Thursday 02/01/2014 Issue 15071 الخميس 01 ربيع الأول 1435 العدد
02-01-2014

لبنان.. دعم الحزب ودعم الدولة

أعلن الرئيس اللبناني ميشال سليمان عن دعم سعودي سخي للبنان عبارة عن 3 مليارات دولار، ستوجه هذه المليارات إلى الجيش اللبناني. وللجيش في لبنان رمزية مهمة، وهو في نظر مختلف التيارات والأحزاب والمذاهب يمثل سيادة الدولة، وبعيد كل البعد عن السجالات السياسية، وحالة الاحتراب في الساحة المشتعلة بفعل مشكلات إقليمية وأخرى وطنية.

وهذا الدعم يمكننا اعتباره عبقرياً، بتوقيته وتوجيهه، ويؤكد للبنانين قبل غيرهم أن السعودية لا تستخدم حضورها على الساحة اللبنانية لتأليب طرف على طرف آخر، وأنها لا تعمل في الخفاء من أجل تيار أو حزب، ولتبرهن أيضاً حرصها على الدولة، في وجه مخطط لإبادتها وإنهائها وتفتيتها.

إذا كانت مصلحة إيران إشعال لبنان، وجعله حاضراً على الساحة السورية الملتهبة، فإن المصلحة السعودية تقتضي الحفاظ على أمن لبنان، وإبقائه بعيداً عن تأثيرات ما يجري في سوريا. وإن كانت إيران تريد ترسيخ سلاح المليشيا، فإن السعودية تريد تأكيد السيادة اللبنانية، وتقوية الجيش الذي يمثل الضمانة للصيغة اللبنانية، وللأمن الأهلي.

وللسياسة حساباتها بلا شك، ولن أدخل في تفاصيل يسكن فيها الشيطان، ولكن سأتحدث عن أهمية الخطوة السعودية في ظل الواقع المؤلم الذي تعيشه لبنان. وأعرف هذا البلد جيداً، ولي أصدقاء كثر منذ أيام الدراسة وبحكم ظروف العمل، وأعرف جيداً أنه يحلم بأمن وأمان ورخاء، ومع أن اللبنانين يعيشون الحلم إلا أنهم يدركون صعوبة تحقيقه، خصوصاً عندما نرى تسلط الحزب المستهين بهيبة الدولة، والذي ينفذ الأجندة الإيرانية بكل وضوح، ويتمادى في تهميش السيادة الوطنية، من خلال مواقفه الرخوة عندما يأتي الحديث عن استقلال لبنان وسيادته وحريته.

والضامن لأمن لبنان في هذه المرحلة الحرجة رجال وطنيون ومؤسسات وطنية، ولعل الرجل الأهم في هذه المرحلة هو الرئيس ميشال سليمان، الذي جاء للرئاسة ليلبي التوافق، وقادماً من قيادة الجيش، وآن الأوان أن يطلق المواقف المصيرية، للتعجيل بتشكيل حكومة تمام سلام المتعثرة، وليستخدم سلطاته وصلاحياته التي تكبلها الصيغة اللبنانية الفريدة.

وتقوية الوسطية ترعب التطرف، ولبنان يعيش تطرفاً ممنهجاً ومنظماً تمارسه حزب الله، وتطرفاً لجماعات تكفيرية تتمركز في الشمال وتتلقى دعماً مشبوهاً من جهات متواطئة مع استخبارات إيرانية، وسورية، وتخدم بلا شك مصلحة حزب الله بشكل غير مباشر.

وجاء الدعم السعودي ليربك الحسابات الإيرانية، وهو بلا شك يأتي في وقت تريد فيه إيران المحافظة على الأسد، كما أنه يربك حسابات المستفيدين من إحياء اغتيالات الوسطيين، وإشعال فتنة سنية شيعية تحرق الأخضر واليابس.

ولولا الوقفة السعودية التي جاءت في وقتها سيتمادى الإيرانيون وأعوانهم المسلحون على الأرض، وربما تعيد الثقة في نفوس المنتمين لمؤسسة الجيش اللبناني، لحماية الحياد اللبناني، وعدم الخوض في معركة الدم والفتنة في سوريا، وعدم خدمة أطماع الأسد، وعدم إعطاء الساحة للحزب ومن يموله.

هذه المرحلة تتطلب المزيد من الحكمة والتعقل، والكثير الكثير من القوة والحزم، ويجب على العقلاء الوقوف إلى جانب رئيس الدولة، حامي التوافق وراعي الحوار، والرجل القوي الذي بيده العصا الدستورية والشرعية التي تمكنه من انتشال الساحة السياسية من لعبة قذرة ومؤامرات دنيئة.

تبرهن السعودية من خلال دعمها الأخير أنها ليست أقوالاً بلا أفعال، وأن وقوفها على مسافة واحدة من كل الفرقاء «السياسيين المدنيين» وأنها لن تتخلى عن لبنان، وستؤكد الأيام القادمة أن التعاون السعودي الفرنسي الذي ستظهر نتائجه قريباً سيعجل في حل كثير من الملفات العالقة.

وهذا الدعم يمكننا اعتباره عبقرياً، بتوقيته وتوجيهه، ويؤكد للبنانين قبل غيرهم أن السعودية لا تستخدم حضورها على الساحة اللبنانية لتأليب طرف على طرف آخر، وأنها لا تعمل في الخفاء من أجل تيار أو حزب، ولتبرهن أيضاً حرصها على الدولة، في وجه مخطط لإبادتها وإنهائها وتفتيتها.

إذا كانت مصلحة إيران إشعال لبنان، وجعله حاضراً على الساحة السورية الملتهبة، فإن المصلحة السعودية تقتضي الحفاظ على أمن لبنان، وإبقائه بعيداً عن تأثيرات ما يجري في سوريا. وإن كانت إيران تريد ترسيخ سلاح المليشيا، فإن السعودية تريد تأكيد السيادة اللبنانية، وتقوية الجيش الذي يمثل الضمانة للصيغة اللبنانية، وللأمن الأهلي.

وللسياسة حساباتها بلا شك، ولن أدخل في تفاصيل يسكن فيها الشيطان، ولكن سأتحدث عن أهمية الخطوة السعودية في ظل الواقع المؤلم الذي تعيشه لبنان. وأعرف هذا البلد جيداً، ولي أصدقاء كثر منذ أيام الدراسة وبحكم ظروف العمل، وأعرف جيداً أنه يحلم بأمن وأمان ورخاء، ومع أن اللبنانين يعيشون الحلم إلا أنهم يدركون صعوبة تحقيقه، خصوصاً عندما نرى تسلط الحزب المستهين بهيبة الدولة، والذي ينفذ الأجندة الإيرانية بكل وضوح، ويتمادى في تهميش السيادة الوطنية، من خلال مواقفه الرخوة عندما يأتي الحديث عن استقلال لبنان وسيادته وحريته.

والضامن لأمن لبنان في هذه المرحلة الحرجة رجال وطنيون ومؤسسات وطنية، ولعل الرجل الأهم في هذه المرحلة هو الرئيس ميشال سليمان، الذي جاء للرئاسة ليلبي التوافق، وقادماً من قيادة الجيش، وآن الأوان أن يطلق المواقف المصيرية، للتعجيل بتشكيل حكومة تمام سلام المتعثرة، وليستخدم سلطاته وصلاحياته التي تكبلها الصيغة اللبنانية الفريدة.

وتقوية الوسطية ترعب التطرف، ولبنان يعيش تطرفاً ممنهجاً ومنظماً تمارسه حزب الله، وتطرفاً لجماعات تكفيرية تتمركز في الشمال وتتلقى دعماً مشبوهاً من جهات متواطئة مع استخبارات إيرانية، وسورية، وتخدم بلا شك مصلحة حزب الله بشكل غير مباشر.

وجاء الدعم السعودي ليربك الحسابات الإيرانية، وهو بلا شك يأتي في وقت تريد فيه إيران المحافظة على الأسد، كما أنه يربك حسابات المستفيدين من إحياء اغتيالات الوسطيين، وإشعال فتنة سنية شيعية تحرق الأخضر واليابس.

ولولا الوقفة السعودية التي جاءت في وقتها سيتمادى الإيرانيون وأعوانهم المسلحون على الأرض، وربما تعيد الثقة في نفوس المنتمين لمؤسسة الجيش اللبناني، لحماية الحياد اللبناني، وعدم الخوض في معركة الدم والفتنة في سوريا، وعدم خدمة أطماع الأسد، وعدم إعطاء الساحة للحزب ومن يموله.

هذه المرحلة تتطلب المزيد من الحكمة والتعقل، والكثير الكثير من القوة والحزم، ويجب على العقلاء الوقوف إلى جانب رئيس الدولة، حامي التوافق وراعي الحوار، والرجل القوي الذي بيده العصا الدستورية والشرعية التي تمكنه من انتشال الساحة السياسية من لعبة قذرة ومؤامرات دنيئة.

تبرهن السعودية من خلال دعمها الأخير أنها ليست أقوالاً بلا أفعال، وأن وقوفها على مسافة واحدة من كل الفرقاء «السياسيين المدنيين» وأنها لن تتخلى عن لبنان، وستؤكد الأيام القادمة أن التعاون السعودي الفرنسي الذي ستظهر نتائجه قريباً سيعجل في حل كثير من الملفات العالقة.

Towa55@hotmail.com

@altowayan

مقالات أخرى للكاتب