Friday 10/01/2014 Issue 15079 الجمعة 09 ربيع الأول 1435 العدد

اغتنام المناسبات لصناعة الفرح

معمر حبار

احتفلت أمي الغالية بعيد ميلادها 78، بين أبنائها وبناتها وأحفادها، ما ميّز هذا اليوم أن الأحفاد اشتروا للجدّة ما يرونه يليق كهدية في مثل هذا اليوم.

إن الفرح لحظة، إذا استغلّه المرء للأحسن والأفضل، دام واتّسع، وهذه اللحظة تحتاج.. بسمة صادقة، ونظرة خاطفة، ودريهمات لمن يملكها، ورنة هاتف لمن كان بعيداً ومشغولاً، ولسانا رطبا يحسن اختيار الكلمات.

الفرح شعور يعيشه الإنسان مع نفسه أولا، لذلك تراه يسعى لبثّه ونشره عبر من يعرفه، ومن لا يعرفه. وإذا رأيت من يبخل عن الناس وأهله بالفرح، ويذمهم عليه، ويعاتبهم إذا فرحوا، فاعلم أنه حزين، لأنه يعتقد أن الحزن باب من أبواب السعادة، فقدّم له يد المساعدة إن استطعت، ورضي بذلك.

إن الفرح نعمة، ومن تمام النعم، أن يُدخلها على غيره، بأحسن الطرق وأيسر السبل، ومن أسوأ مظاهر البخل، أن يوصف المرء بالبخل، لأنه حرم غيره من إدخال الفرح عليه، وهو يملك أدواته.

للحياة منعرجات يحزن فيها المرء ويفرح، فليأخذ من فرحه بقدر ما يخفّف حزنه وحزن غيره، وليخفّف من الحزن بقدر مايقوي فرحه وفرح غيره.

المرء مطالب، أن يجتهد قدر ما أمكن، ليجعل حياته كلها فرحا، ويُفرح من حوله، باغتنام المناسبات الفردية والعائلية وما يعيشه مجتمعه، ويجهد نفسه ليصنع الفرح لغيره، ولمن حوله..

فرح بمناسبة اليوم الأول الذي تعلّم فيه الصلاة، واليوم الذي حفظ فيه سورة الفاتحة، واليوم الذي دخل فيه المدرسة، واليوم الذي انضم فيه إلى فريقه الرياضي، واليوم الذي استلم الوظيفة الأولى، واليوم الذي نُشر له أول مقال، ويوم دخوله البيت الجديد.. ومناسبات كثيرة عديدة ومتنوعة، باستطاعة المرء أن يستغلّها أو يستغلّ بعضها، لصناعة لحظة فرح، يدخلها على صاحبها، ستبقى له ذخرا، ويُذكر بها إلى الأبد، ودون مناسبة.