Monday 30/12/2013 Issue 15068 الأثنين 27 صفر 1435 العدد

بالبَرد تذكّروا

اطلعت على ما نشرته «الجزيرة» في عددها 15063 في صفحة عزيزتي رقم 20 ليوم الأربعاء 22 صفر 1435هـ تحت عنوان (النار فاكهة الشتاء ولكن؟!) للأخ إبراهيم بن محمد السياري، فأقول البرد عدو شديد العداوة، سريع دخوله، بطيء خروجه، يفعل بالأجساد فعله، ويؤثر تأثيره، هلك بسببه من هلك ، ومرض من مرض، وهو في بلادنا أشد تأثيراً، وأقوى فتكاً، لأننا نعيش برداً وجفافاً ومع قوته وشدته، وقهره، إلا أننا وبفضل الله قهرناه وغلبناه، وذلك فضل الله علينا، بوسائل التدفئة، والأغطية والملابس الثقيلة، والمساكن المعزولة، والمياه الدافئة، والسيارات المكيفة، والمساجد المحصنة، وأيامنا هذه شديدة البرد، والعقلاء منا لن تمر بهم هذه الأيام إلا وقد تذكروا:

1ـ الجنة العالية التي يقول الله فيها: {لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا} والزمهرير هو البرد، تذكروا ما أنتم فيه من نعيم عظيم، حيث أنكم ترفلون بنعم عظيمة .. بيوتٌ وقصورٌ ودور وفرش وسرر وملابس من أنواع شتى تتقون بها البرد، وعندكم من وسائل التدفئة ما عندكم تقهرون بها شدة هذا البرد بل قهرتموه، وتلك هي نعمة الله عليكم {وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ اللّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ اللّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ}، وقد يزعجكم البرد بل أزعج بعضكم خاصة إذا تركتم فرشكم وأقبلتم على وضوئكم أو خرجتم من بيوتكم أو سافرتم عن أوطانكم أو إن خرجتم للبراري والقفار، قد تحسون بالبرد بل قد أحسستم به، تذكروا النعيم المقيم لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا نعيم لا يماثله نعيم.

2ـ تذكروا في شدة هذا البرد الذي يمر بنا عندما تدفعون البرد عن أولادكم وتحصنونهم بالملابس الثقيلة وتقتنون ما تقتنون من وسائل التدفئة وتتعهدون صغاركم بالجوارب وكذلك تحافظون على نسائكم، أنه يجب عليكم جميعاً أن تحافظوا على استقامتهم وصلاح أمور آخرتهم وأن نأمرهم بما أمرهم الله به، فإن كنا ندفع عنهم برد الدنيا، فإن في الآخرة برد يجب علينا أن ندفعه عنهم.

3ـ وأن نتذكر ما يمر به إخونٌ لنا في بلاد الشام من البرد الشديد فجوع وخوف وبرد واضطراب، ولا يخفى عليكم ما يعانونه من اضطهاد وقهر، فينبغي لنا أن ندعو لهم في صلواتنا وخلواتنا، كما يجب علينا أن نساعدهم مادياً عبر القنوات الرسمية الموثوقة، وهذا البرد على شدته سيمر كما مر في أعوام ماضية، ولكن العاقل من اعتبر وتذكر واستعد ليوم عظيم، وموقف عصيب،،، الله أسأل أن يرفع عنا البرد وشدته، وأن يدفع عن إخواننا في الشام كل أذى وبلاء وفتنة.

فهد بن سليمان التويجري - المدير العام المساعد لفرع وزارة الشؤون الإسلامية بالقصيم