Friday 10/01/2014 Issue 15079 الجمعة 09 ربيع الأول 1435 العدد
10-01-2014

الأمهات .. وتحمُّل مسؤوليات الآباء!

تحدثت في مقالات سابقة عن معاناة المرأة في مجتمعنا، وذكرت بعض صور الظلم الذي يلحقهن، مثل العضل، والضرب، والإهانة، وأكل حقوقهن، والتعليق في الطلاق، وغير ذلك.

وفي هذا المقال سأتحدث عن وجه آخر من وجوه الظلم التي تعاني منها الأمهات على وجه الخصوص، وهي: تحمُّل مهمات الآباء، إضافة إلى مهماتهن الأصلية باعتبارهن أمهات.

ولست هنا أتحدث عن الحالات الاضطرارية التي تضطر معها المرأة إلى تحمل دور الأب، لأنه ميت، أو عاجز بدنياً، أو أنه مسجون، فهذه الوضعية قد تكون مفهومة، مع أن الواجب على الدولة رعاية مثل هؤلاء المضطرات والتخفيف عنهن.

لكنني أتحدث عن حالات تتحمَّل فيها الأمهات أعباء الآباء الأسرية، والآباء أحياء أحرار، أقوياء، فيرمون بالمسؤوليات كلها على كاهل الأمهات.

فهناك آباء تزوجوا على زوجاتهم، ولهم منهن أبناء وبنات، ولم يلتزموا بالشرط الشرعي لجواز التعدد، وهو وجوب العدل بين الزوجات في المسكن، والنفقة، والمبيت .

وغير ذلك، فتركوا زوجاتهم، وأولادهم، وبناتهم عيالاً على الآخرين، وأفضلهم حالاً من يرسل المصروف إلى أولاده مع السائق، مع شدة حاجة أبنائه، وبناته إلى رؤيته، والسلام عليه، ورعايته لهم، وغير ذلك.

وهناك آباء يكونون في معظم الأوقات خارج البيت، إما في سفر، وإما في غيره، فيتركون زوجاتهم يتحملن أعباء الأبناء من المدرسة، والمذاكرة، واحتياجات المنزل، والمستشفيات، وغير ذلك.

ولا شك أن هذا ظلم كبير لهؤلاء الأمهات الكريمات اللاتي يدفعهن العطف والحنان على فلذات أكبادهن إلى تحمل كل المشاق، والصعاب في سبيل رعاية الأبناء والبنات، إلا أن ذلك لا يمكن بحال أن يسد حاجة البيت إلى رعاية الأب، وقيادته لمركب الأسرة، وتوجيه الأبناء، لأن الأبناء - كما يؤكد المختصون - يشعرون بالأمان والحماية مع وجود الآباء، فإذا غاب الآباء فقدَ الأبناء الشعور بالأمان والاطمئنان، فيبْدؤون في البحث عن البديل، وهنا تكمن المخاطر، من استغلال حاجة هؤلاء الأبناء في الأمور المخلة بالأخلاق والآداب، وأمور المخدرات والمسكرات.

إن غياب الآباء عن أبنائهم، وتركهم بيوتهم، ظلم عظيم للأمهات، وجناية كبيرة على الأبناء والأمهات، وهذا يستوجب من الغيورين على المجتمع السعودي، والمحافظين على سلامة أبنائه من العلماء، والمفكرين، وعلماء النفس، والاجتماع. أن يساهموا في التوعية من مساوئ هذه الظاهرة، وبيان مخاطرها على النسيج الاجتماعي، ومستقبل الأبناء الذين هم عماد الأمة.

alomari1420@yahoo.com

مقالات أخرى للكاتب