Wednesday 01/01/2014 Issue 15070 الاربعاء 29 صفر 1435 العدد
01-01-2014

رسالة النجم (الداعية) العالمي..!

(جمعنا الإسلام بجوار البيت الحرام

لخدمة الأيتام لتعم الفرحة والسلام)

شعار ارتفع في النفوس والقلوب قبل اللوحات والأيدي في المدرجات من قبل الجماهير والرياضيين في مباراة نجوم العالم المسلمين ونجوم الدوري السعودي (المحليين)، وهي المباراة التي أقيمت مساء الاثنين الماضي في (العاصمة المقدسة) مكة المكرمة، بإشراف من الداعية الشيخ عائض القرني، وبعد أن تضافرت جهود كبيرة سعودية وإقليمية وعالمية لأقامة اللقاء الكروي الذي جاء نتاج جهود مشتركة بين جمعية قطر الخيرية وجمعية اللاعب العالمي فريدريك عمر كانوتي، وجمعية اللاعبين المسلمين في لندن وشركة (rpm) الرياضية.

أستغرب أن كثيراً من المعلومات التي تتعلق بالمباراة لم يتم تسليط الأضواء عليها بالقدر الكافي من قبل كثير من وسائل الإعلام باستثناء هدفها الرئيس العام المتعلق بدعم أيتام العالم وهو ما يظهره العنوان العريض للمهرجان (رفقاء لدعم الأيتام في العالم) في حين أن هناك العديد من الأهداف والرسائل التي يمكن استخلاصها من المباراة، تتجاوز الشعار المعلن أو المرفوع، بالإضافة إلى النماذج التي كانت تستحق أن تلقي عليها الأضواء من قبل الرياضيين وهي نماذج قدمت نفسها كقدوة رياضية كبيرة وعالمية، والحديث هنا تحديداً عن النجم الكبير عمر كانوتي، وسأتحدث عنه ببعض التفاضيل المستحقه بهذه المناسبة عن ما يقوم به ويقدمه هذا النجم العالمي (تجسيداً) منه للعالم عن دينه الذي يعتنقه.

من أهم ما يلفت النظر في المبادرة الخيرية توقيت المباراة المختار بدقة وعناية فائقين؛ إذ جاءت متزامنة مع احتفالات العالم برأس السنة وأعياد الميلاد وفيها تتوقف المباريات والأنشطة الرياضية في أوروبا كلها (باستثناء إنجلترا).. وشارك فيها رغم ذلك لاعبون يلعبون في الدوري الإنجليزي، ومن النقاط المهمة جداً أيضاً اختيار مكان إقامة المباراة بعناية وهو اختيار مقصود إذ أقيمت بملعب في قلب (قبلة المسلمين) مكة المكرمة، وهو ما اهتمت به وسائل إعلام ومنظمات غربية وعالمية، في حين كان جل تركيز أغلب إعلامنا على المباراة فقط ونتيجتها وأهدافها ومن سجلها والأسماء والنجوم العالميين المشاركين فيها، وكل ذلك من عناصر الفخامة والشهرة في الحدث غير أنها لا تلغي أو تحجب (المخرجات الأخري) الكثيرة للمهرجان والأكثر أهمية خاصة على الصعيد الإنساني.

من المؤكد أن مجيء اسم فريدريك كانوتي وهو نجم كروي رياضي معروف ومشهور على مستوى العالم؛ في مقدمة المشاركين والحاضرين (والمنظمين) للمباراة منحها زخمها الإعلامي و(الدعوي) على الصعيد الخارجي، إذ تحسب (إضافة) جديدة إلى المبادرات والأفعال القوية والعديدة لهذا النجم المسلم (المالي الجنسية) المتمسك بدينه وعقيدته، والمعروف بحرصه على الدعوة واالأخلاق الإسلامية قبل الكرة واللعب، وكل ذلك عرف عنه مبكراً في حياته الكروية ومنذ أن كان في العشرين من عمره، رغم أنه من مواليد أوروبا وتحديداً منطقة (رون الب) الفرنسية المعروفة المتاخمة مع سويسرا وإيطاليا والتي عاصمتها ليون، وهناك العشرات من القصص المسجلة والمحفوظة عن كانوتي في التزامه بتعاليم الدين الإسلامي وتقديمها على ما سواها، وحتى على (لقمة عيشه) احترافه، من ذلك مثلاً رفضه ارتداء قميص فريق إشبيليه بعد انتقاله إليه عام 2005م لوجود اسم شركة مراهنات (راعية) للفريق فسمحت إدارة النادي له أن يلعب بقميص من غير اسم الراعي وقامت شركة المراهنات بالتبرع لصالح جمعية خيرية إسلامية لإقناع كانوتي بالعدول عن موقفه، وقصة شرائه في عام 2007م أرضاً كانت مخصصة لبناء مسجد في إشبيليه بعد أن تأخر البناء فارادت شركة عقاريه بيعه ودفع كانوتي راتبه لمدة عام (700) ألف يورو لشراء الأرض وتخصيصها لبناء المسجد معروفة للرياضيين، وهناك العديد من المواقف الحقيقية والمسجلة للاعب لا يسع المجال لذكرها وهي ليست على سبيل الدعاية أو لتحسين الصورة أو من تأليفات آلة إعلامية مستنفرة، وإنما (رسائل) يقدمها للعالم.

كلام مشفّر

- مهرجان (رفقاء لدعم الأيتام في العالم) تظاهرة رياضية وحضارية وإنسانية عميقة جداً تعد بمثابة حدث عالمي يتفوق على مباريات ومهرجانات (أصدقاء النجوم) التي تقام في مناطق مختلفة، ومباريات نجوم العالم الخيرية.

- مثل هذا المهرجان فرصة كبيرة للرياضيين لأظهار الوجه الآخر للرياضة والأهداف الكبيرة والنبيلة لها، وسبق أن طالبت وأكثر من مرة أن تكون هناك بادرة من بعض لاعبينا ونجومنا الكبار لإقامة مثل هذه اللقاءات الرياضية الخيرية والإنسانية المفتوحة والميسرة مجالاتها.

- مالم يعرفه الكثيرون إن النجم المالي الكبير اصطحب معه عدداً كبيراً من (المنظمين) الذين تجاوز عددهم مائة وعشرين شخصاً ما بين إداريين وفنيين وإعلاميين، لإنجاح المبادرة الخيرية العالمية.

- قبل مهرجان (رفقاء لدعم الأيتام في العالم) سجل النجم (الداعية) طلباً لدى سلطات بلاده لأنشاء قرية خاصة للأطفال الفقراء متكفلا بكل طلباتها وتفاصيل إنشائها تخصص لتنشئتهم ويتم الصرف عليها من ميزانية ومشروعات استثمارية تخصص لها.

مقالات أخرى للكاتب