Friday 10/01/2014 Issue 15079 الجمعة 09 ربيع الأول 1435 العدد

قصة قصيرة

قصص قصيرة جداً

صدمة

سمع صوتها عبر الهاتف. جذبه ذلك الصوت ورقة الحديث. شعر بالدفء والحنان يسري في عروقه. كاد يُجنّ من شدة إعجابه بها. تمنى مشاهدة صاحبة الصوت السحري الرقيق.

بعد أيام تحقق له هذا بأسرع مما كان يتصور، لكن كانت الصدمة والمفاجأة التي ألجمت لسانه أنه رآها بغير ما كان يتوقع من سِحر وجمال وجاذبية ظل يظنها!

لم يتفوه بأي كلمة، بل اكتفى بالصمت مطأطئ رأسه، تمنى أنه ظل أسير لذلك الصوت عبر الهاتف دون الالتقاء بصاحبته!!

حنان قطة

انشغلت الأم بالمشاوير والجولات بالأسواق، كما أن الوالد هو الآخر ظل يتنقل من استراحة إلى أخرى، وطفلهما الصغير يراقب باب الشقة بانتظار أحد الوالدين.

لكن هيهات.. هيهات، لم يجد من يحن عليه إلا قطة صغيرة، كانت تربيها الأسرة؛ إذ كانت تسلي الطفل وتداعبه، حتى يغط في نوم عميق لشعوره بالأمان والحنان الذي نسيه والداه..

إلا أن الأم عندما تعود تحاول بكل بلادة أخذ الطفل من أحضان القطة التي ترفض ذلك مدافعة عنه ببسالة كما تدفع عن صغارها!!

ندم

طلب الشاب أن يَصفوا له زوجة المستقبل.. فوصفوها له بأنها على دين وخلق.. سعد ممنياً نفسه بأن يعيش معها حياة سعيدة..

فطالما أنها تتمتع بتلك الصفات التي حث الرسول الكريم على الظفر بها في المرأة فسيتزوجها، لكنه وجد ما يشبه الدين، ولم يجد الخلق..

حقود

تزوجت وعاشت مع زوجها الطيب سنوات. أنجبت منه ابنتَين.

كان طوال فترة الزواج التي سبقت إنجاب بنتَيه يعاني الأمرين من تصرفات زوجته وجفاف مشاعرها، لكنه كان يصبر مجبراً بسبب ضغط والديه عليه بأن يصبر؛ علَّها تتغير، لكن ظل الوضع كما كان؛ فطلقها؛ وكلٌّ ذهب في طريق، متنازلاً عن البنتين لصالحها.

عاشت تلك المرأة في بيت أسرتها مع زوجات إخوتها الثلاث، وكرد فعل أليم ومؤذٍ لما وقع عليها من طلاق فإنها باتت تكيل المكائد لمن في البيت من النساء والرجال؛ فسعت لفساد حياتهم، وحلمت كثيراً بطلاقهن جميعاً.

للأسف، تحقق شيء من حلمها، وإن لم يطلق إخوتها زوجاتهم إنما سعت لتشتيتهم وتفرقهم من بيت الأسرة، إلا أنهم استطاعوا بعيداً عنها أن يعيش كل زوج مع زوجته وأطفاله سعادة غامرة، كل في بيت مستقل، وهي ظلت مطلَّقة تجني ثمار حقدها منذ أكثر من ثلاثة عقود.

- محمد عبدالعزيز اليحيا

Mhd1999@hotmail.com