Friday 03/01/2014 Issue 15072 الجمعة 02 ربيع الأول 1435 العدد
03-01-2014

سمو وزير التربية والتعليم ترانا في الذمة طال عمرك 2-2

سقت في مقال الثلاثاء حكايات شخصية علقّ فيها أصحابها مستقبل أولادهم التربوي والتعليمي بذمة مدير عام التربية والتعليم وهو بدوره نقلها من ذمته إلى ذمة وزير التربية والتعليم، لأن مدير عام التربية والتعليم فضلاً عن غيره في إدارات العموم في ظل المركزية المقيتة التي تتمسك بها وزارة التربية والتعليم وبقوة حتى هذه اللحظة لا يعدوا أن يكون ساعي بريد ينقل ما يصله من رسائل المواطنين وزملاء المهنة ورفقاء الدرب للمسئولين في الوزارة «سواء أكانوا مديري عموم أووكلاء ونواباً، وقد يصل الأمر إذا عظم وكبر واشتد أواره عرضه على أنظار معالي الوزير»، وهذه من الإشكاليات المعقدة والمتجذّرة في جسد الوزارة وتحتاج من الفيصل الكلمة الفصل والفعل القطع في رسم محددات العلاقة وآلية التواصل وضوابط الاتصال بين المناطق والمركز خاصة المناطق الحدودية والطرفية ذات الفاعلية التنموية الأقل حسب ما جاء على لسان خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله ورعاه.

صاحب السمو، هؤلاء الثلاثة الذين سقت حكاياتهم استطعوا أن يبثوا شكواهم بطريقة أو بأخرى وغيرهم كثر لم تسعفهم الظروف في البوح بما في نفوسهم إزاء ثروتهم الحقيقية ورأس مالهم الغالي «أولادهم» وجزماً وأنت من عاش وعايش مختلف طبقات المجتمع تعلم علم يقين لا شك فيه ولا ظن كم هي المسافة الفاصلة بين الأغنياء وذوي الدخل المحدود في ميدان التربية والتعليم، كما أنك - حفظك الله ووفقك ورعاك- بثاقب بصيرتك وعمق تفكيرك تدرك حاجتنا في هذا الباب بالذات «التربية والتعليم» إلى إعادة الموازنة وتحقيق القسط بين الناس حتى تكون الفرصة مهيأة لإنسان الوطن أينما كان في الحصول على أفضل تربية وتعليم لأولاده.

وإن كان هؤلاء سمو الوزير عرضوا شكواهم بصورة فردية فإن هناك منطقة بأكملها يعاني تعليمها الضعف والعجز والهوان بكل أشكاله وبجميع ألوانه حتى وصل الحال تحت نير الوصاية الممقوتة صورة لا يمكن أن يتصوّر أحد من الراصدين المتابعين لواقعنا التربوي والتعليمي وجودها في بلادنا الغالية التي تولي العلم وأهله كل عناية واهتمام وتقدير منذ عهد المؤسس جلالة الملك عبد العزير بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله- الذي سعى لتوطين البادية وتدريسهم وحتى هذه الساعة.

إن حائل التعليمية تعيش أسوأ مراحلها في جميع مفرداتها الأمر الذي انعكس سلباً على أبنائنا في الميدان التربوي، ولو سقت لسموكم الكريم طرفاً من القصص والحكايات التي تُتناقل في منتدياتنا ومجالسنا وملتقياتنا العامة والخاصة لكنت مبادرناً لفتح ملفها قبل غيرها من الملفات الساخنة الكثيرة التي تنتظر مقدم رجل ألف أمثال خالد الفيصل.

إنك سمو الوزير لست بحاجة إلى التذكير بعظم المسئولية الملقاة على عاتقكم في هذا المنصب بالذات، فجميع أبناء الوطن ذكوراً وإناثاً هم تحت يدك ومستقبلهم أمانة عندك وسيذكرك التاريخ ويخلّد اسمك إيجاباً وهذا الأصل والمتوقّع من أمثالك أو سلباً لا سمح الله، وعلى افتراض أن هناك من المقربين من سيدونون لك صفحاتك الشخصية فإن هناك آلاف، بل ملايين المؤرّخين الذين يرقبون حركاتك وسكناتك في كل قرية وهجرة فضلاً عن المدن والمحافظات يرصدون ما تفعل ويحفظون ما تقول ويصفقون لما تنجز ويصوغون كل هذا تاريخاً شفهياً تتناقله الأجيال.

أعلم أن بناء العقول وتربية بني آدم أصعب المهام خاصة في هذا العصر بالذات، وأدرك أن التحديات في التربية والتعليم تحديات جسام ولكنني مثل غيري كثير متفائلون بك ونعلق الأمل بالله ثم بخالد الفيصل في تحقيق العدل التربوي المناطقي، ورفع كفاءة العملية التعليمية، وتقوية مخرجات المرحلة الثانوية، وضمان المنهج الوسطي المعتدل داخل أروقة مدارسنا في مختلف مراحلها التعليمية، والقضاء على ما أطلق عليه سموكم الكريم منذ سنوات ليست بالبعيدة «المنهج الخفي» في الميدان التربوي، وتشجيع المبدعين ودعم المبتكرين وتعزيز قدرات المتفوّقين.

فاصلة..

في الوقت الذي أنهيت كتابة مقالي هذا مساء يوم الثلاثاء الماضي جاءني خبر تكليف زميلنا العزيز والتربوي والإداري المتميز سعادة الدكتور يوسف بن محمد عبد الكريم الثويني مديراً عاماً للتربية والتعليم بمنطقة حائل، وإنني في الوقت الذي أبارك للمنصب بهذا الرجل أسأل الله عزَّ وجلَّ أن يوفّقه ويعينه ويسدّد على خير خطاه وأن يكون في تنصبه بهذا المكان الحساس خير المنطقة وأبنائها في دينهم ودنياهم، وهذا بصدق مبشّر خير وعنوان إيجابي بإذن الله لدخول منطقتنا التعليمية مرحلة جديدة ستكون الأفضل غالباً متى ما تعاون الزملاء في ميداننا التربوي مع مديرهم الجديد وامتدت قلوبهم وتكاتفت سواعدهم لبعضهم البعض رغبة وأملاً في تحقق مصلحة تعلميننا العام في حائل المنطقة ومن أجل هذا الجزء من وطننا الغالي دمتم بخير وإلى اللقاء والسلام.

مقالات أخرى للكاتب