Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد
30-12-2013

التعليم ثم التعليم ثم التعليم!

توجب علينا الروح النقدية لواقع المنظومة التعليمية التي تعكس حالة التردي التي يعيشها التعليم ما يستدعي العمل على تجاوز الواقع المأزوم للمنظومة التربوية وتدارك الأخطاء والهفوات والاختلالات التي جعلت النظام التربوي في ذيل الترتيب حسب رأي غالبية أفراد المجتمع .

إن وضعية التعليم الحالية تقتضي خلق تعبئة وطنية حول التعليم، بإشراك المختصين لوضع أسس إصلاح حقيقي عميق يقوم على الاختلالات ويلائم مناهجه بين الأهداف التربوية والتأسيسة للمدرسة السعودية، ورهانات تحقيق التنمية الشاملة في مختلف المجالات استنادا إلى الأهمية التي يكتسبها التعليم في خطط الدولة، اعتبارا لكونه دعامة أساسية للتنمية. حقيقة منظومة التعليم بحاجة إلى أمثال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، لانتشالها من واقعها المتردي ونقلها إلى المأمول الذي يعيد للمعلم وللمدرسة الهيبة والمكانة التي فقدت، والنظر إلى ركائزها (المعلم والطالب والمنهج والطرق والوسائل والأساليب والنظم والبيئة) نظرة شمولية متوازنة من حيث التطوير والتغيير ينتقل بها ومعها الوطن لمصاف الدول المتقدمة علمياً وعملياً. وبمناسبة تسلم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ملف التربية والتعليم نزف للتعليم ومنسوبيه ثم لسموه التهنئة والدعاء بالتوفيق والنجاح، وأتمنى من سموه أن يكون المعلم الذي أوكلت إليه مهمة بناء العقول الأولوية في التطويرحيث يحتاج إلى كثير من التحفيز والشكر والتقدير والحقوق المادية والمعنوية التي حرم منها سنوات طويلة وتحطمت بسبب غيابها آماله وتطلعاته؛ كالسكن والتأمين الصحي والتدريب والابتعاث والحد من البيروقراطية وتحسين بيئة وظروف العمل وإعادة بناء الثقة.

كما أتمنى أن تسعى الوزارة لدمج التعليم التقني والمهني (الزراعي والصناعي والتجاري) مع التعليم العام، حتى يكون لدى أبنائنا مهارات تقنية ومهنية تساعدهم حال إخفاقهم في مواصلة تعليمهم الثانوى من الحصول بسهولة على وظائف مهنية أو تقنية في سوق العمل، وقد سبق أن وافقت الوزارة في عهد الفقيد الدكتور محمد الرشيد على تبني خطوة كهذه تمثلت في برنامج «التهيئة لسوق العمل»، وقد كان لي شرف تدريب بعض المعلمين في هذا البرنامج على تدريس بعض المواد المهنية والتقنية المناسبة لذلك. ختاما كم وكم كنت أتمنى ولا زلت أتمنى أن يكون للتربية والتعليم العام والتعليم العالي في بلادنا وزارة واحدة بوزير واحد ليسهل عليه بناء منظومة تعليمية متكاملة كما في كثير من دول العالم، ولا أستغرب أن يتحقق كثير من هذه الأمنيات والآمال والتطلعات، لأننا في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز رائدا التطوير والإصلاح في بلاد الحرمين-حفظهما الله-.

- - أستاذ التعليم التقني والمهني التطبيقي المشارك بكلية التقنية بالرياض

مقالات أخرى للكاتب