Friday 10/01/2014 Issue 15079 الجمعة 09 ربيع الأول 1435 العدد

مُجَرَدُ حُلُمْ

هذا الممدد جثة هامدة تنتظر التشريح،

مددت يدي أتحسس ذلك البرود وإذ بقلب ينبض!

أصابتني قشعريرة.. أهو شعور الموت؟

تراجعتُ للخلف وارتطم ظهري بجدار غرفة مظلمة، أبحث فيها عن أنيس أو صديق أو مخرج، لكن للأسف لا يوجد أحد! حتى الشبابيك أغلقت بإحكام؟

وما الذي جمعني بها في هذا المكان؟

قطع شرودي سعال من جهةٍ ما، هل ردت فيه الحياة أم لم يمت بعد؟

كان الظلام دامساً، وشيء ما التف حول عنقي فصرخت بقوة، فأيقظت الصدى الذي ردد صوتي صرخات قوية.

أسمع قهقهة قريبة مني ولغط!

أفتح عيني ولا شيء أبصره أمامي!

قررت أن أجلس لكن أين؟

مددت يدي فصادفت شيئاً يتحرك كأفعى، تخيلت أشباحاً لا وجود لها إلا في الخيال؛ فهذا برأس تنين، وهذه غوريلا، وهذه مجموعة كلاب تقترب مني، وعيون قطط كثيرة تموء!

بدأت أنفاسي تعلو وتهبط، بدت لي النافذة بعد أن لمع البرق، أسمع حفيف الشجر، وصوت رعد قوي ومطر!

لكن لم تكن الأجواء ممطرة حين دخلت!

بدأت أختنق فرائحة منتنة تفوح بالجوار، ربما هي رائحة ذلك المسجى هناك!

إنني أشم رائحة نار نشتعل وحطب، هل قرر الأشباح أن يقيموا مأدبة عشاء على شرف الميت؟

أم يريدون أن يقدموني كقربان له؟

إنني أسمع أحدهم يناديني ويهزني بقوة

قمت مفزوعة كمن سُكب عليه ماءٌ بارد أكتم صرختي وإذ بها أمي توقظني..!

لقد انتشلتني من كابوس مخيف، حمدت الله بأنه مجرد حلم!

- أمل عبدالله القضيبي