى والهجر وأصبحت في متناول الجميع، وجعلها الله بديلة عن المركوبات السابقة من الحيوانات. وقد يسرت هذه المركبات بفضل الله التنقل من مكان إلى مكان ومن مدينة إلى مدينة ومن منطقة إلى منطقة بأسرع وقت بل بأقل قدر من الكيلو مترات.

ويعلم الجميع كم كان يعاني الآباء والأجداد في سنوات ليست بعيدة من وعثاء السفر عندما كانوا يتنقلون في البلاد لغرض التجارة أو الزيارة أو الحج أو أي شأن آخر من شؤون حياتهم، وكم كانوا يعانون من المشقة وطول الطريق. ولكن بوجود هذه السيارات تغيرت الحال فأصبح البعيد قريبا والعسير سهلا.

وفي بلادنا الحبيبة تيسر لكل أحد الحصول على هذه السيارات، فقادها كبير السن والصغير الذي قد لا يدرك المخاطر الكامنة بها، وقد عمت المدن والقرى والهجر وأصبح لا غنى لأحد عنها حتى داخل المدينة أو القرية أو الهجرة.

لذا وضع لها نظام يضبط تحركاتها ويحدد السرعة التي تسير بها سواء داخل المدن أو على الطرقات الطويلة وأيضا الالتزام بوسائل السلامة التي يجب أن تتوافر فيها سواء كانت متصلة بها أو منفصلة عنها.

وقد أصبحت مخالفة تلك التعليمات وتلك الضوابط التي يشرف عليها جهاز المرور المعني بها التي يرتكبها قائدو المركبات بقصد أو بدون قصد وسيلة قتل لا وسيلة نقل، والواقع يؤكد صحة هذا القول فأغلب هذه الحوادث المرورية التي تقع داخل المدن أو خارجها هي - بعد قضاء الله وقدره - بسبب السرعة التي تفوق الحد المقرر وكذلك انشغال قائد المركبة بهذه الأجهزة التي أصبحت في متناول الجميع، كالجوال هذا الجهاز النافع الضار بالوقت نفسه وحسب الاستعمال.

الجميع يدرك هذا الكلام ويعلم جيدا أن السرعة وإهمال المركبة بتفقد أجزائها ولوازم السلامة فيها والانشغال أثناء القيادة وكذلك قيادة المركبة في حالة التعب والإرهاق كلها عوامل - بعد مشيئة الله - تؤدي إلى إزهاق الأرواح البشرية وإتلاف الممتلكات العامة ولكن عدم تطبيق تلك المعلومة والتقيد بها وتواصي الجميع بأخذ الحيطة والحذر وقيادة السيارة من قبل صغار السن وصغار العقول وعدم التقيد بتعليمات المرور كل ذلك ينتج عنه هذه الحوادث المفجعة التي تعقب الندم والحسرة والخسارة.

ان تطبيق الجزاءات التي يتضمنها نظام المرور بكل صرامة وبدون تهاون وبدون محاباة وإعطاء الصلاحية لرجال المرور ووجودهم في التجمعات كالأسواق وسواها وعند المدارس، وحبذا وجود المرور السري عند التقاطعات والإشارات خاصة التي لا يوجد بها كاميرات ساهر وكذلك الطرق الطويلة، ويجب أن يكون ذلك على مدار 24 ساعة في اليوم والليلة، ولا ننسى دور التوعية وضخ ثقافة مرورية مركزة خاصة لدى الناشئة بحيث تبدأ في مراحل التعليم الأولى والاستمرار في ذلك والوسائل أصبحت متيسرة والحمد لله فذاك الجوال ومن خلال قنوات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الأخرى كل ذلك كفيل - بمشيئة الله - أن تكون هذه المركبات وسيلة نقل وفائدة بدل أن تكون وسيلة قتل.

جعل الله السلامة مصاحبة للجميع أينما كانوا.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

fso0oly2011@hotmail.com

إمام و خطيب جامع المزروع وعضو الدعوة - محافظة الرس

مقالات أخرى للكاتب