Wednesday 08/01/2014 Issue 15077 الاربعاء 07 ربيع الأول 1435 العدد
08-01-2014

إصلاح التعليم من أين يبدأ؟

سياسة الباب المفتوح (?)

يعد التعليم أهم المجالات الحيوية التي تحظى بمتابعة كبرى واهتمام من كافة شرائح المجتمع، وذلك لأن التعليم شديد الصلة بالفرد وحقوقه في تنمية مستدامة.

وتنظر المنظمات الدولية لتطور التعليم على أنه أحد أهم المؤشرات التي تدلل على تطور الدول وتقديرها للإنسان.

ولكي تكتمل عمليات البناء التراكمية للتعليم وتكون هذه المرحلة فرقا في تاريخ التعليم فإنني أرى أن مأزق التواصل مع الجمهور هو أحد أكثر المآزق التي تحرج الوزارة تجاه مواطنيها، وذلك يتطلب ضرورة إحداث تغييرات جذرية في أسلوب إدارة ًتعامل الوزارة مع مطالب المجتمع والتواصل الفعال مع همومهم ومشكلاتهم، وهذا مجال مهم تفتقده الوزارة، فهي تعاني من قصور في كيفية تعاملها مع الجمهور، وقد رأينا كيف أحاطت جموع المواطنات والمواطنين بسمو وزير التربية والتعليم صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -حفظه الله- الذي قدم درسا في الاهتمام بالجمهور وسن سنة حسنة في سعة الصدر وطول البال في الإنصات لمطالب الناس، ففي النهاية المسئول هو المؤتمن على تقديم ما يخدم المواطن.

وحتى يصبح هذا تقليدا عريقا من تقاليد الوزارة يستلزم الأمر تبني مفهوم حديث للتواصل مع الجمهور يسهم في تعزيز الانتماء المؤسسي، وذلك يكون عبر آليات عدة، أهمها:

) أن تكون سمة التمتع بمهارات الاتصال الفعال إحدى أهم سمات من يترشحون للوظائف العليا في الوزارة.

فالمسئولة التي تقول لمواطنة جامعية تتقاضى (1500) ريال: احمدي ربك غيرك يتمنى!

والأخرى التي تقول لمعلمة متغربة في قرية نائية (من قال لك توافقين على الوظيفة) أو الثالثة التي ترى أن التقنية لم تؤد دورها لأن الموظفين لم يسرحوا إلى بيوتهم، أو المسئول الذي يضع له بابا خفيا يخرج منه حتى لا يقابل المعلمين أو أولياء أمور المعلمات!

أو المسئول والمسئولة الذي لا يقابل أحد ولا يدخل في معترك قضايا الناس وهمومهم، أو المسئول الذي يقبل ويجامل موظفاته ويبقيهن في مبنى بعيد عنه ولا يمنحهن صلاحيات فيجعل المعلمات وأولياء أمورهن يتجشمون عناء الطريق ومراجعة قسم الرجال ثم قسم النساء وخوض غمار الزحام في شوارع الرياض، وبعضهم قادم من القرى أو ذوو مرضى من الظروف الخاصة.

هؤلاء هم من فاقم غضب المجتمع على الوزارة بعدم امتلاكهم القدرة على حب الناس والشعور بحقوقهم وتقهم مطالبهم حتى لو لم تنفذ، لكن الكلمة الطيبة والتبرير القوي والكلام اللين يقنع لا محالة.

من تولى أمرا من شؤون الناس فلابد أن يملك القدرة على مقابلة الجمهور وتلمس احتياجاتهم وجعل اللقاء اليومي ساعة هو آلية لقياس أداء جهته ومعرفة تأثير إنجازه على المستفيدين، وهذا ما لمسناه من خالد الفيصل.

إن إصلاح التعليم يبدأ أولا من تحسين آليات التواصل مع الجمهور وجها لوجه أو تقنيا وتوفير كل أساليب التواصل، وأهمها سياسة الباب المفتوح لكل مجتمع الوزارة من معلمين وطلاب وأولياء أمور، بما يكفل تحسين درجات الانتماء وتخفيف حدة غضب مجتمع الوزارة على وزارتهم.

والله نسأله أن يصلح الحال.

f.f.alotaibi@hotmail.com

Twitter @OFatemah

مقالات أخرى للكاتب