Wednesday 01/01/2014 Issue 15070 الاربعاء 29 صفر 1435 العدد
01-01-2014

رنين ما بعد منتصف الليل!

(1)

في بداية انضمامي إلى الفيس بوك ولقلة خبرتي في هذا المضمار كنت أستغرق كثيراً في البحث والتدقيق قبل الموافقة على صداقة شخص ما ثم تغير الوضع مؤخراً، أصبحت أكثر جرأة في قبول الصداقة لمن يطلبها غالباً أطمئن للقبول حين يكون هو في الأساس صديقاً لأحد الأصدقاء، لكن لم أضع في ذاكرتي ماذا يحدث لو لم يكن بيننا أصدقاء مشتركون، وهذا ما حدث مؤخراً مع أحد الأصدقاء الذي كان مجهولاً بالنسبة لي، وعليه فقد توجهت إلى صفحته قبل الموافقة للتأكد من هويته، وجدت الشيء الأبرز هناك صورته بحجم مكبّر هي الأكثر وضوحاً، وجدت حديثاً عن القبر والنهايات التي ننتظرها جميعاً ثم حديثاً عن الحب، إضافة إلى صور لممثلة أو أكثر، لم أستطع تحديد هويته ونظراً لانشغالي في تلك اللحظة فقد قبلت الصداقة على أن أكون حذرة قليلاً.

وفي الليلة ذاتها التي كان الوقت فيها يشير إلى منتصف الليل، الساعة الواحدة والنصف تقريباً وقد امتد بي السهر على غير العادة في الليالي الشتائية فوجئت برنين «الجوال» بنغمة لم أعتدها، فليست من تلك البرامج التي اعتدتها حيث يتضمنها جهازي الجوال.

فتحت غطاء الجوال فأصابني الرعب حيث كانت صورته ذاتها الموجودة على الفيس بوك تملأ شاشة الجوال مع إلحاح في الاتصال (سلامٌ قولاً من ربٍ رحيم). يا لغرابة التكنولوجيا!، كان بودي أن أعرف كيف استطاع اقتحام جوالي لكنني خشيت أن أكون مثل ذلك الذي عبث بمصباح علاء الدين فخرج إليه المارد ثم لم يعرف كيف يعيده إليه مرة أخرى ووجد نفسه في ورطة، كان ذلك في أحد المشاهد الدرامية التي لا تحضرني تفاصيله الآن، عندها آثرت تجاهل الرنين فهو مجهول بالنسبة لي ولاحق له في التواصل معي صوتياً عبر أي برنامج اتصال أياً كان، وخاصة ما بعد منتصف الليل.

(2)

من الأفلام المصرية القديمة الجميلة، التي لا تُنسى فيلم «المجهول» عن مسرحية (سوء تفاهم) لألبير كامي، الفيلم من أداء سناء جميل، نجلاء فتحي، وعزت العلايلي ابنها الذي عاش مع أبيه منذ طفولته ولم تره الأم حين كبر.. سناء جميل هي زوجة انفصلت عن زوجها بعد مشكلات معه تشعر بالرغبة في الانتقام، تهاجر إلى فرنسا حيث تسكن في فندق صغير في بلدة ريفية نائية، ابنتها مصابة بربو مزمن، تتعاون الأم والابنة في قتل كل زائر للفندق تبدو عليه معالم الثراء وذلك من خلال وضع المنوم في كوب من الشاي يُقدم له في بداية قدومه إلى الفندق ثم يحمله الخادم المعتوه الأصمّ (عادل أدهم) إلى النهر للرمي بجثته هناك وهكذا تبقى الجريمة طي الكتمان.

حتى يأتي ذلك اليوم الذي تقتل فيه ابنها الذي جاء متخفياً باسم مستعار لمعرفة أسباب طلاقها من أبيه.. الفيلم لا يُستبعد إطلاقاً أن يحدث في عالم الواقع، نرى في الفيلم فائدة عظيمة وهي أن الإنسان الشرير لابد أن يقع في شر أعماله يوماً، وأن يؤذي نفسه في الوقت الذي أراد فيه أن يصبح ثرياً سعيداً على جثث الآخرين ومآسيهم.

مقالات أخرى للكاتب