Saturday 04/01/2014 Issue 15073 السبت 03 ربيع الأول 1435 العدد
04-01-2014

سطحية هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر!

قلت في مقالات سابقة، إن رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الشيخ عبداللطيف آل الشيخ، لديه أفكار تنويرية تطمس كل الأفكار المسبقة والمتراكمة في أذهان (بعضهم) عن دور جهاز الهيئة، وهو بهذه الخطوات يقدم ليس للسعوديين فحسب، بل للعالم أجمع «وسطية» منهج الدين الإسلامي في السعودية.

كان في وقت سابق النقاش حول إغلاق المحال في أوقات الصلاة، يُقابل بالتفسيق والإقصاء، أما الآن فمن يتحدث عن هذا هو رئيس الهيئة بنفسه، إذ إن تقنين وتنظيم عملية إغلاق المحال في أوقات الصلاة، هو واجب وطني واقتصادي ضروري، فليس بالمنطق أن تبدأ المحال في إغلاق أبوابها قبل موعد الأذان بربع ساعة، فهذا يترتب عليه هدر كثير من أوقات الناس وتضييع لمصالحهم، كذلك هناك أماكن ينبغي أن لا تُغلق أبدًا مثل محطات البنزين والصيدليات، فهذه يجب أن تبقى مفتوحة طوال الوقت لأن ضرر إغلاقها قد يكون أكبر من منافعه. أما المجمعات التجارية فأغلب من يبيع فيها الآن هم من النساء، وكلنا نعلم أن صلاة الجماعة ليست مفروضة على المرأة، فلماذا تُغلق المحال التي تبيع فيها النساء؟ أظن المسألة هنا بحاجة إلى إعادة ترتيب، فيكون من حق كل موظفة راحة لمدة نصف ساعة خاصة بوقت الصلاة، وهذه الأوقات يتم توزيعها بين الفتيات العاملات بحيث يذهب جزء منهن لأداء الصلاة وتبقى أخريات يغطين الموقع. هذا التنظيم يخفف من وطأة طول ساعات العمل وقد يتم التبكير في وقت إغلاق المحال ليلاً.

وبما أنني في وارد الحديث عن جهاز الهيئة، وعلمي بسعة صدر رئيسها وتقبله لكل الملاحظات والنقد الهادف، فسأوسع دائرة الحديث، حيث ذكر في عدد من اللقاءات الصحافية عن الدسائس والمكايد التي تتم داخل جهاز الهيئة من قِبل بعض الحركيين، وفي السياق ذاته أذكر أن من بين هذه المكايد هو تسريب معلومات لبعض الحسابات الحركية في «تويتر» والتي تقوم بنشر أخبار تجلب البلبلة، وهذه الأخبار مما لا شك فيه صادرة عن مصدر من داخل جهاز الهيئة، حيث تم العمل كما هو ملاحظ بإيجاد جهاز جديد لا يعترف بجهاز الهيئة الرسمي والترويج له خير دليل، في عمل واضح دون خوف ولا تردد على شكل جهاز منفصل منح لنفسه كامل الصلاحيات المناطة بجهاز الهيئة الرسمي، ولإدراكي خطورة هذه الأعمال وضرورة إيقافها ومحاسبة القائمين عليها وددت إيضاح هذا عبر هذه السطور لتنبيه الناس وعدم استغفالهم، والانسياق خلف العاطفة الدينية حيث (بعضهم) لا يستطيع التمييز أحيانًا!

إن هؤلاء الحركيين -سواء من داخل الهيئة أو من خارجها- هم من يُفسد أعمالها ويسيء إليها، ويجعل صورتها سطحية أمام المجتمع الداخلي والخارجي، ومن أمثلة الإساءة، ما تم تداوله في الأيام الماضية عن منع بيع الورود الحمراء، والورود لا دخل لها أساسًا بمناسبة رأس السنة وهذا فيه تسطيح للدين والفكر، ونشر مثل هذا الخبر يعطي صورة عن الهيئة أنها سطحية وتافهة وتكره الأزهار الجميلة.. أثق أن الهيئة في هذا العهد ستتجاوز هكذا أمور وستعمل على الإصلاح الداخلي ما ينعكس على عملها وصورتها وشكلها الجديد في عهدها الجديد!

www.salmogren.net

مقالات أخرى للكاتب