Tuesday 07/01/2014 Issue 15076 الثلاثاء 06 ربيع الأول 1435 العدد
07-01-2014

لا تناقش إلا بوعي

فاصلة:

(ليس في وسع أحد أن يرتاح في ظله)

(حكمة عالمية)

إذا أردت أن تنجح في أي نقاش فاعرف مع من تتحدث.

لا تناقش جاهلاً أبداً؛ لأنه لا يمتلك أدوات الوعي ليفهم ما تود إخباره به.

الوعي وقبول اختلاف الآخر عنك شرط أساسي في أي حوار حضاري ناجح.

وتستطيع أن تعرف بسهولة كيف يضيّع الناس وقتهم وجهدهم في نقاشات غير ناجحة لاختلاف مستويات الوعي.

العالِم «Hawkins» لديه مقياس للوعي، قسَّم الوعي فيه إلى مستويات من صفر كحد أقل للوعي إلى 1000 كحد أعلى للوعي.

فالذين أقل من 200 على مقياسه من السلبيين غير النافعين لأنفسهم أو للآخرين.

ومن المؤسف أن غالبية الناس ضمن هذا المعدل؛ إذ يقول د. صلاح الراشد إن 80 % من الناس هم طاقة غير نافعة لعدم إيجابيتهم.

بإمكانك بسهولة أن تتأمل أي نقاش بين اثنين أو بين مجموعة لتعرف مستوى الفائدة فيه.

فالغالب أن الناس لا يعرضون وجهة نظرهم بل يستبسلون في فرض رأيهم، أو يتم التركيز على نقطة فرعية بعيداً عن الموضوع الرئيسي للنقاش.

كما أن بعض الحوارات يتجه فيها المحاورون إلى محاكمة الطرف الآخر، وليس عرض وجهة نظره الخاصة.

وبعض الناس لا يستطيعون فصل المواقف السابقة عن الحوار حتى وإن اختلف الموضوع، فإن ذهنهم يستدعي المواقف السيئة السابقة؛ ليشحن أجواء الحوار بالتوتر.

مثل هذه النقاشات تستنزف طاقة الإنسان إذا وافق على أن يكون طرفاً من أطرافها. أما الحكمة فتقتضي الالتزام بالصمت دون الدخول في أروقة الآراء المتباينة دون جدوى، ويكون في تأمل المشهد أكثر من عِبْرة.

nahedsb@hotmail.com

مقالات أخرى للكاتب